فائدة : الفرق بين التشبه المنهي عنه وبين المخالفة المأمور بها حفظ
الشيخ : والحقيقة أن هنا مسألة مهمة جداً وهي مما لا يتنبه لها كثير من الدعاة الإسلاميين فضلاً عن المسلمين الآخرين وهي أنهم لا ينبهون الناس على الفرق بين التشبه المنهي عنه وبين المخالفة المأمور بها فقد يقول أحدهم حينما ينكر عليه ، يا أخي لماذا أنت تحط مثلاً جرافيت هذا، هذا تشبه بالكفار ، يقول أنا ما أقصد ، بنرجع بقى ( إنما الأعمال بالنيات ) لا لا يقال هذا بيقول أنا ما أقصد التشبه طيب ، التشبه لا يشترط فيه قصد التشبه بالكافر لكن في فرق بين التشبه وبين المخالفة قد يفعل مسلم فعلاً يفعله النصارى ولا نستطيع أن نقول إنه تشبه بهم لأنه ليس من خصوص النصارى لنقول له يا أخي التشبه هنا نحن ما ننظر لنيتك ننظر لفعلك ، فهناك أفعال مشتركة بين النصارى وبين المسلمين، هنا يأتي الأمر الثاني الهام جداً وهو أن يتقصد المسلم مخالفة الكافر ومن أعظم البراهين على أن هذا من مقاصد الشريعة الإسلامية أن النبي صلى الله عليه واله سلم قال : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) ولذلك فأنا اهتبدها فرصة لصاحبنا القديم أبو أوفى لعلنا نراه مرة أو أخرى وقد خالف اليهود والنصارى فصبغ شعره ولحيته ، ( أن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم ) يعني إذا شابوا لا يصبغون شعورهم ، من الذي صبغهم بالبياض بالشيب ؟ هو الله لا فرق بين مسلم وكافر ، هل المسلم فقط يشيب ؟ لا كل من بلغ سناً معينا ًيشيب ولا بد كان من عادة الكفار يومئذٍ أنهم لا يصبغون فقال عليه الصلاة والسلام : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) لا نستطيع الآن أن نقول رجلين أحدهما مسلم والآخر كافر شاب ما نقول المسلم تشبه بالكافر هذا مثال لما قلته آنفاً أمر يكون مشترك رغم أنف المشتركين ، هذا ليس فيه مشابهة ، لكن هنا يرد ( خالفوهم )
السائل : نعم .
الشيخ : خالفوهم .
الشيخ : مثلاً الشارب يطول كاللحية ، شعر الرأس يطول ككل الشعر إلى آخره ، فقال : ( حفوا الشارب وأعفوا اللحى وخالفوا اليهود والنصارى ) إذن لو واحد وفى شاربه واليهودي والنصراني والدرزي كمان وبتعرفوا الدروز في بلادنا بتلاقي شاربه أطول من لحيته ، شاربه لما بياكل بيدخل لفمه شيء من أقذر ما يكون ، إي هذا الذي وفى شاربه يا أبا أوفى ليس من ملكه ، هذا مفروض عليه لكن قال له قصوا (حفوا الشارب وأعفوا اللحى وخالفوا اليهود والنصارى ) إذا كما يقول ابن تيمية رحمه الله : " مخالفة اليهود والنصارى مقصد شرعي " مقصد شرعي في كل شيء ينبغي أن نخالف اليهود والنصارى لذلك أنا مرة قلت لأحد القسيسين اللبنانيين لما جادلته في موضوع التشبه بالكفار والذي أنكر هو على المسلمين تكفيرهم لأتاتورك لأنه غير من شريعة الإسلام ومن ذلك أنه فرض على الشعب التركي القبعة فجرى نقاش طويل بينه وبينه في هذا الصدد ولا حاجة بي لذكره وإنما موضع الشاهد منه قلت له أتاتورك هذا ما فرض القبعة على الشعب المسلم لأنه رأى في القبعة فائدة قوة للشعب التركي قوة مادية اقتصادية أي شيء كان قوى لا وإنما هو أراد أن يفرض على الشعب المسلم زي الكفار الأوروبيين هؤلاء الكفار الذي كان هو قد افتتن بهم ، ويقال إنه من اليهود هو في الأصل ، المهم فقلت أنا لهذا القسيس هو فرض على الشعب من أجل هذا ، مش لأن هذا أنفع للشعب التركي ، مع ذلك قلت له وهنا الشاهد لو كان هو فعلاً يريد يعني مصلحة الشعب التركي ويرى في فرض القبعة مصلحة ، كان بإمكانه أن يحفظ مصلحة المسلمين في زيهم الخاص بأن يضع في قبعة المسلم شريط أبيض أو أخضر أو أي لون يتفق عليه حينئذٍ الشعب التركي بما فيه من مسلمين وهم الجمهور ومن نصارى وهم أقل منهم ومن يهود هم أقل من القليل فيمشي المسلم بين الألوف بل الملايين وهو يعرف بالشار البيضاء أنه مسلم لكن لا هو ما أراد صلاح المسلمين هؤلاء بل أراد إذلالهم وإهانتهم فأنا أخذت هذا الشريط الذي تحدثت مع القسيس من أين ؟ من مثل هذه الأحاديث : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) ( قصوا الشارب واعفوا عن اللحى وخالفوا اليهود والنصارى ) وأحاديث كثيرة في المخالفة لذلك نحن ما أقول ابتدعنا بدعة حسنة خشية أن يساء فهم هذه العبارة وإن كان صحت عن عمر بن الخطاب قوله : " نعمت البدعة هذه " لكنني أقول : لقد سننا للناس سنة حسنة هذه الساعة ، هذه الساعة من صنع الكفار ومن استعمالاتهم والمسلمون مضطرون لاستعمالها ، الكفار يضعونها هنا في الشمال ونحن نضعها باليمين
الطالب : مخالفة
الشيخ : إيش هذا ؟ مخالفة ،