ما معنى الأثر الذي أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ولفظه: : ( كنا جلوسا عند عبد الله فذكروا رجلا فذكروا من خُلقه، فقال عبد الله: أرأيتم لو قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تغيروا خُلقه حتى تغيروا خَلقه، إن النطفة لتستقر في الرحم أربعين ليلة، ثم تنحدر دما، ثم تكون علقة ، ثم تكون مضغة، ثم يبعث الله ملكا فيكتب رزقه وخُلقه وشقيا أو سعيدا )؟ حفظ
السائل : شيخي الله يحفظكم، هنا في حديث في الأدب المفرد: باب الشح، يقول: عن عبد الله بن ربيعة، قال: ( كنا جلوسا عند عبد الله فذكروا رجلا فذكروا من خُلقه، فقال عبد الله: أرأيتم لو قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تغيروا خُلقه حتى تغيروا خَلقه، إن النطفة لتستقر في الرحم أربعين ليلة، ثم تنحدر دما، ثم تكون علقة ، ثم تكون مضغة، ثم يبعث الله ملكا فيكتب رزقه وخُلقه وشقيا أو سعيدا ) الشاهد شيخي والسؤال هنا حول: ( أرأيتم لو قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تغيروا خُلقه ).
الطالب : خُلقه ولا خَلقه؟
السائل : لا، خُلقه الأولى، حتى تغيروا خَلقه. فيعني هنا لعله في شبهة أن هذا كتب عليه هذا الأمر، وقال هذا الصحابي لعله هو صحابي شيخي هذا؟ عبد الله بن ربيعة؟
الشيخ : والله ما أذكر.
السائل : نعم، الشاهد الي هو هذا الراوي يعني يقول: يعني لا تستطيعوا لو قطعتم يعني رأسه لا تستطيعون أن تغيروا خُلقه.
الشيخ : خُلقه إلا إن غيرتم خَلقه.
السائل : خَلقه نعم.
الشيخ : وما أنتم بمستطيعين أن تغيروا خَلقه، وبالتالي لا تستطيعوا أن تغيروا خُلقه.
السائل : أكرمك الله شيخي، نعم.
الشيخ : طيب، شو السؤال؟
السائل : أنو هنا هذا، ما يمكن تغيير الخُلق لأن هذا مثلا كتب عليه الشقاء، كتب عليه أن يكون عليه شحيحا، لأن الأثر جاء في باب الشح.
الشيخ : أيوا.
السائل : أنه كتب عليه أن يكون شحيحا، فما يمكن أن تغيروا هذا الخلق فيه.
الشيخ : إي. خلص الكلام ؟
السائل : إي نعم، يعني هذا الشيء مكتوب عليه، قضاه الله عز وجل، وطبعا هو استدل بحديث التخليق في رحم المرأة.
الشيخ : والله أنا ما فهمته.
السائل : شيخي ألخص، يعني كأنه، أقول متحفظا: كأنه يعني ظاهر الأثر هذا أن الإنسان هنا يعني مجبور على هذا الخُلق، هكذا خلقه الله عز وجل، فكيف سيؤاخذ؟
الشيخ : في عندك فكيف سيؤاخذ، ولا هذه حشو من عندك؟
السائل : لا، أقول يعني كأنه يظهر من ظاهر النص الأثر. هي من عندي طبعاً. يعني باختصار يا شيخي كان هذا الحديث هو آخر حديث في نهاية درس الأسبوع الماضي، فسبحان الله وقفت عنده فيعني خشيت أن أسأل، فسبحان الله دعوت الله عز وجل أن يوفقني يعني للخلاص حقيقة من هذا المأزق، فأذن الأذان فحمدت الله عز وجل، فقلت يعني في نفسي أن أسألك يعني حتى إذا ما سئلت مثل هذا السؤال.
الشيخ : على كل حال، إذا كان الفهم صحيحاً، فالمفهم مخطئ.
السائل : نعم يا شيخي الله يحفظك.
الشيخ : فأعد علي الآن نص العبارة حتى أنظر فيها.
السائل : نعم.
الشيخ : والظاهر أنها خطأ، يعني خطأ من القائل لأنه هو موقوف وليس بمرفوع.
السائل : نعم أكرمك الله.
الشيخ : أعد.
