نصيحة الشيخ لأهل الصومال في كيفية إقامة الدولة المسلمة . حفظ
الشيخ : لا نستثني شعبا ولا نستثني حكومة تحكم شعبا هذا الشعب يربي نفسه على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه التربية التي تساعدهم على أن يتجاوبوا مع مثل قوله تبارك وتعالى : (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) لذلك أنا في اعتقادي لا حيلة لهذا الشعب أو ذاك من المسلمين المفرَّقين ، المفرَّقين في بلاد الدنيا لا نجاة لهم إلا بالعودة إلى ما كان عليه نشأة الرسول عليه السلام في تربيته لأصحابه وإقامته لدولته ، هنا تأتينا عبارة سلفية :
" وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف " .
كيف أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم دولته في المدينة المنورة أقامها بعد جهاد طويل مع المشركين الذين هو نشأ بينهم في مكة ثم في المدينة لما هاجر إليها بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم قبل كل شيء بدعوة الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له وباتباع ما أنزل الله عليه من أحكامه الشرعية وربى هؤلاء الذين استجابوا لدعوته تربية إسلامية صحيحة الذين يريدون إقامة الدولة المسلمة ونصب حاكم مسلم يحكم بينهم بما أنزل الله لا يكون سبيلهم إجراء مثل هذا الانتخاب المتخيل آنفا ولا بتشكيل الأحزاب والجماعات وإنما بأن يرجعوا كلهم أن يتفقهوا في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يربوا أنفسهم على ذلك حتى تتجاوب القلوب وتتصافى النفوس ويصبح الشعب كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ( مثل المؤمنين في تواددهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) فإذا لم يعد المسلمون جسدا واحدا فلا نجاح لهم ولا حياة لهم ولا دولة لهم ولا حاكم عليهم لذلك نحن ننصح ولعل هذا جواب بعض الأسئلة المسجلة التي كنت اطلعت عليها قديما لذلك نحن ننصح إخواننا في الصومال وفي كل بلاد الإسلام ألا يعيدوا علينا فتنة حديثة العهد وهي في أرض الجزائر فلا يقوموا ويتقاتلون بعضهم مع بعض في سبيل التسلط على الحكم وإنما ننصح إخواننا المخلصين الجادين معنا في السير على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح أن يعتزلوا كما جاء في حديث حذيفة بن اليمان تلك الفرق كلها ولو أن يعضوا على جذع شجرة وأن يلزموا بيوتهم ولا يتعصبوا لهؤلاء على هؤلاء ولا لقبيلة على قبيلة وإنما يهتمون بالعلم وبالتربية لأنفسهم أولا ثم لمن يلوذ بهم ثانيا وهكذا تتسع دائرة التعليم والتربية إن شاء الله حتى يأذن الله عز وجل لهذا الشعب ولغيره ممن يأخذ بسنن الله الشرعية والكونية والتي منها قوله تبارك وتعالى : (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) أنا لا أعتقد أن هذه الأحزاب الموجودة في الصومال هي خير من الأحزاب الموجودة في غير بلاد الصومال كلهم إلا أفرادا قليلين جدا لم يستفيدوا من هذا النص القرآني (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) فإذا أردنا حقيقة أن نقيم دولة مسلمة فعلينا أن ننهج منهج النبي صلى الله عليه وسلم في إقامته الدولة المسلمة أول ذلك العلم (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) والعلم الأهم هو التوحيد كما تشير هذه الآية الكريمة فأنا أعتقد أن الأحزاب في كل بلاد الإسلام إلا حزبا واحدا لا يعنون أبدا بتفهيم هؤلاء الشعوب هؤلاء المسلمين عقيدة التوحيد التي تشملها هذه الآية الكريمة لا إله إلا الله (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) إلى هذا ندعو إخواننا الصوماليين أن يتكتلوا حول العلم والعمل الصالح وليس حول جماعات وأحزاب وقبائل ونسأل الله لنا ولهم التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
السائل : على أمل اللقاء للإجابة عن بقية الأسئلة .
الشيخ : إن شاء الله تعالى وسبحانك اللهم وبحمدك .
كل فرد من السلف المتأخر لا يمثل السلف .
الطالب : ... قضتها جوارح هؤلاء الأئمة رحمهم الله تعالى .