فائدة : على الداعية أن يفرق في خطابه بين عامة الناس وبين طلاب العلم ومن لديهم همة عالية في العبادة حفظ
الشيخ : وليس بالنسبة لعموم الناس لأن عموم الناس لهم خطاب خاص ، لأنني أرى أن عامة الناس ينبغي أن يقنع الداعي أو المذكر أو المعلم بأن يسوقهم مساق ذاك الأعرابي أو البدوي الذي لما ( سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما فرض الله عليه من فرائض وواجبات ذكر له عليه الصلاة والسلام كما تعلمون خمس صلوات في كل يوم وليلة صيام شهر واحد في السنة برمضان وهكذا فقال السائل : يا رسول الله هل علي غيرهن؟ قال: لا إلا أن تطوع ) إلا أن تطوع فكان الرجل صريحاً وليت عامة المسلمين اليوم يكونون بصراحته أولاً ثم بالتزامه بما صرح به ثانياً حيث قال للرسول صلى الله عليه واله وسلم : ( والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص ) خمس صلوات في كل يوم وليلة لا أزيد عليهن ولا أنقص ، غرضي من ذكري لهذا الحديث هو ، نظراً لما أصاب المسلمين من الإخلال لتطبيقهم لأحكام دينهم علماً أولاً ثم سلوكاً ثانياً لهذا نحن نقنع من المسلمين من عامة المسلمين أن يقوموا بما فرض الله عليهم فقط وأن يكونوا كمذهب ذلك الأعرابي القائل : ( والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص ) نقنع بهذا مع عامة الناس ، ولكن لا نرضى لكل الناس هذا أو هذه القناعة بأن يقوم الواحد منا بما فرض الله عليه فقط بل كما يقال وقد يظن بعض الناس أن هذا الذي يقال هو حديث وليس كذلك لكنه من الحكم " علو الهمة من الإيمان " ، "علو الهمة من الايمان " ليس حديثاً لكنه حكمة فلذلك فما ينبغي للمسلم الكامل أن يقنع بما قنع ذلك الأعرابي أو البدوي أن يقتصر فقط على ما فرض الله عليه من فرائض من كل أنواع الفرائض وإنما ينبغي أن يزداد طاعة وقربة إلى الله تبارك وتعالى كما جاء في الحديث القدسي: ( لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ...) إلى آخره ،