السائل : يقول: ( كنا جلوسا عند عبدالله فذكروا رجلا فذكروا من خُلقه، فقال عبد الله: أرأيتم لو قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تغيروا خُلقه حتى تغيروا خَلقه؟! ) طبعا تمام الحديث: ( إن النطفة لتستقر ) إلى آخر الأثر.
الشيخ : بلا شك الإنسان ما يستطيع أن يغير خُلق إنسان، كما أنه لا يستطيع أن يغير خَلقه، هذا حقيقة لا شك فيها. لكن إذا كان المقصود بهذا الأثر هو القول كما قلتم أنت آنفا حاشية من عندك أنه إذا كان واحد شحيح ما يقدر يغير من خُلقه شيئاً، إذا كان المقصود من هذا الأثر مثل هذا المعنى فهو يتعارض مع الشريعة أولا، ومع المبادئ الأخلاقية ثانياً. وهذا الأثر يلتقي مع حديث ضعيف السند الحمد لله الذي يقول: ( إذا سمعتم بأن جبلا زال عن مكانه صدقوا، وإذا سمعتم بأن رجلا غير خلقه فلا تُصدقوا )، هذا الحديث ضعيف، وذاك الأثر الثابت يناقضان الأحاديث التي تأمر بتحسين الخلق بعامة، كلنا يعلم الأحاديث التي تأمر المسلم بأن يحسن خُلقه، شو معنى تحسين الخُلق؟ يعني هو سيء لكن يؤمر بتحسينه، ثم تأتي بعض التفاصيل في أخلاق معينة، مثلاً قوله عليه السلام: ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ) فرجل ليس حليما لكنه يتحلم حتى يكاد يصبح حليما خِلقة، ومجاهدة النفس في تقوى الله عز وجل ومخالفة هواها هو من هذا القبيل، وإلا فالأمر كما هو معلوم (( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي )) وقال تعالى : (( وأُحضرت الأنفس الشح )) لكن هذا لا يعني أن المسلم لا يجاهد هواه، وهذه المجاهدة لا تعني أنه لا تفيد صاحبها، لذلك جاء في صحيح البخاري: ( أن رجلا قال: يا رسول الله، أوصني؟ قال له: لا تغضب. قال: أوصني يا رسول الله؟ قال: لا تغضب ). وهكذا ثلاث مرات. قال الرجل: ( فوجدت الخير كله في ترك الغضب ).
الطالب : الله أكبر!
الشيخ : إذن يستطيع الإنسان أن يغير الخلق، فهذا الأثر إذن على حسب ما يفسَّر فقد يعطي معنى صحيحا أنا نحن ما نستطيع أن نغير من خُلق إنسان، لكن هذا الإنسان إذا أراد يستطيع أن يغير، وإلا ذهبت الأوامر الشرعية كلها هباء منثورا.
السائل : هو شيخي استدلاله هو الذي أحدث الإشكال، استدلال هذا الراوي هو الذي أحدث الإشكال، وإلا لو بقي أنكم لا تستطيعون أن تغيروا خُلقه حتى تغيروا خَلقه يصير هذا ما في إشكال كما تفضلتم ما ممكن تغيير إل هذا، أما وقوله: ( إن النطفة ) واستدل بهذا، فهنا يعني في ظني والله يعلم يأتي الإشكال، إذن شيخي شو يعني محصلة كلامك بالنسبة لهذا الأثر أنه فيه يعني ؟ ..
الطالب : بينت لنا حديث قول الرسول عليه الصلاة والسلام عندما سألناك ما المعنى؟ شو المقصود منه؟ ( إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ) له تكملة الحديث، بس الشطر هذا الأول، قلت أنا الإنسان مع أنه يعتقد أن رزقه مكتوب عند الله تبارك وتعالى إلا أنه يسعى لتحصيل الرزق، فهو أيضا خُلقه مقسوم له ولكن يسعى لتحسين خُلقه، هذا من الجهد المطلوب
الشيخ : كل آخذ ... يعني نفس الحديث تبع السعادة والشقاوة بنفس الطريقة، يعني نحن ما ندري شو سعادتنا شو شقاوتنا، لكننا نسعى إلى ما نحبه، الذي يحب السعادة يسعى إليها (( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )).
