هل يجوز للمقتدي أن يفتح على الإمام من المصحف ؟ حفظ
السائل : نعم ... .
الشيخ : سواء قرأ الإمام من المصحف أو فتح المقتدي على الإمام من المصحف فكلاهما من محدثات الأمور ولستم بحاجة إلى أن نذكركم بقوله عليه السلام : ( خير الهدى هدى محمد ) وبقول العلماء :
" وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف "
وقلت ولا أزال أقول : إنما من أسباب قول من قال من علماء السلف بكراهة قراءة الإمام في صلاة القيام من المصحف أن من أسباب ذلك مما أظن أنه كان الدافع لهم ليكرهوا قراءة الإمام من المصحف أن هذه القراءة تكون سببا واقعيا - وعليكم السلام - سببا واقعيا لحمل أئمة المساجد على ألا يكونوا من حفاظ القرآن غيبا طبعا وفي ذلك - وعليكم السلام - وفي ذلك إخلال بأمرين اثنين : أحدهما - وعليكم السلام - خاص بأئمة المساجد فالمفروض فيهم أن يكونوا من حفاظ القرآن الكريم
والأمر الآخر عام حيث أن هناك حديثا صحيحا يقول فيه الرسول عليه الصلاة والسلام مخاطبا به الأمة كلها ألا وهو قوله : ( تعاهدوا هذا القرآن وتغنوا به تعاهدوا هذا القرآن وتغنوا به فو الذي نفس محمد بيده إنه أشد تفلتا من صدور الرجال من الإبل من عقُلِها ) هذا القرآن الذي يتعاهده حافظ القرآن إذا ما أهمله إذا ما أهمله انفلت منه كما تنفلت الإبل من رابطها من عقلها الإبل معروفة أنها شرسة الطباع وأنها من شراستها قد تقطع المقود المقود الذي تقاد به قد تقطعه وتشرد فيضرب المثل لأن الفاسق أو الفاجر يشرد على الله شراد البعير
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر في هذا الحديث عامة المسلمين بأن يتعاهدوا هذا القرآن وأن يتغنوا به لماذا التعاهد ؟ لأنه يفلت من الصدور إذن كل وسيلة تعارض أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي أمر كان ونحن الآن في أمره بتعاهد القرآن فأي وسيلة تعارض الغاية التي رمى إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الأمر ألا وهو التعاهد يكون مخالفا للشرع فضلا عما إذا كان مخالفا لهدي السلف الصالح لم يكن معلوما في السلف الصالح ومشهورا أن أئمة المساجد يؤمون الناس في قيام رمضان من المصحف بينما كانوا يؤمونهم مما وقر واستقر في صدورهم بسبب عنايتهم لحفظ القرآن الكريم لذلك نحن مع أولئك السلف الذين نصوا على كراهة القراءة من المصحف من الإمام الذي يؤم الناس
لا أذكر أنه مر بي السؤال الذي كان منه هذا الجواب أو بسببه هذا الجواب وهو فتح المقتدي المصحف ليفتح على الإمام ما يقال في قراءة الإمام من المصحف يقال أيضا نفسه عينه في فتح المقتدي من المصحف المفروض ألا يكون في المسجد فقط حافظا للقرآن هو الإمام بل ينبغي أن يكون هناك أيضا ليس حافظ واحد بل أن يكون أيضا في المسجد حفظة يفتحون على الإمام من صدورهم وليس من مصاحفهم فإذن يقال لما جاء في السؤال مباشرة من هل يجوز للمقتدي أن يفتح على الإمام من المصحف ؟ الجواب هو نفس الجواب المتعلق بالإمام كل من الأمرين يكره شرعا هذا جواب هذا السؤال نعم