قيام النبي صلى الله عليه وسلم بما أمر به من بيان القرآن وتوضيحه للناس . حفظ
الشيخ : وكذلك ما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتم شيئاً مما يتعلق ببيانه للقرآن الكريم
هذه الآية الثانية (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فما نزل إليهم هو البيان المأمور به في الآية الأولى والبيان الذي أمر في الآية الثانية هو ... والايضاح مما يعبر عنه عند علماء الأصول والفقه بيان المجمل فيفصله بيان العام المخصص فيخصصه بيان المطلق فيقيده بيان النص الذي ألغي حكمه ولو بقي نصه فهو يبين نسخه وهكذا
ومن الدليل على ذلك من السنة الصحيحة والسنة واسعة جدا في هذا الباب ومن أوضح ذلك قوله عليه الصلاة والسلام ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ) وهذا معناه أن من تمسك بالقرآن دون السنة ضل والعكس كذلك من تمسك بالسنة دون القرآن ضل ولا يكون مهتديا إلا إذا أخذ بالوحيين كليهما كتاب االله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم كذلك قال عليه الصلاة والسلام ( لا ألفين أحدكم متكأ على أريكته يقول هذا كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا حللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله ) أي البيان بالمعنى التالي أي سنته عليه الصلاة والسلام فينبغي ان نعلم بمثل هذه المناسبة أن السنة التي هي كما عرفنا بيان للقرآن الكريم تنقسم إلى ثلاثة أقسام إلى قول وفعل وتقرير فبأي نوع أو قسم من هذه الأقسام الثلاثة بين عليه الصلاة والسلام القرآن الكريم وجب اتباع هذا البيان منه عليه السلام كتفسير القرآن والأمثلة على ذلك كثيرة ومعروفة ولا حاجة بنا إلى الاستطراد إليها لأني أريد أن أقول هذه السنة إذا كانت لا بد منها بأقسامها الثلاثة أن يتمسك بها المسلم ليفهم كتاب الله وأنه لن يفهم كتاب الله إلا بهذه السنة