ما حكم عمل المحامي أو الحقوقي وأمثالهما ممن يعمل في دولة تحكم بالقوانين الأرضية الوضعية؟ حفظ
السائل : شيخنا أود أن أسأل فيما إذا كان يقع عمل المحامي وهو المعاون القضائي بين الحلال والحرام، وما هي الأوجه التي يقع فيها بين الحلال والحرام؟
الشيخ : عفواً ماذا تعني: بين الحلال والحرام؟
السائل : يعني هل عمله هو حرام، هل يقع بين أوجه الحرام؟
الشيخ : هو المحاماة؟
السائل : ... المحاماة.
الشيخ : هو لا يخفاك بارك الله فيك أن المحاماة فرع من نظام الدولة، والدولة تحكم في كثير من الأحكام بالقوانين الأرضية وليست بالأحكام الإسلامية الشرعية، وأنا كنت منذ قليل جالسا عند أحد ممن يقال إنه مدعي عام، ولعل أبا مالك يسمع القصة، في غيبتك أنت مع صهري نظام، عند المدعي العام جرى حديث بيني وبينه بعد ما استجوبني.
الطالب : المومني.
الشيخ : نعم؟
الطالب : عيسى المومني.
الشيخ : نعم. فهو كنت سمعت منه كلمة طيبة، ذكرني بالآية: (( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون )) فجلست أنا وما في غير واحد يدخل وواحد يخرج، يعني الحوادث كثيرة وكثيرة جدا، إلى أن وجدت شيء من الفراغ، قلت له: هل أستطيع أن أتكلم معك في بعض المسائل العلمية؟ قال: تفضل. قلت ذكرته بالآية، فأريد أن أذكرك بحديثين اثنين، ورويت له الحديث المشهور في صحيح البخاري: ( من أحب أن ينسّأ له في أثره، ويوسع له في رزقه فليصل رحمه )، والحديث الآخر: ( حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويطيلان في الأعمار )، ثم علقت على الحديثين بما خلاصته أنه لا تعارض بين الآية وبين الحديثين، لأن الحديثين يدندنان حول الأخذ بالأسباب، وأن الأسباب تنقسم إلى قسمين: أسباب كونية طبيعية، كالأخذ مثلا بوسائل الصحة والإعراض عن الوسائل الممرضة، فبالأخذ بالوسائل الصحية تكون سببا كونيا للمحافظة على صحة الإنسان ولإطالة عمره، لكن هذه الإطالة لا تتنافى مع المسجل في اللوح المحفوظ، هذا خلاصة، ولفت نظره إلى أنه لا يصح تأويل الحديث بأنه ( من أحب أن ينسأ له في أجله ) يعني يبارك له في عمره، هكذا تعلمون ما يتأولون.
الشاهد في الحقيقة أنا عملت هذا توطئة لإجراء حديث بيني وبين هذا المدعي العام، وهنا بيت القصيد.
الرجل الظاهر أنه ما عنده فكرة سابقة عن الألباني من الناحية العلمية يعني، الظاهر، فكأنه شوي تغيرت وجهة نظره، فوجه لي السؤال التالي، وأظن هذا له علاقة بسؤال الأخ.
قال لي: أنت يا أستاذ تعرف أننا نحن نحكم بالقوانين النظامية، وأنه في هذه القوانين مخالفات شرعية، فهل نأثم فيما إذا حكمنا في حكومة ما بما يخالف الشرع؟
قلنا: أما هذا فلا شك، لأنه لا يجوز مخالفة الشرع ولا عُذر لأحد، وحط هو قضية الرزق وما الرزق ... وظيفته وإلى آخره. فأنا أجبته بصراحة، لكني قلت له: لكن في علمي أنا وفي حدود دراستي وأنا لست قانونياً ولا حقوقيا وهذا من اختصاصك، لكن _يرحمك الله_ ولكن من بعض معلوماتي العامة أنني أعلم أن القانوني يجد في القوانين الأرضية ثغرات يستطيع أن ينفذ منها ويتخلص من أن يقع في مخالفة شرعية، وأنا أريد أن أمضي في تمام هذا الموضوع وإذا هو يقطع ويقول: مثلا تُرفع إليه قضية بأن فلان زنى بفلانة، يقول: القانون عندنا أهل الفتاة المزني بها إذا أقاموا دعوى على الزاني نسمع الدعوى، أما إذا كانوا متراضين ماشي، قال: مع أن الشرع ما يعرف هذا. قلت له: صدقت، قلت: هذا الذي أنا أردت أن أقوله، أنت الآن تحدثني فتقول: هل علي أن أنا إذا صرفت هذه الدعوى إلى غيري؟ قلت: هذا هو المخرج القانوني بأن لا تحكم بغير ما أنزل الله.