هنا أراد الأستاذ هنا يحكي كلمة، ما أدري انتهيت ولا؟
الطالب : جزاك الله خير، المعنى هذا يعني البيان شيء طيب، بس القضية أنه لا يستطيع إنسان أن يغير خُلق إنسان، ما أدري هل هي من باب يعني، مرافقة الأخيار يعني يقتدي بهم ويتأثر بهم؟
الشيخ : لا، هذا تأثير، أما يغير التغيير ما يقدر إلا هو، لأن الإنسان متابع لشخصه، فهو يستطيع يغير، أما الشيخ مثلاً فهو إلى حد ما بسبب تربيته له تأثيره، لكن أن يغير من خُلقه كما هو يريد الرجل هذا ليس كذلك، أولاً.
الطالب : أيش المقصود بالتغيير؟ يعني المقصود ما هو التعليم والتدريب؟
الشيخ : التعديل.
الطالب : ما هو تعليم وتدريب يعني؟
الشيخ : تعديل. لا. مثل ما ضربنا المثل بحديث الرسول: إنما العلم بالتحلم
الطالب : ( إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم ).
الشيخ : اه، ( إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم )، فالأستاذ الذي يعطي دروس في فضل الحلم، نحن لا نستطيع أن نقول هو يقدر يجعل هذا الطالب حليماً، لأنه ربما هذا الطالب لا يفكر بأن يصبح حليماً يوما ما، لكن هو نفسه إذا كان يريد ذلك فإمكانه أن يغير، الشيخ أو الأستاذ أو المرشد أو المربي هو مرشد ودليل، لكن الذي يغير مين؟ نفس الشخص، كما قال تعالى في الآية الكريمة المعروفة: (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) فالتغيير ينبع من الشخص، مو من المعلم، لكن المعلم قد يساعد على التغيير، وقد لا يضيف شيئا إطلاقا بالنسبة لمن لا يريد كالكفار الذين بعث إليهم الأنبياء والرسل وما فادهم ذلك شيئاً.
الطالب : طيب شيخنا جزاكم الله خير، مطلع الحديث: كنا جلوساً عند عبدالله، فذُكر رجل خلقه، يبدو منه يمكن أنه يريد أن يصدهم عن الغيبة حتى ما يقعوا فيه، فهذا الرجل من طبعه البخل، فما تكثروا من ذكره في المجالس، كفوا عن الغيبة عنه، ما يقال هذا في هذا المطلع شيخي؟ يريد أن يصرفهم عن غيبة الرجل ( ذكرك أخاك بما يكره )؟
الشيخ : ما أظن. شو ترجم البخاري للأثر؟
الطالب : باب الشح شيخي.
طالب آخر : باب الشح شيخي، في الشح، لأنه ( كنا جلوسا عند عبدالله، فذكروا رجل ) اللي هو هذا، ذكروا خلقه في البخل في الشح، فيريد أن يصدهم عن الشح أن هذا طبعه في البخل والشح هيك فما تشغلوا أنفسكم في غيبته، لأنه طبعه فيه شح، فإذا كان الإنسان فيه طبع صعب تغييره فلا تقعوا فيه..
الطالب : خُلقه ولا خَلقه؟
السائل : لا، خُلقه الأولى، حتى تغيروا خَلقه. فيعني هنا لعله في شبهة أن هذا كتب عليه هذا الأمر، وقال هذا الصحابي لعله هو صحابي شيخي هذا؟ عبد الله بن ربيعة؟
الشيخ : والله ما أذكر.
السائل : نعم، الشاهد الي هو هذا الراوي يعني يقول: يعني لا تستطيعوا لو قطعتم يعني رأسه لا تستطيعون أن تغيروا خُلقه.
الشيخ : خُلقه إلا إن غيرتم خَلقه.
السائل : خَلقه نعم.
الشيخ : وما أنتم بمستطيعين أن تغيروا خَلقه، وبالتالي لا تستطيعوا أن تغيروا خُلقه.
السائل : أكرمك الله شيخي، نعم.
الشيخ : طيب، شو السؤال؟
السائل : أنو هنا هذا، ما يمكن تغيير الخُلق لأن هذا مثلا كتب عليه الشقاء، كتب عليه أن يكون عليه شحيحا، لأن الأثر جاء في باب الشح.
الشيخ : أيوا.
السائل : أنه كتب عليه أن يكون شحيحا، فما يمكن أن تغيروا هذا الخلق فيه.
الشيخ : إي. خلص الكلام ؟
السائل : إي نعم، يعني هذا الشيء مكتوب عليه، قضاه الله عز وجل، وطبعا هو استدل بحديث التخليق في رحم المرأة.
الشيخ : والله أنا ما فهمته.
