فائدة : وقوع العالم في البدعة لا يعني أنه مبتدع حفظ
الشيخ : رضي الله تعالى عنه يصلح أن يكون مثالاً صالحاً لما ذكرت آنفاً من أن وقوع العالم في البدعة لا يعني أنه مبتدع وأن وقوع العالم في ارتكاب المحرم أي في القول بإباحة ما هو محرم طبعاً اجتهاداً منه هنا وهناك لا يعني أنه ارتكب محرماً فأقول أثر أبي هريرة هذا الذي ينص على أنه كان يقوم يوم الجمعة قبل الصلاة يعظ الناس ويذكرهم يصلح أن يكون مثالاً صالحاً لكون البدعة قد تقع من رجل عالم وليس مع ذلك هو مبتدعاً وقبل الخوض في تمام الجواب أقول المبتدع هو أولاً الذي من عادته الابتداع في الدين وليس الذي يبتدع بدعة واحدة ولو كان هو فعلاً ليس عن اجتهاد وإنما هو عن هوىً مع ذلك هذا لا يسمى مبتدعاً وأوضح مثال لتقريب هذا المثال أن الحاكم الظالم قد يعدل في بعض أحكامه فلا يقال فيه عادل كما أن العادل قد يظلم في بعض أحكامه فلا يقال فيه ظالم وهذا يؤكد القاعدة الإسلامية الفقهية أن الإنسان لما يغلب عليه من خير أو شر ، إذا عرفنا هذه الحقيقة عرفنا من هو المبتدع فيشترط في المبتدع إذن شرطان: الأول أن لا يكون مجتهداً وإنما أن يكون متبعاً للهوى الثانية أو الثاني يكون ذلك من عادته ومن ديدنه فإذا لاحظنا هذين الشرطين وجئنا إلى أثر أبي هريرة المذكور آنفاً عرفنا أن كلاً من الشرطين غير متوفر في أبي هريرة ، نحن نقول نعم هذه بدعة لأنها مخالفة للسنة وسيأتي البيان لكن ما نقول أن أبا هريرة مبتدع ومن هنا غاب عن أذهان كثير من إخواننا أهل السنة في الديار السعودية حينما نقموا علي قولي بأن وضع اليمنى على اليسرى في القيام الثاني بدعة كيف أنت بتقول بدعة والشيخ الفلاني يقول هذا سنة والشيخ الفلاني إذن هم مبتدعة عرفتم الجواب الآن أنهم لا ليسوا مبتدعة لكن هذا الفعل على الأقل في نقدي وفي وجهة نظري هو بدعة .