ما معنى قول عائشة رضي الله عنها : لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدثت النساء بعده لمنعهن المساجد؟ حفظ
السائل : عفوا، في حديث يرد في هذا الأمر، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: ( لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدثت النساء بعده لمنعهن المساجد )، طيب يعني أليس هذا ينطبق؟
الشيخ : أولاً: تسميتك لهذا حديثاً مع التسامح في التعبير لأنه ليس حديثاً.
الطالب : رواية.
الشيخ : لا، هو أثر عن السيدة عائشة، لأن الحديث عند الإطلاق هو الذي يعني يكون منسوباً إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا رأي للسيدة عائشة.
ثانياً : هل أنت تمنع النساء من الخروج في هذا الزمن إلى المساجد؟
السائل : أنا لا أمنعهن.
الشيخ : والسيدة عائشة تمنعهن؟
السائل : هي قالت هذا القول.
الشيخ : أنا ما أسألك أنت عرضت لي بالموضوع
السائل : ما منعتهن، قالت: ( لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ).
الشيخ : لا تسرد الحديث، أنا تعلمت اللغة منكم وعرفتها.
الطالب : ... العرب
الشيخ : صار الوقت؟
الطالب : عن إذنك شيخنا عشان المساجد بس
الشيخ : طيب بأمان الله
الطالب : السلام عليكم.
الشيخ : ونحن بكم لاحقون.
الطالب : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام. نكمل ... .
الطالب : طيب السلام عليكم يا شيخ
الشيخ : وعليكم السلام
السائل : شيخ أبو عبد الرحمن رجل عنده عصارة.
الشيخ : الرجل كمان إمام؟
الطالب : لست إماما، طالب علم.
الشيخ : مش إنت ...
الطالب : اه، نعم.
الشيخ : عبد الله اسمه؟
الطالب : أبو عبد الله.
الشيخ : أبو عبد الله.
الطالب : محمد ...
الشيخ : طيب، نريد نكمل الحديث معه.
الطالب : نحن ننقل له، جيرانه.
الشيخ : طيب، جزاك الله خير. تفضل.
طيب، تفضل.
الطالب : أكمل فضيلتك
الشيخ : أنا أقول يا أخي أن قول السيدة عائشة هذا اجتهاد منها، وأنا لا أقول بقولها، أنا أقول كما يوحي كلامي السابق، لو علم الرسول صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن المساجد، أنا أقول: لو رأى الرسول عليه السلام ما أحدث النساء بعده لم يمنعهن المساجد، لكن لأمرهن بأنهن إذا خرجن إلى المساجد أن يخرجن متجلببات كما جاءت الآية الكريمة (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن )).
أنا أقول هكذا، ولذلك أقول للأخ أبو عبد الله سابقا أنه في بحديث كذا، أولا: هذا لا يعارض المنطق العلمي السابق الذي تحدثنا حوله: المصلحة ومتى تشرع، ومتى لا تشرع، لا يمكن أن يقضى على هذا التفصيل العلمي الصادر من شيخ الإسلام ابن تيمية الذي يكاد، أقول: يكاد أن يكون أحاط بالشريعة علماً، لا يمكن أن يُقضى على هذا العلم وعلى هذا البيان بشطبة قلم أنه جاء في الحديث عن عائشة أنها قالت كذا وكذا، لا، هذا رأي للسيدة عائشة، ويمكن أن يخالَف برأي آخر، وقد ذكرته آنفاً، وهو ... الشريعة أن الرسول عليه السلام ما يمنع النساء من الخروج إلى المساجد وهو القائل: ( ائذنوا للنساء بالخروج إلى المساجد بالليل ).
والآن يحضرني قصة لعلها تؤيد ما ذكرت آنفا، حديث أبي هريرة لما مرت به امرأة وريحها يعصف، قال: ( يا أمَة الله، إلى أين؟ قالت: إلى المسجد، فقال لها: ارجعي واغتسلي ).
وذكر حديث لعلكم تذكرونه؟
الطالب : ( أيما امرأة استعطرت فخرجت قد زنت ).
الشيخ : لا، مش هذا.
الطالب : ( يا أمة الجبار ).
الشيخ : هو هذا.
الطالب : ( يا أمة الجبار إلى أين تريدين، قالت: المسجد، قال: وله تعطرت؟ قالت: نعم. قال: ارجعي فاغتسلي، فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كذا ).
الشيخ : فما منعها من الذهاب إلى المسجد.
الطالب : ... الأخرة .
الشيخ : نعم؟
الطالب : ... الآخرة.
الشيخ : آه، لكن أمرها أن تعود وتخرج بالطريقة المشروعة.
هكذا الإسلام يجب أن يفهم في بعض المسائل التي تطرُؤ وتحدث، وإلا أصابنا أولا ما أصاب اليهود والنصارى، غيروا وبدلوا. ثانياً ما أصاب بعض الفرق الإسلامية الذين أحدثوا في الإسلام بدعاً لا يمكن أن تُحصر، ولا شك أن في اعتقادهم، لا شك أن أكثر من أحدثوا هذه البدع نواياهم كانت سليمة، نية التقرب إلى الله، ولكن كما قلت آنفا:
"أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل"
تريد أن تتقرب إلى الله، تتقرب إلى الله بما شرع الله وفي حدود ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء من الأصول والقواعد، أو الأحكام الفروع.
هذا كلامي.