بيان أهمية اتباع الدول للمنهج السلفي حفظ
شقرة : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وعلى آله وصحابته أجمعين إن بلاد المسلمين في هذه الايام تتعرض إلى حملة واسعة النطاق وهذه الحملة يراد بها المنهج الصحيح الذي اقتفونا أثر أسلافنا فيه وحملناه في عقولنا وقلوبنا أمانة من بعدهم ندعوا به وإليه الأجيال الآتية من بعدنا على مثل ما ورثناه إن شاء الله لا نحيد عنه قيد شعرة متمثلين أمام عيوننا ووعي قلوبنا وعقولنا قول الله عز وجل : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )) وآخذين بعنان أنفسنا في طريق مستقيم لا نعرف الحيد فيه يمنة أو يسرة على وفاق فقه أسلافنا الصالحين من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان غير مؤثرين على هذا المنهج منهجا
أقول إن عالمنا الإسلامي اليوم تشيع فيه حملة قاسية ظالمة يراد بها النيل من المنهج نفسه لا من أهل المنهج لأن أهل المنهج مضوا في الزمن الغابر واتى من بعدهم أجيال وأجيال وستظل هذه الأجيال تتوالى تترى إلى أن تقوم الساعة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لأن الله عز وجل كتب هذا وقضى به ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ) ومن هنا فإن حقا علينا ونحن نرى إشراقة هذا المنهج تملأ آفاق العالم كله فإن حقا علينا أن نبين أن هذا المنهج ليس كسائر المناهج تولد وتموت وتأتي ثم تولي دبرها غير عابئة بما تخلف من أسى في نفوس أتباعها أنها ولت لأنها ولت بسبب أتباعها وحماتها وحراسها كما يقال فهذا المنهج الدعوي منهج سلف هذه الأمة الذي اختار الله عز وجل طائفة له من كل قرن أن تكون حاملته لن يكون كسائر هذه المناهج التي أشرنا إليها آنفا وعلى ذلك فإني أقول إن أي نظام يقوم في أي بلد من بلاد المسلمين لا يأخذ في اعتباره هذا المنهج فإن هذا النظام مقضي عليه بنفسه ليس صالحا للبقاء ولا لأن يحمل هموم الدعوة كما تقول سائر أو يقول أصحاب سائر المناهج
فإذن لا بد لأي نظام في عالمنا الإسلامي يكون في أي بلد وعلى أي أرض أن يأخذ في اعتباره أنه لا صلاح ولا فلاح ولا نجاح ولا تمكين له في الأرض إلا إن هو أخذ بهذا المنهج قلبا وقالبا وشكلا ومضمونا ومبنى ومعنى
وهذا مما جرب في تاريخ هذه الأمة فإن كل النظم التي قامت في الأرض ولم تتأسس على هذا المنهج الدعوي وهو منهج سلف هذه الأمة الصالح فإنها سرعان أو فإنها سرعان ما ذهبت فولت لم تترك أثرا من بعدها تحمد عليه في الأجيال التي تأتي من بعدها ونحن نسمع في كل يوم صرخة جديدة وصرخة تتبعها وتتلوها أخرى أنه يكون في هذا البلد نظام يدعو إلى قيام أو إلى تطبيق حدود الشريعة وإلى التحاكم إلى كتاب الله وسنة النبي عليه الصلاة والسلام وقد جاءت كثيرا من الأخبار تتلوها أخبار عن بعض البلاد الإسلامية التي يتحمس بعض الجماعات أو بعض الأحزاب الإسلامية لها من غير أن يدركوا حقيقة القواعد والأسس التي قامات عليها ولكنهم لحماستهم ولجهلهم بالمنهج الدعوي الصحيح الذي ينبغي أن تتأسس عليه النظم التي تقوم في عالمنا الإسلامي فإنهم يقدمون عن أنفسهم بأنهم كانوا يرجون أن يكون لهم دور ليحمون فيه هذا النظام لأنهم أحسنوا فيه الظن أو لأنهم يرجون أن يكون للمسلمين دولة ولو على شبر من الأرض كما يقال
