الحكمة من النهي عن الإقامة بين الكفار والفساق حفظ
الشيخ : حدثني أحد إخواننا ولعله الآن في هذا المسجد يكون حاضرا بأنه حدثته امرأة فلسطينية ذهبت لجارة أخت لها في الضفة الغربية أو في بعض البلاد الفلسطينية فلما دخلت الأخت الزائرة لأختها هناك وإذا بها تجد فتاة من أجمل الفتيات نضارة وجمالا وإذا هي تلبس الشورت قالت الأخت من هذه؟ قالت هذه بنتي كيف هذا؟ قالت هكذا نحن نعيش الآن مع اليهود فإذا قيل لبعض الناس فروا من مخالطة اليهود بقول ها يريد أن يسلم البلاد لقمة سائغة لليهود هذا تأويل يحرفون الكلم من بعد مواضعه كما قال تعالى الشاهد أريد في نهاية المطاف لعله يكون نهاية المطاف وما أدري ما الله يفتح لي معكم هناك حديث يرويه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً
فأراد أن يتوب إلى الله فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب )
هكذا في الحديث وقال أهل العلم المقصود دل على جاهل متعبد لكنه جاهل ( فجاءه قال أنا قتلت تسعة وتسعين نفسا فهل لي من توبة قال قتلت تسعة وتسعين نفسا وتقول هل لي من توبة لا توبة لك فأكمل به عدد المئة ) لكن الرجل فيما يبدو مخلص في قصده التوبة إلى الله عز وجل ( فما زال يسأل حتى دل على عالم فجاءه قال يا فلان أنا قتلت مئة نفس فهل لي من توبة قال ومن يحول بينك وبين التوبة ) الشاهد قوله هذا العالم ( ولكنك بأرض سوء فاخرج منها إلى القرية الفلانية الصالح أهلها فخرج يمشي ) وهذا دليل أنه كان مخلصا في قصده للأوبة إلى ربه لكن الله عز وجل لحكمة بالغة ... أما ملائكة العذاب فلما يعلمون من حياته الشريرة قتل مئة نفس بغير حق أما ملائكة الرحمة فنظروا كما قال عليه السلام في الحديث المعروف ( إنما الأعمال بالخواتيم ) خاتمته هذا أنه تاب إلى الله وطبق التوبة مشيا من القرية الفاسدة إلى القرية الصالحة فتنازعت الفريقان أو الطائفتان فأرسل الله إليهم ملكا في صورة بشر قال قيسوا ما بين القريتين فإلى أيهما كان أقرب فألحقوه بأهلها فقاسوه فوجدوه أقرب إلى القرية الصالح أهلها فتولت ملائكة الرحمة قبض روحه
الشاهد أن هذا الإنسان بسبب إقامته في قرية الشر فيه مستشري صار هو يقتل النفوس بغير حق فنصحه العالم بأن يخرج فهذه النصيحة هي أن يخرج من البلدة الطالح أهلها لا يعني أكثر من إصلاح نفس نفس هذا الإنسان المبتلى بهذه الشرور