السائل : شيخي ألخص، يعني كأنه، أقول متحفظا: كأنه يعني ظاهر الأثر هذا أن الإنسان هنا يعني مجبور على هذا الخُلق، هكذا خلقه الله عز وجل، فكيف سيؤاخذ؟
الشيخ : في عندك فكيف سيؤاخذ، ولا هذه حشو من عندك؟
السائل : لا، أقول يعني كأنه يظهر من ظاهر النص الأثر. هي من عندي طبعاً. يعني باختصار يا شيخي كان هذا الحديث هو آخر حديث في نهاية درس الأسبوع الماضي، فسبحان الله وقفت عنده فيعني خشيت أن أسأل، فسبحان الله دعوت الله عز وجل أن يوفقني يعني للخلاص حقيقة من هذا المأزق، فأذن الأذان فحمدت الله عز وجل، فقلت يعني في نفسي أن أسألك يعني حتى إذا ما سئلت مثل هذا السؤال.
الشيخ : على كل حال، إذا كان الفهم صحيحاً، فالمفهم مخطئ.
السائل : نعم يا شيخي الله يحفظك.
الشيخ : فأعد علي الآن نص العبارة حتى أنظر فيها.
السائل : نعم.
الشيخ : والظاهر أنها خطأ، يعني خطأ من القائل لأنه هو موقوف وليس بمرفوع.
السائل : نعم أكرمك الله.
الشيخ : أعد.
السائل : يقول: ( كنا جلوسا عند عبدالله فذكروا رجلا فذكروا من خُلقه، فقال عبد الله: أرأيتم لو قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تغيروا خُلقه حتى تغيروا خَلقه؟! ) طبعا تمام الحديث: ( إن النطفة لتستقر ) إلى آخر الأثر.
الشيخ : بلا شك الإنسان ما يستطيع أن يغير خُلق إنسان، كما أنه لا يستطيع أن يغير خَلقه، هذا حقيقة لا شك فيها. لكن إذا كان المقصود بهذا الأثر هو القول كما قلتم أنت آنفا حاشية من عندك أنه إذا كان واحد شحيح ما يقدر يغير من خُلقه شيئاً، إذا كان المقصود من هذا الأثر مثل هذا المعنى فهو يتعارض مع الشريعة أولا، ومع المبادئ الأخلاقية ثانياً. وهذا الأثر يلتقي مع حديث ضعيف السند الحمد لله الذي يقول: ( إذا سمعتم بأن جبلا زال عن مكانه صدقوا، وإذا سمعتم بأن رجلا غير خلقه فلا تُصدقوا )، هذا الحديث ضعيف، وذاك الأثر الثابت يناقضان الأحاديث التي تأمر بتحسين الخلق بعامة، كلنا يعلم الأحاديث التي تأمر المسلم بأن يحسن خُلقه، شو معنى تحسين الخُلق؟ يعني هو سيء لكن يؤمر بتحسينه، ثم تأتي بعض التفاصيل في أخلاق معينة، مثلاً قوله عليه السلام: ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ) فرجل ليس حليما لكنه يتحلم حتى يكاد يصبح حليما خِلقة، ومجاهدة النفس في تقوى الله عز وجل ومخالفة هواها هو من هذا القبيل، وإلا فالأمر كما هو معلوم (( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي )) وقال تعالى : (( وأُحضرت الأنفس الشح )) لكن هذا لا يعني أن المسلم لا يجاهد هواه، وهذه المجاهدة لا تعني أنه لا تفيد صاحبها، لذلك جاء في صحيح البخاري: ( أن رجلا قال: يا رسول الله، أوصني؟ قال له: لا تغضب. قال: أوصني يا رسول الله؟ قال: لا تغضب ). وهكذا ثلاث مرات. قال الرجل: ( فوجدت الخير كله في ترك الغضب ).
الطالب : الله أكبر!
الشيخ : إذن يستطيع الإنسان أن يغير الخلق، فهذا الأثر إذن على حسب ما يفسَّر فقد يعطي معنى صحيحا أنا نحن ما نستطيع أن نغير من خُلق إنسان، لكن هذا الإنسان إذا أراد يستطيع أن يغير، وإلا ذهبت الأوامر الشرعية كلها هباء منثورا.
