الكلام على شرط الإخلاص. حفظ
الشيخ : الشرط الثاني أن يكون المسلم في كل عبادة يتعبد الله فيها مخلصا فيها لله عز وجل لا يبتغي من وراء ذلك شيئا من أمور الدنيا لا يريد من وراء ذلك سمعة ولا رياء ولا ظهورا وإنما كما قال ربنا عز وجل : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) الإخلاص أيها الإخوان هو كاتباع السنة في العمل الصالح إذا اختل اتباع السنة بطل العمل وإذا صدقت النية مع اتباع السنة قبل العمل عند الله فإذا اختل الإخلاص ولو كان العمل على وجه السنة فهو مرفوض لما سمعتم من قوله تبارك وتعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) أريد أن نربط أنفسنا في هذه اللحظة بحديث من الأحاديث الصحيحة والتي أخرجها البخاري ومسلم في صحيحيهما وذكر في بعض الرسائل التي جمعت بعض الأحاديث كرسالة الإمام النووي المعروفة بالأربعين النووية
أول حديث في هذه الرسالة المباركة إن شاء الله هو أول حديث في صحيح البخاري ( إنما ) صدر البخاري كتابه الصحيح بالحديث التالي وتبعه على ذلك الإمام النووي في أربعينه لما ذكرت لكم آنفا أن الإخلاص في العمل الصالح شرط إذا اختل وجوده في العمل الصالح عاد العمل عملا طالحا مرفوضا غير مقبول عند الله تبارك وتعالى ما هو هذا الحديث ؟ ظني أنه لا يوجد بينكم أحد لم يطرق سمعه هذا الحديث فإذن أنا
أولا أذكر به والذكرى تنفع المؤمنين
وثانيا أشرح لكم فقرة مما جاء في هذا الحديث الصحيح ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام : ( إنما الأعمال بالنيات إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )
هذا الحديث يلتقي في جانب من جوانبه مع قول الله تبارك وتعالى في قرآنه : (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) قال المفسرون : (( فليعمل عملا صالحا )) أي على وفق السنة التي شرحتها لكم آنفا (( ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) أي ليخلص في هذا العمل الصالح لله عز وجل ولا يبتغي من وراء هذا العمل الصالح غير وجه الله فيكون قد أشرك غير الله مع الله في عبادته ولو كانت هذه العبادة على وجه السنة فلن تقبل ولن ترفع إلى السماء ما دام أنه لم يشترط أو لم يتحقق في هذا العمل الصالح الإخلاص الذي هو الشرط الثاني في العمل الصالح.