ما حكم صلاة الرجل بدون أن يغطي رأسه بشيء؟ حفظ
الطالب : حلقة من الحلقات التي كنت تعقدها بالنسبة لغطاء الرأس في .
الشيخ : يرحمك الله.
الطالب : في الصلاة.
الشيخ : بالنسبة؟
الطالب : بالنسبة لغطاء الرأس أو وضع القلنسوة أو أي شيء على الرأس وقت الصلاة.
طالب آخر : يا أخوان اللي ما عنده كتب من هذه يتفضل يأخذ.
طالب آخر : فالإخوان في الرياض قالوا: إنه جائز إنك تصلي بدون قلنسوة، و ... سمعنا لك شريط على ما أعتقد كان إنك أنت ما تجيز، أنت لا تجيز الصلاة بدون.
الشيخ : غطاء رأس.
الطالب : هذا شيخنا تذكر عندما أتيت من السعودية وذهبت إلى أمريكا سألتك سؤال لأني قلت لك: أنا فهمت بأنك تقول لا يجوز الصلاة دون القلنسوة والشيخ عدنان والدكتور باسم قالوا لا، والشيخ جزاه الله خير وضح لي ذلك.
الشيخ : يا أخي نحن لا نقول لا يجوز بالمعنى الذي يفهمه العوام، لكن نقول: من أدب الصلاة أن تقف بين يدي الله في أكمل هيئة، لماذا؟ لحديث وأثر.
أما الحديث فقوله عليه الصلاة والسلام: ( من كان له إزار ورداء فليتزر وليرتدي فإن الله أحق أن يُتزين له ) ( فإن الله أحق أن يتزين له ) الإزار هي الفوطة العليا التي يلبسها الحاج عفواً الرداء ، الإزار هي الأسفل، يقول الرسول عليه السلام: من كان عنده الثوبين هذين فليرتدي وليتزر فإن الله أحق أن يُتزين له.
والله عز وجل يقول في القرآن الكريم: (( خذوا زينتكم عند كل مسجد ))، سبب نزول هذه الآية أن المشركين في الجاهلية كانوا يطوفون عراة حول الكعبة بدعوى جاهلية، وهي من وحي الشيطان ولا شك، كانوا يقولون: " إن الله عز وجل أجل عندنا أن نطوف حول بيته في ثياب عصينا الله فيها" ، إذن يتعروا، ربي كما خلقتني، حتى المرأة، شوف الشيطان كم كيده عظيم في بني الإنسان، حتى المرأة تدخل _الله أعلم من أين جاءت_ المسجد الحرام تلقي ثيابها، وتطوف وهي عاملة هيك، وهي تنشد وتقول:
" اليوم يبدو بعضه أو كله *** وما بدى منه فلا أحله "
هذا من وحي الشيطان، فلما جاء القرآن ونزلت هذه الآية فيه، قال تعالى: (( خذوا زينتكم عند كل مسجد )) أي: استروا عورتكم.
ثم الشارع الحكيم على لسان نبيه الكريم وسع دلالة هذه الآية على معنى غير المعنى الذي من أجله نزلت الآية، الآية نزلت بستر العورة الكبرى، وهي بالنسبة للرجل ما بين السرة والركبة.
لكن هناك عورة صغرى وهي ما فوق السرة، لذلك قال عليه السلام في هذا الحديث: ( من كان له رداء وإزار فليرتد وليتزر فإن الله أحق أن يتزين له ) وهناك أحاديث أخرى لسنا الآن بصددها.
قلت في أول الكلام إن هناك حديث وأثر. أكثر العلماء يقولون إنه لو صلى المسلم ساترا عورته صلاته صحيحة وجائزة، لكن مكروهة، ليه؟ يصلي هيك عاري البدن، صحيح هذا ما هو عورة لكن ( من كان له إزار ورداء فليرتد وليتزر ) إلى آخره.
بل هناك شيء أكبر من هذا، وهذا يقول به بعض العلماء، وهو قال عليه الصلاة والسلام: ( لا يصلين أحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء ) بمعنى: إما أن يصلي كما جاء في الحديث السابق برداء يستر المنكبين كما يفعل الحاج إلا عند الطواف يكشف عن منكبه، لكن بغير الطواف يغطي منكبيه، إذا كان له رداء وإزار يستعمل الثوبين، أما إذا لم يكن عنده إلا ثوب واحد، فإن كان الثوب واسعا فضفاضا يتستر به من فوق إلى تحت الركبة، وبذلك يكون صلى وقد غطى منكبيه لقوله عليه السلام: ( لا يصلين أحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء ).
الطالب : في في الثوب الواحد شيخنا ولا ما في؟ في الثوب الواحد، لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد وليس على عاتقيه منه شيء ؟
الشيخ : ذاك ( قالوا: يا رسول الله، أيصلي أحدنا في ثوب واحد؟ قال: أو كلكم يجد ثوبين؟ )، لكن التفصيل هو هذا الذي نقوله، له رداء وله إزار فيجب أن يرتدي وأن يأتزر، ليس له إلا ثوب واحد، فإن كان واسعا قال عليه السلام: ( فليلتحف به، وإن كان ضيقا فليتزر به ).
إذن في حال ضيق الثوب الصلاة صحيحة ولو كان مكشوف القسم الأعلى، لكن إذا كان في عنده ثوب ثاني رداء، أو في عنده ثوب واسع يلتحف به فيصلي ومنكبيه مكشوفين القسم الأعلى مكشوف الرسول ينهى عن هذه الصلاة ( لا يصلين أحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء ). هذا عرفناه.
نأتي إلى غطاء الرأس، هنا أثر وهنا فقه.
أما الأثر فهو ما ذكره ابن تيمية رحمه الله في رسالة له لطيفة في لباس المرأة أو حجاب المرأة في الصلاة، ذكر أن ابن عمر رأى مولاه نافعا يصلي وليس على رأسه شيء، بعد الصلاة ناداه، قال: ( أرأيت لو ذهبت إلى أحد هؤلاء الأمراء أكنت تذهب هكذا أم تستر رأسك؟ قال: أستر رأسي. قال: فالله أحق أن يتزين له ).
وكما ترى لا يزال المسلمون الملتزمون يحافظون على ستر الرأس كأدب إسلامي، أما هذا الحسر الذي فشى اليوم في الشباب المسلم هذا من آثار الاستعمار الأوربي حينما هذه البلاد استعمرت من بريطانيا، وسوريا من فرنسا، وإلى آخره، فهؤلاء من عاداتهم أن يكشفوا عن رؤوسهم، أما المسلمون القدامى فهم يسترون رؤوسهم إما بالقلنسوة أو بالعمامة.
شايف. هذا هو الأدب الإسلامي، نحن نقول أن المسلم يصلي في أكمل هيئة، مش معناه ما يجوز يصلي هيك، لا أنا نفسي أحيانا أصلي هيك، لكن في كثير من الأحيان أتقصد أن آخذ القلنسوة أضعها على رأسي تمسكا بهذا الأدب الإسلامي. لعله وضح لك؟
الطالب : جزاك الله خير.
الشيخ : وإياك.