ما رأيكم بتضعيف الحديث لأجل مخالفته للوقائع التاريخية كحديث وضع الجزية على اليهود؟ حفظ
الشيخ : نعم
الطالب : شيخنا في حقيقة ... البحث هو حقيقة أنا أنصح استوعبت يعني السلسلة الضعيفة الي مطبوع منه وأخذت منه استدراكاتكم على المتون كان بحثي هو تضعيف الحديث لأجل مخالفته للتاريخ لواقعة تاريخية كحديث الجزية المشهور وضع الجزية على اليهود والأحاديث المشهورة يعني مخالفتها للتاريخ فحاولت إني أستدرك جميع يعني حكمكم على الحديث بالضعف من خلال يعني تحكمون عادة على الحديث من خلال الإسناد ولكن في بعض الأحيان كنتم أيضاً تحكمون مع ذلك بضعف الحديث من خلال متنه فالحقيقة هذا ما رأيكم في هذا الأمر ؟
الشيخ : نعم هذا الذي تقوله صحيح لكن هذا فيه خطورة، هذا كنقد متن الذي يسمى في الاصطلاح المعاصر النقد النقد الداخلي ، كثير من الشباب الناشئ اليوم فضلاً عن بعض الكفار المستشرقين ينقدون الأحاديث من حيث معانيها وقد يظن هؤلاء المستشرقون بأن علماء الحديث اهتموا بنقد الأحاديث من أسانيدها فقط وهذا جهل منهم في علم الحديث ، الحقيقة أن قسماً كبيراً من الرواة يجرحون من قبل الحفاظ من استقرائهم لأحاديثهم وتسليط الأنوار على متونها ورأيهم أنها تخالف ما هو معلوم في الإسلام كتاباً وسنة صحيحة ومن هنا جاءت بعض التعابير التي يكثر استعمالها في كتب الجرح والتعبير يعني مثلاً حينما يقول الإمام البخاري لأحد الرواة منكر الحديث ، له مناكير وغيره من الأئمة يستعملون هذا التعبير أيضاً وأبرز من يستعمل غير هذه العبارة التي تنبئ أنه حكم بالضعف على المترجم هو ابن حبان البستي لأنه يقول ، له تعابير مختلفة منها : " يروي المناكير عن المشاهير " " يروي ما يحكم المبتدي بهذه الصنعة أنه لا أصل له " وهكذا ، فعلم الحديث ما قام فقط على دراسة الأسانيد بل دراسة الأسانيد قامت على دراسة المتون أو بعبارة تكون أعدل على دراسة بعض المتون لبعض الرواة وإلا فالعدالة والضبط والحفظ يعرف بالمعاشرة وبالمصاحبة ونحو ذلك
لكن الحقيقة التي لا مجال لإنكارها أن علماء الحديث صبوا جل عنايتهم في نقد الرجال وليس في نقد المتون ففي اعتقادي كان هذا توفيقاً من الله عز وجل لهم لأنه لو فتح هذا الباب كما فتح باب نقض الرجال لاختلط الحابل بالنابل والحق بالباطل ، من أجل ذلك ، هذا أمر بدهي جداً ، من أجل ذلك يوجد اليوم بعض المعاصرين من الناشئين وأحدهم ظهر اسمه أخيراً وهو بلقب المليباري لعله بلغكم خبره هذا استاذ في جامعة في الجزائر ويبدوا أنه تخرج من الجامعة الإسلامية كما أن هناك في السعودية رجل اسمه الشيخ عبدالله سعد ، هؤلاء يحضون الآن الشباب - وهذا هدم في الواقع كبير - للعناية بنقد المتون وليس فقط الأسانيد
الطالب : هذا كتاب الغزالي أيضاً
الشيخ : الغزالي ينحو هذا المنحى ، الغزالي ينحو هذا المنحى تطبيقاً وليس كتوجيهاً أنما هؤلاء على عكس منهم ، لا شك أن الغزالي مع الأسف وهو قد انتقل إلى رحمة الله ومغفرته إن شاء الله ، لكنه أضر في الإسلام في الحديث وفي الفقه ، هو يتظاهر بأنه مع الفقهاء لكن هو لا مع الفقهاء ولا مع المحدثين ولا مع المفسرين وإنما هو كما يبدوا أمة وحده
