الجواب عن أثر أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يعظ الناس قبل خطبة الجمعة ؟ حفظ
الشيخ : نعود الآن إلى أثر أبي هريرة ، أولاً نقول : ليس في النص ما يشعر فضلاً عن أن يكون فيه ما يدل على أن أبا هريرة جعل ذلك ديدنه وهجيراه كما يقال أي كما أن الخطباء يخطبون يوم الجمعة وكما أن المدرسين اليوم يدرسون يوم الجمعة قبل الصلاة ، ليس في الأثر ما يدل على أن أبا هريرة كان جعل ذلك عادة له ، الذي يغلب على ظني أنه كان يفعل ذلك لأنه يرى حاجة ليعظ الناس في هذا الوقت لأمر عارض كما أنتم ترون اليوم مثلاً خطيبنا أبو مالك جزاه الله خير في كثير من الأحيان لا يتكلم بكلمة بعد الصلاة في كثير من الأحيان يتكلم ويحض على الصدقة أو قد يكمل بعض النقاط التي طرقها في الخطبة فهذا لأمر عارض فلا يقال لمثله أنه ابتدع ، كل هذا يرد على أثر أبي هريرة
أما أن هذا الأثر إذا تصورنا فيه الاستمرارية في الموعظة وفي النصيحة كما يفعلون اليوم أما أن هذا بدعة فلا شك ولا ريب في ذلك وإليكم البيان :
أهل العلم يقولون : أن قول الصحابي أو فعله حجة إذا لم يكن له معارض وهنا المعارضون كثر ذلك لأنه من الثابت أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا إذا دخلوا المسجد يوم الجمعة صلوا ما بدى لهم من ركعات حتى روي عن بعضهم أنه كان يصلي ثمان ركعات وهذا هو الذي أمر به الرسول عليه السلام وحض عليه في الأحاديث الصحيحة في مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ثم دنا من الإمام وصلى ما كتب الله له ، وفي رواية ما قدر له ، إلا غفر الله له ما بينه وبين الجمعة التي تليها ) إذن يوم الجمعة المسجد قبل الخطبة هو مجلس للعبادة الشخصية ، من شاء، لا بد من التحية ، من شاء زاد كما ذكرنا عن بعض الصحابة ، صلى من النوافل ما كتب الله له ، أو جلس يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه أمر بذلك حينما قال في الحديث الصحيح : ( أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم تبلغني ، قالوا كيف ذاك وقد أرمت؟! قال : إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) أو جلس يقرأ سورة الكهف لأن هذا من السنة كما هو معلوم .
إذن قبل خطبة الخطيب يوم الجمعة المسجد مجلس ذكر انفرادي هذا يصلي هذا يقرأ القرآن هذا يصلي على الرسول عليه السلام
فالذي يقوم ويعظ الناس ويعلمهم يشاغب ويشوش على هؤلاء وهذا بلا شك خلاف هذه السنة بل وخلاف قوله عليه الصلاة والسلام : ( يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة )
وين نسيت صاحبك ؟
الطالب : ...
الشيخ : وينو؟ إي حركنا إذن
الطالب : لا ما ...
الشيخ : جزاك الله خير ، فالشاهد إذن التدريس أو الوعظ بين يدي خطبة الجمعة فيه تشوش على هؤلاء المصلين قد يأتي الرجل والخطيب يخطب فيؤمر أنه يصلي ركعتين قد يأتي ما قبل فيصلي هذا من هنا وهذا من هنا والذي يدرس ابتداعاً في الدين يشوش على هؤلاء المصلين لذلك نحن نقول أثر أبي هريرة على القاعدة التي ذكرناها آنفاً مع أبي طلحة في بعض المناسبات ( التمس لأخيك عذراً ) فنحن نلتمس لحافظ الصحابة أحفظ الصحابة لحديث الرسول أبو هريرة نلتمس له عذراً نقول : لعله كان يبدوا له فيعظ وليس ذلك رتيباً ولزاماً لا بد من ذلك فإن ضاقت علينا سبل التماس العذر قلنا هذا رأي له لا نحاسبه عليه ولا نتبعه لأنه يشبه تماماً كشيء آخر له ( أنه كان إذا توضأ أوصل الماء إلى إبطه ) وأوصل الماء إلى ساقه هذا رأي كان له وكان يحاول التستر في ذلك حتى لما قال له رجل كان يراقبه سأله عن ذلك قال: " أنت هنا بنو فروخ " ما كان يظن أن في هناك مراقب فالشاهد أن الرسول عليه السلام علمنا كيف نتوضأ وما كان من هديه أن يبالغ هذه المبالغة فهذا ثبت عن أبي هريرة في صحيح مسلم فلا نتبعه لكن لا نقول أنه ابتدع لأنه لم يتوفر فيه الشرطان المذكوران آنفاً وهو أن يكون من عادته الابتداع في الدين وأن لا يكون عالماً مجتهداً ، هذا هو الجواب عن الأثر ولعله واضح إن شاء الله بسم الله .