ما رأيكم بما تم في السعودية من فصل لبعض المشايخ من أعمالهم ؟ حفظ
السائل : ما أدري ما رأيك في الفكرة بالنسبة للعلماء اللي طبعا فصلوا من العمل والمشايخ اللي كان ...
الشيخ : والله نحن بعيدون عن وقائع المشاكل وهذه الخلافات ولذلك الذي أراه والله أعلم أنه ما ينبغي لأمثالنا أن يقول نعم أو لا أو يجوز أو لا يجوز لأن أي جواب يصدر من أي طالب علم أو عالم لا بد أن يكون متصورا للحادثة حتى يحيط بها من كل جوانبها أن يتمكن من إصابة الصواب في جوابه عنها هذا أولا
وثانيا : إذا كان لنا أن نتكلم ونحن كما قلت آنفا بعيدون عن الحوادث والوقائع التي تقع عندكم فأرى بأن هناك تصرفا من بعض إخواننا كأنهم يتحدون هيئة العلماء أو يتحدون الحكومة نفسها وهذا بلا شك مما يثير ربما الحكومة الراشدة فضلا عما إذا كانت حكومة لا أقول إنها غير راشدة فلذلك لسان حالي يقول
" أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل "
قد يكون الصواب مع هؤلاء لكن صوابهم يشوبهم شيء كثير أو قليل من الخطأ ثم تكون العاقبة أن يتضخم الخطأ ويتضخم ويزداد صعوبة معالجة الخلاف وأظن كل طلبة العلم فضلا عن أهل العلم يعلمون أن إجماع أهل السنة على عدم جواز الخروج على الحاكم الظالم ليس قولهم هذا نظرا إلى أصل عدم الخروج وإنما إلى ما يترتب من مفسدة كبرى أو أكبر من الخروج على عدم الخروج فإذا لوحظ هذا فينبغي حينذاك أن يتأدب العالم أو طلاب العلم بالقاعدة الفقهية التي تقول " إذا وقع المسلم بين مفسدتين اختار أقلهما شرا "
وهذا بلا شك مما جاءت عليه أدلة كثيرة في الشريعة ومن ذلك قوله عليه السلام : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان ) وكما نعلم مما جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة فاتحا ودخل جوف الكعبة مصليا وأرادت السيدة عائشة أن تقتدي بنبيها وزوجها معا لتصلي في جوف الكعبة قال لها عليه السلام صلي في الحجر فإنه من الكعبة ولولا أن قومك حديثوا عهد بالشرك لهدمت الكعبة ولبنيتها على أساس إبراهيم عليه السلام ولجعلت لها بابين بابا يدخلون منه وبابا يخرجون منه )
فأنا أقول وكل عاقل فضلا عن طالب علم فضلا عن عالم سيقول معي إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حيث الاستطاعة البدنية كان يستطيع أن يهدم الكعبة كما ذكر في الحديث وأن يقيمها على أساس إبراهيم عليه السلام لكن هنا ( لولا ) ( لولا أن قومك حديثوا عهد بالشرك ) فخشيته عليه السلام من أن يترتب من وراء هذا الإصلاح مفسدة أكبر لذلك ترك الأمر على ما كان ورثه عليه السلام من عهد الجاهلية خشية الفتنة ولذلك فخشية الفتنة هذه قاعدة هامة جدا على العلماء فضلا عن طلاب العلم أن يلتزموها في كل تصرفاتهم