السائل : هو شيخي استدلاله هو الذي أحدث الإشكال، استدلال هذا الراوي هو الذي أحدث الإشكال، وإلا لو بقي أنكم لا تستطيعون أن تغيروا خُلقه حتى تغيروا خَلقه يصير هذا ما في إشكال كما تفضلتم ما ممكن تغيير إل هذا، أما وقوله: ( إن النطفة ) واستدل بهذا، فهنا يعني في ظني والله يعلم يأتي الإشكال، إذن شيخي شو يعني محصلة كلامك بالنسبة لهذا الأثر أنه فيه يعني ؟ ..
الطالب : بينت لنا حديث قول الرسول عليه الصلاة والسلام عندما سألناك ما المعنى؟ شو المقصود منه؟ ( إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ) له تكملة الحديث، بس الشطر هذا الأول، قلت أنا الإنسان مع أنه يعتقد أن رزقه مكتوب عند الله تبارك وتعالى إلا أنه يسعى لتحصيل الرزق، فهو أيضا خُلقه مقسوم له ولكن يسعى لتحسين خُلقه، هذا من الجهد المطلوب
الشيخ : كل آخذ ... يعني نفس الحديث تبع السعادة والشقاوة بنفس الطريقة، يعني نحن ما ندري شو سعادتنا شو شقاوتنا، لكننا نسعى إلى ما نحبه، الذي يحب السعادة يسعى إليها (( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )).
هنا أراد الأستاذ هنا يحكي كلمة، ما أدري انتهيت ولا؟
الطالب : جزاك الله خير، المعنى هذا يعني البيان شيء طيب، بس القضية أنه لا يستطيع إنسان أن يغير خُلق إنسان، ما أدري هل هي من باب يعني، مرافقة الأخيار يعني يقتدي بهم ويتأثر بهم؟
الشيخ : لا، هذا تأثير، أما يغير التغيير ما يقدر إلا هو، لأن الإنسان متابع لشخصه، فهو يستطيع يغير، أما الشيخ مثلاً فهو إلى حد ما بسبب تربيته له تأثيره، لكن أن يغير من خُلقه كما هو يريد الرجل هذا ليس كذلك، أولاً.
الطالب : أيش المقصود بالتغيير؟ يعني المقصود ما هو التعليم والتدريب؟
الشيخ : التعديل.
الطالب : ما هو تعليم وتدريب يعني؟
الشيخ : تعديل. لا. مثل ما ضربنا المثل بحديث الرسول: إنما العلم بالتحلم
الطالب : ( إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم ).
الشيخ : اه، ( إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم )، فالأستاذ الذي يعطي دروس في فضل الحلم، نحن لا نستطيع أن نقول هو يقدر يجعل هذا الطالب حليماً، لأنه ربما هذا الطالب لا يفكر بأن يصبح حليماً يوما ما، لكن هو نفسه إذا كان يريد ذلك فإمكانه أن يغير، الشيخ أو الأستاذ أو المرشد أو المربي هو مرشد ودليل، لكن الذي يغير مين؟ نفس الشخص، كما قال تعالى في الآية الكريمة المعروفة: (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) فالتغيير ينبع من الشخص، مو من المعلم، لكن المعلم قد يساعد على التغيير، وقد لا يضيف شيئا إطلاقا بالنسبة لمن لا يريد كالكفار الذين بعث إليهم الأنبياء والرسل وما فادهم ذلك شيئاً.
الطالب : طيب شيخنا جزاكم الله خير، مطلع الحديث: كنا جلوساً عند عبدالله، فذُكر رجل خلقه، يبدو منه يمكن أنه يريد أن يصدهم عن الغيبة حتى ما يقعوا فيه، فهذا الرجل من طبعه البخل، فما تكثروا من ذكره في المجالس، كفوا عن الغيبة عنه، ما يقال هذا في هذا المطلع شيخي؟ يريد أن يصرفهم عن غيبة الرجل ( ذكرك أخاك بما يكره )؟
الشيخ : ما أظن. شو ترجم البخاري للأثر؟
الطالب : باب الشح شيخي.
طالب آخر : باب الشح شيخي، في الشح، لأنه ( كنا جلوسا عند عبدالله، فذكروا رجل ) اللي هو هذا، ذكروا خلقه في البخل في الشح، فيريد أن يصدهم عن الشح أن هذا طبعه في البخل والشح هيك فما تشغلوا أنفسكم في غيبته، لأنه طبعه فيه شح، فإذا كان الإنسان فيه طبع صعب تغييره فلا تقعوا فيه..