الشاهد ، فكان من توفيق الله عز وجل أن لم يعني يفتح على علماء الحديث باب الاهتمام بنقد المتون إلا لأفراد قليلين جداً وهذا من فضل الله عز وجل ذلك لما ذكرت أو أشرت آنفاً أن العقول والمعلومات والحفظ والضبط يختلف كل الإختلاف من شخص إلى آخر فلو فتح باب نقد المتون لخربت الشريعة لأن هي قائمة كما تعلمون على الكتاب وبيان الكتاب الذي هو السنة
أريد أن أقول بعد هذا المقدمة أن ما ألمحت إليه هو من هذا القبيل ، شو السبب ؟ السبب أن التاريخ لم يدرس دراسة علمية ، وعلى المنهج الحديثي ، تجد المؤرخين خاصة الدكاترة المعاصرين اليوم لما بألف لك في موضوع تاريخي بحط القصة وبيذكر تحت ابن جرير الطبري ، تاريخ الأمة ترجح هناك هو جزاه الله خيراً ذكره بإسناده لكن فيه فلان ... المتروك فيه ... كذا أيضاً متروك إلى آخره شو فائدة هذا العزو ؟ لا شيء فأنا أخشى ما أخشاه أن نضع نقد متون الحديث على مثل هذا التاريخ ولذلك فلا بد هنا من أحد شيئين ،أحدهما صعب التحقيق والمنال وهو لا بد سمعتم أن في حركة الآن تصفية التاريخ الإسلامي لكن أنا أتساءل على أي نظام وعلى أي قاعدة تكون هذه التصفية ؟ أقول هذا لا يمكن تصفية التاريخ أبداً لأنه ليس له قواعد ومناهج كما هو الشأن في علم الحديث وعلم السنة ، فهذا لا يمكن ، لكن يمكن للذي يريد أن يدخل هذا المدخل وأن يلج هذا المولج أن هو ينتبه أن هذا التاريخ الذي يريد أن يسلطه على الحديث ويضعف متنه به هو أثبت من هذا الحديث ، وهل هذا سهل فيما ترى؟
السائل : اسمح لي عندي اشكال من زمن قديم
الشيخ : تفضل بسم الله
الطالب : لحظة بس تعقيباً على كلام شيخنا موصول كلامكم أحسن أنسى الحقيقة الموضوع الاعتماد على التاريخ بالذات ما ألمح وأشار إليه شيخنا جزاه الله خير لكن القواعد التي وضعها المحدثون للتوثيق بين الأحاديث والحكم بضعفها أو تركها أو تقديم هذا على ذاك هذه تغني عن التاريخ تغني جداً يعني ما في داعي لاستعمال يعني لإخضاع النص التاريخي للحديث حتى لو عرف التاريخ الحديثي هو الناسخ والمنسوخ كيف يحكم عليه ؟
الشيخ : كان في معضلة
الطالب : نعم
الشيخ : الروايات التاريخية أكثرها معضلات وأحسنها مرسلات
الطالب : ولذلك أنا بقول شيخنا ما في حاجة لها
الشيخ : لكن حينئذٍ سيصبح التاريخ مهملاً لأنه لا يوجد مادة تاريخية كمادة الحديث مروية بالأسانيد ، مادية قليلة جداً
الطالب : جداً ، وبعدين حتى كما شيخنا الي أشرتم له أن الحكام من المحدثين الذين أوتوا هذ الفهم من الفهم بحيث يحكموا على المتون من ... لو أحصينا هذه المتون التي حكمها عليها بالنقد لوجدناها قليلة أيضاً
الشيخ : لا شك
الطالب : قليلة جدا ، ولذلك الحقيقة نحن يعني يكفينا ما عندنا من هذه القواعد وأما هذه القواعد التي اصطلح عليها في هذا الزمان وفي واحد عندنا هنا وفي واحد في الجزائر كما ذكرتم وفي واحد في السعودية هذا الحقيقة هدم ، هدم للتاريخ والسنة
الشيخ : تفضل يا استاذ