ذكر حديث عائشة رضي الله عنها لدلالة على قيام النبي صلى الله عليه وسلم بما أمر به من تبليغ تبليغ لفظ القرآن. حفظ
الشيخ : ولكن من باب توضيح كل من البيانين أذكر حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما عن مسروق رضي الله تعالى عنه وهو من كبار التابعين وأجلائهم ( جاء إلى السيدة عائشة فقال لها يا أم المؤمنين أخبريني عن قول الله عز وجل (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )) ) عفوا هذا في تمام الحديث ( قال لها يا أم المؤمنين هل رأى محمد ربه هل رأى محمد ربه قالت لقد قف شعري لما قلت قال يا أم المؤمنين ارحميني ولا تعجلي علي أليس يقول الله عز وجل (( ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى )) قالت رضي الله تعالى عنها أنا أعلم الناس بذلك سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الآية فقال رأيت جبريل في صورته التي خلق فيها مرتين وله ست مئة جناح وقد سد الأفق ) تعني أن الآية لا تعني أن محمدا رأى ربه وإنما رأى جبريل عليه الصلاة والسلام كما خلقه الله وله ست مئة جناح ولعظمته قد سد الأفق ثم وهنا يأتي الشاهد الذي له علاقة بتقرير القرآن الكريم بألفاظه قالت ( ثلاث من حدثكموهن فقد أعظم على الله الفرية من حدثكم بأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية من حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ) ثم تلت قوله تبارك وتعالى (( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب )) (( إلا وحيا )) يعني بواسطة جبريل عليه السلام أو إلقاء في النفس أو من وراء حجاب وتلت أيضا قوله تبارك وتعالى: (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار )) ثم قالت ( ومن حدثكم بأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلم ما في الغد فقد أعظم على الله الفرية ) ثم تلت قول الله عز وجل (( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله )) ثم تلت وهنا الشاهد ( ومن حدثكم بأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم كتم شيئا أمر بتبليغه فقد أعظم على الله الفرية ) ثم تلت الآية المذكورة آنفا (( يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) هذا رواية الشيخين في صحيحهما زاد الإمام مسلم طبعاً بالسند الصحيح قالت ( لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كاتما شيئا أمر بتبليغه لكتم قول الله عز وجل )
السائل : (( فلما قضى زيد منها ))
الشيخ : هذه هي (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك )) (( أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه )) لا شك أن في هذه الآية نص صريح أن الله عز وجل عتب على نبيه صلى الله عليه وسلم خاصة في آخر الآية (( وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه )) لذلك قالت السيدة عائشة ( لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كاتما شيئا أمر بتبليغه لكتم هذه الآية ) لكن حاشاه لأنه مأمور بالتبليغ فلذلك فهو عليه الصلاة والسلام كما يقول الخطباء دائما وأبدا قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجزاه الله عن المسلمين خيرا هذا هو البيان الأول أي تبليغ آيات القرآن وألفاظ القرآن إلى الناس كما أنزلها الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام ولو كان في بعض هذه الآيات شيء من العتاب الجميل كمثل قوله كمثل قوله (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى )) (( لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) وهكذا فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما كتم شيئا مما أمر بتبليغه لفظا