تصحيح فهم خاطئ وقع من بعض أهل العلم في حديث ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ) حفظ
الشيخ : جاء هناك حديث في سنن أبي داود وصحيح أيضا الأدب المفرد للبخاري، حديث خطير جداً، ولكن يساء فهمه أيضا: ( من أحب أن يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار )، مع الأسف الشديد كبار العلماء المتقدمين كالخطابي وغيره، قال: هذا لا يجوز لمن يحب القيام، أما إذا كان هناك رجل صالح عالم فاضل ما يحب القيام فيجوز القيام له، هكذا تأوله بعضهم، البعض الآخر تأوله بتأويل آخر، ومن المؤسف أن شيخ الإسلام ابن تيمية وقع في هذا التأويل، فقال: هذا محله إذا جلس وقام الناس له، أي هو جالس والناس قيام، يعني كما تفعل فارس والروم، وسبحان الله! ابن قيم الجوزية تلميذ ابن تيمية كما تعلمون، وهو في اعتقادي يصدق فيه أنه أتبع له من ظله، لكن طبعاً لكل قاعدة شواذ، أو أنا دار في ذهني احتمال آخر لقد خالفه في هذا التأويل وفسر الحديث تفسيراً صحيحاً كما يدل عليه أولا: راوي الحديث، وثانياً: معالجتنا لهذا الموضوع في حياتنا الاجتماعية.
الحديث يرويه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما كما قلت آنفا في سنن أبي داود وصحيح الأدب المفرد: أنه دخل في مجلس _ولعله مجلس خلافته_ وفيه رجلان أحدهما من أصحاب الرسول عليه السلام وهو عبد الله بن الزبير، والآخر أشك الآن إن كان صحابياً أو لا، عبد الله بن عامر، فقام عبد الله بن عامر لمعاوية وبقي عبد الله بن الزبير جالساً، وفي بعض الروايات: وكان أرزن الرجلين، خليفة المسلمين يدخل، وبتعرفوا معاوية ... يمثل الملوك يعني حتى في زمانه كان واليا في دمشق في زمن عمر بن الخطاب، فبلغ عمر بأنه اتخذ أبهة ومجالس وفخفخة، فإما أرسل وراءه أو التقى معه في مجلس، فذكر له عمر بن الخطاب ذلك، قال له: يا أمير المؤمنين، نحن نعيش في بلد حولنا فارس والروم، وما يناسب لعظمة الإسلام وملكه وسلطانه إلا هالفخفخة هذه، وعلى أن عمر الفاروق سكت.
الشاهد مع هذا يدخل هو في ذاك المجلس، فيقوم عبد الله بن عامر ويظل عبد الله بن الزبير في مكانه، المفروض في مثل هذا الخليفة أو الحاكم المسلم أنه ينهر الذي لم يقم، لأن هذا الذي يتناسب مع الفلسفة التي ذكرها للخليفة الراشد عمر بن الخطاب لا ، الأمر كان خلاف ذلك . قال معاوية لعبدالله بن عامر الذي قام له: ( لا تقم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أحب أ، يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار ).
إذن هذا الحديث مش كما قال ابن تيمية يعني الملك جالس والناس قيام، لا، هذا حديث بالنسبة للقادم والناس جلوس، بينما هو عكس الموضوع، الحاكم هو جالس والحاشية تبعه قيام.
الطالب : ... هذه سياسة من معاوية ليغطي على حرجه من ...
الشيخ : سياسة، يمكن أن يقال هذا الكلام لو أنه لم يحتج عليه بالحديث.
الشاهد فهنا في حكمة متناهية من معاوية حيث أولاً: هو يكره القيام، ثم يتخذ هذا الحديث حجة على من قام له، والحديث فعلاً يريد الذي يحب القيام ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ) فكيف معاوية احتج بهذا الحديث على الذي _لو بدأت باليمين _
الطالب : بدأنا نأكل شيخنا.
الشيخ : فيه العافية، أنا ما انتبهت.
الشاهد كيف احتج؟ الجواب: هذا الحديث من جملة أدلة القاعدة السابقة الذكر سد الذريعة، كأن معاوية رضي الله عنه يقول لعبد الله بن عامر: يا عبد الله إن أنت اتخذت من عادتك أن تقوم لي إذا دخلت عليك، ثم قصرت معي يوما ما فسأحب هذا القيام الذي تركته يوماً ما، فتكون أنت السبب في توريطي في وقوعي في مخالفة هذا الحديث. منتهى العقل والفهم الدقيق لأحكام الشريعة.