وقد تنهاى إلى أسماعنا منذ سنين طبعا أن النظام في السودان ونرجو الله عز وجل أن يأخذ بأيديهم وأن لا يخذلهم إن صدقوا الله عز وجل فإنه سوف يصدقهم وسوف يكون ظهيرا لهم ومعينا وعونا لهم على الوصول إلى الغايات التي وضعوها إن كانوا صادقين في هذا الأمر ولكن مما يحزن النفس أنه مع قولهم هذا أو أن قولهم هذا وأن دعوتهم أو دعواهم بأن هذا النظام أو هذه الدولة تقوم على أساس من الكتاب والسنة وعلى أساس من قواعد الشرع السنية فإنهم يخرجون وأعني بهم لا أعني بهم جميعا وإنما أعني المنظرين كما يسمون لهذه الدولة يخرجون على العالم بين الفينة والفينة بأقوال وآراء نشك أن تكون يعني صادرة منهم صدورا مباشرا يبتغون بها وجه الله والدار الآخرة
ولا أريد أن أسمي هنا من يقول بهذه الآراء أو الأقاويل التي أجزم بأنها باطلة كلا وجزءا ولا أستثني منها قولا من الأقوال إلا اللهم ما كان منها موافقا للحق الذي ندعوا إليه فأقول لا نريد أن نسمي أفرادا ولكن يكفي أن نقول بأن منظر الدولة في السودان الذي يركن إليه في إظهار الآراء التي يعطيها ويقدمها لأفراد النظام هو الذي يتبنى مثل هذه الآراء ويدعو إليها وقد تقصد بآرائه وأقواله السنة النبوية مباشرة ولا أدري لماذا السنة بالذات هنا وهناك في كثير من عالمنا العربي فإنهم يتقصدون أول ما يتقصدون السنة بل إننا سمعنا من يتجرأ أيضا على كتاب الله لينتقص منه حرفا أو كلمة ظنا منه لجهله أو عدوانا بظلمه على آيات الكتاب لينتقص آيات الكتاب والله سبحانه ونسي قول الله عز وجل (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) ونسي هؤلاء أو بعض هؤلاء المنظرين ومنهم المنظر الذي نشير إليه في دولة السودان نسوا بأن السنة جزء لا يتجزأ من الوحي وهذا الوحي محفوظ كله من غير نقص لا في كتاب الله عز وجل لا في آية بل ولا في كلمة ولا في حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يخشى على هذا أو ذاك أن يعتريه الخلل أو الضعف أو النسيان أو الضياع
فقد تكفل الله عز وجل أن يحفظ وحيه كله لأنه هو الدين الخاتم الذي تلتقي عليه الأمم كلها ولا بد أن يأتي اليوم الذي يشرق فيه تشرق فيه شمس الإسلام على كل شبر من الأرض وحيث ما يعيش الناس سوف يفيئون إلى هذا الدين نسي هؤلاء أن الله عز وجل تكفل بحفظ هذا الدين بشطري الوحي الكتاب والسنة وأن أقاويلهم وآراءهم سوف تذهب وسوف تلحقهم لعنات بعد موتهم وفي حياتهم إن لم ينتزعوا أنفسهم بتوبة صادقة خالصة لله يعوجون عن تلك الأقاويل والافتراءات الباطلة
ونريد من شيخنا جزاه الله خيرا أن يقدم لنا بمقدمة تتناول حفظ حفظ كتاب الله عز وجل وحفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم وكيف يفسر لنا في ضوء هذا المعنى قول ربنا تبارك وتعالى (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) ثم بعد ذلك نأتي إلى الأسئلة الجزئية التي تتفرع إن شاء عن هذه المقدمة التي نرجو أن تكون وافية بإذن الله