سبب ورود حديث ( إن من أشدِّ الناس عذاباً يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور ) ينقض كلام القرضاوي بأن الصور المحرمة هي المجسمة والتي عبدت من دون الله . حفظ
الشيخ : الشاهد أن المصنف يقول : " وحرَّم الإسلام على المسلم أن يشتغل بصناعة التماثيل " هذا في سياق المصنف لا يزال يعني التماثيل المجسمة أولاً والتماثيل التي تعبد من دون الله ثانياً ، وهذا يعني قصر للدعوى لا يجوز في رأينا كما شرحنا وسيأتي زيادة
قال : " وحرَّم الإسلام على المسلم أن يشتغل بصناعة التماثيل وإن كان يعملها لغير مسلمين، قال عليه الصلاة والسلام : ( إن من أشدِّ الناس عذاباً يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور ) وفي رواية: ( الذين يضاهون بخلق الله ) متفق عليه "
هنا ملاحظة : الحديث هنا يقول : ( إن من أشدِّ الناس عذاباً يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور ) اسم الإشارة هنا هذه حينما يضع المصنف هذا الحديث في هذه السياق أي في بحث تحريم التماثيل التي عبدت من دون الله تبارك وتعالى ، إنما وضع المصنف هذا الحديث في هذا السياق يكون اسم الإشارة هذه الصور ، لا شك أن القارئ إنما يفهم من أن الإشارة هذه في الحديث إنما تتوجه إلى هذه التماثيل التي يتحدث عنها المصنف ألا وهي التماثيل المجسمة التي عبدت من دون الله عز وجل ، فهل الأمر كذلك ؟ ليس كذلك ، فهذا مما يؤخذ على المصنف حيث أنه اقتصر على إيراد متن الحديث دون ذكر المناسبة التي فيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث والمناسبة هي عند الشيخين الذين عزا المصنف إليهما هذا الحديث فإذا رواياه للمناسبة الآتية ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دخل على السيدة عائشة فرأى ستار قراماً فيه صور ) زاد الإمام أحمد وغيره بالسند الصحيح : ( فيه صور الخيل ذوات الأجنحة فقال عليه الصلاة والسلام : إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون الذين يصورون هذه الصور ) إذن اسم الإشارة راجع أولاً إلى التماثيل المجسمة ؟ لا وإنما الى التي حيكت على الفراش فهي غير مجسمة أولاً ثم اسم الإشارة هذه رجعت إلى التماثيل التي عبد من دون الله عز وجل وهي خيل ذوات أجنحة ؟ الجواب لا ، لقد علمت البشرية كلها أن الشرك يقع فيها من أنواع عديدة فمنهم من يعبد الشمس ومنهم من يعبد القمر ومنهم من يعبد البقر أما الخيل ذوات الأجنحة فالتاريخ لا يتحدث عنها إلا على أنها من الخيال الذي ابتكره الإنسان ومن القصص التي تروى في الاسرائيليات كما جاء في حديث أبي داوود من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها ( أنها كانت عندها لعب وهي صغيرة وفي بيت الرسول عليه الصلاة والسلام فدخل عليها ذات يوم فرأى في بيتها لعب البنات أو اللعب المتخذة من الخرق وهي تلعب بها مع بنات جنسها من سنها ورأى الرسول عليه السلام من جملة ما رأى في تلك اللعب صور تشبه الخيل ذوات الأجنحة فقال عليه السلام لها مداعباً إياها قال : خيل ولها أجنحة ؟ فقالت رضي الله عنها : ألم تسمع يا رسول الله أن خيل سليمان عليه السلام كانت ذوات أجنحة فضحك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم )
إذن اسم ( هذه الصور ) الإشارة يعود أولاً: إلى صور غير مجسمة وثانياً: إلى صور لم تعبد من دون الله عز وجل وإنما هي للزخرفة وللنقوش فإذن الاستدلال بهذا الحديث بل حمل الحديث هذا على أن المقصود بالصور المذكورة فيه إنما هي المجسمة والمجسمة التي عبدت من دون الله عز وجل فهذا خلاف مقصد الرسول عليه السلام حينما ذكر هذا الحديث في تلك المناسبة