إذن هنا في قضية مشكلة بقا ، غير أنو والله خالفنا السنة أن الصحابة ما كانوا يقوموا لرسول الله، صارت القضية أنو أنا الشيخ الفاني الكبير أنتم الآن رح تورطوني، رح تخلوني أنا أعتاد حب القيام منكم فأقع في هذا المحذور الذي قال فيه الرسول: ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ) إذن ابعد عن الشر وغني له.
الطالب : جزاك الله خير شيخنا.
الحديث يرويه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما كما قلت آنفا في سنن أبي داود وصحيح الأدب المفرد: أنه دخل في مجلس _ولعله مجلس خلافته_ وفيه رجلان أحدهما من أصحاب الرسول عليه السلام وهو عبد الله بن الزبير، والآخر أشك الآن إن كان صحابياً أو لا، عبد الله بن عامر، فقام عبد الله بن عامر لمعاوية وبقي عبد الله بن الزبير جالساً، وفي بعض الروايات: وكان أرزن الرجلين، خليفة المسلمين يدخل، وبتعرفوا معاوية ... يمثل الملوك يعني حتى في زمانه كان واليا في دمشق في زمن عمر بن الخطاب، فبلغ عمر بأنه اتخذ أبهة ومجالس وفخفخة، فإما أرسل وراءه أو التقى معه في مجلس، فذكر له عمر بن الخطاب ذلك، قال له: يا أمير المؤمنين، نحن نعيش في بلد حولنا فارس والروم، وما يناسب لعظمة الإسلام وملكه وسلطانه إلا هالفخفخة هذه، وعلى أن عمر الفاروق سكت.
الشاهد مع هذا يدخل هو في ذاك المجلس، فيقوم عبد الله بن عامر ويظل عبد الله بن الزبير في مكانه، المفروض في مثل هذا الخليفة أو الحاكم المسلم أنه ينهر الذي لم يقم، لأن هذا الذي يتناسب مع الفلسفة التي ذكرها للخليفة الراشد عمر بن الخطاب لا ، الأمر كان خلاف ذلك . قال معاوية لعبدالله بن عامر الذي قام له: ( لا تقم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أحب أ، يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار ).
إذن هذا الحديث مش كما قال ابن تيمية يعني الملك جالس والناس قيام، لا، هذا حديث بالنسبة للقادم والناس جلوس، بينما هو عكس الموضوع، الحاكم هو جالس والحاشية تبعه قيام.
الطالب : ... هذه سياسة من معاوية ليغطي على حرجه من ...
الشيخ : سياسة، يمكن أن يقال هذا الكلام لو أنه لم يحتج عليه بالحديث.
الشاهد فهنا في حكمة متناهية من معاوية حيث أولاً: هو يكره القيام، ثم يتخذ هذا الحديث حجة على من قام له، والحديث فعلاً يريد الذي يحب القيام ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ) فكيف معاوية احتج بهذا الحديث على الذي _لو بدأت باليمين _
الطالب : بدأنا نأكل شيخنا.
الشيخ : فيه العافية، أنا ما انتبهت.
الشاهد كيف احتج؟ الجواب: هذا الحديث من جملة أدلة القاعدة السابقة الذكر سد الذريعة، كأن معاوية رضي الله عنه يقول لعبد الله بن عامر: يا عبد الله إن أنت اتخذت من عادتك أن تقوم لي إذا دخلت عليك، ثم قصرت معي يوما ما فسأحب هذا القيام الذي تركته يوماً ما، فتكون أنت السبب في توريطي في وقوعي في مخالفة هذا الحديث. منتهى العقل والفهم الدقيق لأحكام الشريعة.
إذن هنا في قضية مشكلة بقا ، غير أنو والله خالفنا السنة أن الصحابة ما كانوا يقوموا لرسول الله، صارت القضية أنو أنا الشيخ الفاني الكبير أنتم الآن رح تورطوني، رح تخلوني أنا أعتاد حب القيام منكم فأقع في هذا المحذور الذي قال فيه الرسول: ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ) إذن ابعد عن الشر وغني له.
الطالب : جزاك الله خير شيخنا.