ما حال راو أخرج له مسلم في صحيحه اسمه عبيد الله الأصم، وقد رماه بعضهم بالجهالة؟ حفظ
الشيخ : بيَّن معك شيء؟
الطالب : نعم.
الشيخ : تفضل.
الطالب : أقرأ؟
الشيخ : من هو؟ لا بهمني أولا، معلش اقرأ الحديث.
الطالب : وحدثنا قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم، وسويد بن سعيد، ويعقوب الدورقي، كلهم عن مروان الفزاري، قال قتيبة: حدثنا الفزاري، عن عبيد الله بن الأصم، قال: حدثنا يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، قال: ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى، فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودُني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له، فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى، دعاه، فقال: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب ).
الشيخ : هذا هو الحديث الذي ذكرناه لك.
الطالب : بس الراوي هنا شيخنا هو عبيد الله بن الأصم.
الشيخ : معلش بارك الله فيك. أنا قلت لك: تعني الحديث؟ قلت لا هذا أعمى آخر، فإذن الحديث هو هو، الآن بحثنا إذن في الراوي.
الطالب : في الراوي نعم.
الشيخ : طيب، معلش من هو المجهول عندك؟
الطالب : عبيد الله بن الأصم.
الشيخ : أنت راجعت الآن التقريب، قال فيه: مقبول؟
الطالب : قال فيه مقبول.
الشيخ : طيب، بدنا نراجع الأصل.
الطالب : نعم، هذا هو الأصل.
الشيخ : ماذا قال في الأصل؟
الطالب : قال: " روى عن عمه يزيد بن الأصم، وعنه: عبد الواحد بن زياد، ومروان بن معاوية، وابن عيينة "
الشيخ : طيب وين الجاهلة
الطالب : وذكره ابن حبان في الثقات ".
الشيخ : وين الجهالة هنا؟ نحن هذا الحديث لو لم يروه مسلم نحن نصححه لأنه روى عن هذا الرجل المزعوم أنه مجهول ثلاثة من الثقات زائد وثقه ابن حبان.
هذه المشكلة اليوم في العصر الحاضر كما تحدثنا في جلسة سابقة أنهم يعني أحدهم يتزبب قبل أن يتحصرم، هو يظن أن الجهالة مطلق الجهالة لا يحتج بها.
الآن أنا أقول زيادة عما قلت آنفا: هذا رجل روى عنه ثلاثة من الثقات، وروى له مسلم في صحيحه، ووثقه ابن حبان، هذا خوش إنسان، فيقال إنه روى عن مجهول؟ سبحان الله!
الطالب : شيخنا لأنهم ما يعتدون بمثل هذه القواعد برواية الثقات ... ولا بتوثيق ابن حبان.
الشيخ : أنا ولا تؤاخذني إذا قلت وأنت من أدرى الناس بما سأقول، أنا الذي فتحت باب عدم الاعتداد بتوثيق ابن حبان على الجيل الناشئ في هذا الزمان، لكن أنا أيضاً الذي فتحت لهم الباب الثاني أن هذه القاعدة ليست على إطلاقها، وقد يقول قائل: من أين جئت؟ يا أخي من السبر والبحث، هو علم الحديث من أين جاؤوا بهذه القواعد؟ هو من التتبع والبحث و و إلى آخره. وأنا وجدت الحافظ ابن حجر والحافظ الذهبي إلى آخره كثيرا ما يوثقون من روى عنه مثل هؤلاء الثلاثة من الثقات وقد لا يكون هناك له موثق مع ذلك هم يقولون إنه صدوق، فما بالك إذا انضم إلى ذلك أنه وثقه ابن حبان، ما بالك إذا احتج به مسلم في صحيحه.
لكن أنا أريد الآن أن أهتبلها فرصة وأن أستفيدها فائدة، فمسلم لم يسق لهذا الحديث إسناداً آخر لنقول إنه احتج به في الأصول؟
الطالب : ...
الشيخ : ... هنا يأتي شيء آخر، هذا يأتي أيضا من السبر، ممكن وهذا الذي يغلب في ظني وإن كنت الآن غير مستحضر لذلك، ممكن أن يكون لهذا الرجل مُتابع إما متابعة قاصرة أو تامة، وهذا يبحث في كتب التخريجات خاصة في مثل كتابي إرواء الغليل ونحو ذلك، حينئذٍ إذا وجد له متابع سواء كانت المتابعة قاصرة أو تامة أيضاً يصلح أن يقال إن مسلما إنما روى له وفرضنا أنه مجهول لأنه قد علم له متابعاً، كما يقال بالنسبة لما رواه البخاري في صحيحه عن بعض من في حفظهم شيء من سوء الحفظ أو ضعف الذاكرة أو شيء من الاختلاط أو نحو ذلك مما به يضعَف حديثه، يُقال بأن البخاري ينتقي حديث أمثال هؤلاء، فإذن لا يجوز القول بمثل هذا الكلام المطلق.
غيره يا أستاذ؟
الطالب : ...
الشيخ : أهلاً وسهلاً.
الطالب : ... أسئلة ولا؟
الشيخ : إذا كنتم طمعانين في الخير تفضلوا، لكن أنا سمعت أنكم منطلقين الساعة العاشرة.
الطالب : سيارتنا ... سريعة إن شاء الله.
الشيخ : تفضلوا.