فإذن الحقوقي والمحامي هو مربوط بنفس النظام، فإذن حينما يعلم أنه سوف يضطر أن يرافع وأن يدافع عن قضيه تخالف الشرع فلا يتبناها، هذا هو الجواب.
السائل : ... ينبهه يقول ...
الشيخ : هذا الذي قلنا له يعني إذا استطاع، قد لا يستطيع ...
الطالب : ما يستطيع شيخنا.
الشيخ : ما يستطيع أنا عارف.
الطالب : لماذا؟ لأنه لما تأتي القضايا، يعني افرض أنه يوجد أربعة أو خمسة مدعيين عامين، القضايا تأتي لمن؟ للقلم للديوان.
الشيخ : أيوا.
الطالب : الديوان يعطيها أرقام، رقم واحد لفلان، رقم اثنين لفلان، رقم ثلاثة وهكذا.
طالب آخر : ...
طالب آخر : نعم؟
طالب آخر : يتم توزيعها.
طالب آخر : يتم توزيعها، هو ما له.
الشيخ : وعليكم السلام روحمة الله.
الطالب : هو ما له خيار، تأتيه الدعوى ما يستطيع أن يحولها لغيره، اللهم إلا في حالة واحدة إذا كان هو مثلا كان غير موجود فيمكن للتعجل في النظر في الإحالة للثاني الذي يليه أو الذي قبله حسب فراغه أيضاً، يمكن ما يستطيع المدعي العام لكثرة القضايا أن ينظر هذه القضية، فتؤجل هذه القضية لليوم الثاني أو الثالث.
الشيخ : على كل حال الغرض أن يجتهد.
الطالب : يعني يمكن أنا عندي فكرة عن الموضوع.
الشيخ : المهم أن يجتهد هذا المبتلى أن يصرف البلا عن نفسه.
الطالب : في كثير من المحامين شيخنا الآن، في بعض المحامين المسلمين الذين يخافون الله لما تأتيه القضية يدرسها، لما يرى فيها حرام يبتعد عنها.
الشيخ : هذا هو.
الطالب : المحامي عنده فسحة يترك ويمسك أكثر من المدعي العام.
طالب آخر : اه أكثر من المدعي العام.
طالب آخر : المدعي العام ما له خيار.
الشيخ : إي نعم.
...
الطالب : في واحد محاضر شيوعي دكتور ... في سوريا لا أدري في أي بلد ألقى محاضرة ... أن الله غير موجود ...
الشيخ : الله أكبر!
الطالب : وبعدين لما أراد أن يصعد المدرج الدرج تعثر قال : أوه جاد - oh god يعني... قال : كل كلامك راح.
الشيخ : هذا يذكرنا بالمشركين، (( دعوا الله مخلصين له الدين ))
الطالب : مثل واحد طلع يلقي محاضرة عن التدخين وأضراره، وهو يحاضر عن التدخين وأضراره قام أخرج بكيت الدخان وولع سجارة حمل حاله وضل خارج من المحاضرة.
طالب آخر : هذا مرة واحد سوداني في أبو ظبي ... الأخوة السودانيين عندهم يعني تحية: أهلا مولانا، واحد شيخ أهلا مولانا، جلست أبين له أن المولى من الأضداد في اللغة: عبد أو سيد، فلا أنا سيدك ولا أنا عبدك لي بتقول مولانا ... الحديث يعني لا يقول ... وفي الأخير لما سلمت عليه أقول له: مع السلامة يا مولانا ...