كلمة من الشيخ في الالتزام بالتهنئة الشرعية للزوج ( بارك الله لك وبارك عليك ... ) والابتعاد عن التهنئة الجاهلية ( بالرفاء والبنين ) حفظ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، (( يا أيها الذي آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))، (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))، أما بعد ، فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ،وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ،وبعد فإنه مما يحسن ذكره في هذه المناسبة المباركة إن شاء الله وهي بناء أخينا غازي على زوجته هذا البناء الذي نرجو أن يكون فيه خير السعادة في الدنيا والآخرة ، ولكن ينبغي أن نذكر بالسنة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلمها أصحابه بمثل هذه المناسبة الطيبة حيث كانت في الجاهلية يهنئ بعضهم بعضا بعبارة لا خير فيها في كثير من الأحيان وهي قول بعضهم لبعض وقد تزوج " بالرفاء والبنين " ولعل جميع الحاضرين يعلمون أن هذه العادة قد عادت في عصرنا الحاضر على صفحات الجرائد ، فيكتب بالخط الأسود والأكبر عنوان " بالرفاء والبنين " ثم يعلن عن فلان بأنه عقد عقده على فلانة فيهنئونه بهذه التهنئة الجاهلية التي أبطلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجاءنا بخير منها كما هو عادته عليه الصلاة والسلام وديدنه فما جاءنا إلا بخير ما جاءت به الأنبياء من قبل فضلا عن أنه جاء بخير ما كان في عهد الجاهلية وقد جاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ما من نبي إلا وكان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم )، ما من نبي بعثه الله عز وجل إلا وكان حقا واجبا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وهذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم اتباعا منه لمن تقدمه من الرسل والأنبياء إعمالا منه وتطبيقا لقول ربنا تبارك وتعالى (( فبهداهم اقتده ))،وأكد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر حيث قال فيه عليه الصلاة والسلام ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ،وما تركت شيئا يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا نهيتكم عنه )، فبماذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بديل تلك الجاهلية القديمة وهذه الجاهلية العصرية " بالرفاء والبنين " ما هو البديل ؟ الذي جاء به سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام الا هو قوله عليه الصلاة والسلام ( بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير )، هذا الدعاء هو الذي ينبغي على المسلمين جميعا أن يلتزموه وأن يهنئوا أخاهم المسلم حينما يتزوج بأخت له مسلمة ، فيقول له ( بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير) أنا أعلم أن هذه العادة أو هذه التبريكة هو أمر مغمور مهجور عند كثير من المسلمين إن لم نقل أكثر المسلمين اليوم،وذلك بسبب بعدهم عن تعلم سنة نبيهم من جهة،وابتعادهم عن تطبيق ما يعلمون من السنة من جهة أخرى هذا في الرجال فما بالكم بالنساء ، إنهن أبعد بكثير عن أن يتعاطين هذه السنة بعضهن مع بعض أن تقول الواحدة لأختها المسلمة بمناسبة زواجها ( بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير ) ، فهذا التبريك هو الذي جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ،وعلمنا إياه بديل تبريك الجاهلية القديمة والحديثة ألا وهي قولهم " بالرفاء والبنين " .