ما صحة ما ذهب إليه بعض أهل العلم من أنه لا يوجد مثال واحد صحيح للنسخ القرآن بالسنة ؟ حفظ
السائل : ما صحة ما ذهب إليه بعض أهل العلم من أنه لا يوجد مثال صحيح واحد سالم لنسخ السنة بالقرآن ، لنسخ السنة للقرآن ؟
الشيخ : آه أي نسخ القرآن بالسنة
السائل : نعم
الشيخ : قبل الجواب أو بمعنى صحيح بدون مواربة قبل استحضار الجواب لا بد من أن نقدم مقدمة هي أن هناك نسخاً معترف به لدى كل العلماء حتى ولو كانوا من أولئك الذين يقولون أنه لا يجوز نسخ القرآن بالسنة ، هناك نوع من النسخ يقول به حتى أولئك الذين يقولون أنه لا يجوز نسخ القرآن بالسنة ذلك هو النص العام والخاص لأن النص العالم المخصص هو داخل في اصطلاح السلف في الناسخ والمنسوخ ذلك لأن النص العام نسخ منه بعض أفراد أجزائه ، وحينئذٍ يسهل الأمر إذا ما قال قائل أصاب أم أخطأ أن هناك نص في القرآن من ألفه إلى يائه آية مثلاً قصيرة أو طويلة نسخت بالسنة ، أي خطورة في هذا القول وهم يقولون بأن هناك أجزاء كثيرة وكثيرة من عشرات النصوص القرآنية نسخت بعض أجزائها بالأحاديث الصحيحة ، أقول هذا تمهيداً كما قلت فيما إذا استطعنا أن نأتي بمثال نقنع به المنكرين تعلمون قوله تعالى (( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون )) في آخرها : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) عفوا قبلها (( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت )) أيضاً مش هذه ، (( إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء )) هذا بلا شك حكم صريح في هذه الآية ، (( إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء )) لما سمع أصحاب الرسول عليه السلام هذه الآية حينما تلاها عليه الصلاة والسلام عظم عليهم الأمر والحقيقة الأمر عظيم (( إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )) فقد جاء في صحيح مسلم ( أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : يا رسول الله ، إنا لنجد في أنفسنا ما يتعاظم علينا أن نتحدث بها قال : أوقد وجدتم ذلك ؟ قال : نعم قال: ذاك محض الإيمان ) وكما قال عليه السلام في الحديث الآخر : ( لا يزال الخلق يتساءلون حتى يقولوا : هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله ؟ فإذا وجد أحدكم شيئاً من ذلك فليقل : قل هو الله أحد الله الصمد ) وروايات أخرى في الموضوع ، هذا مما يجده الإنسان في نفسه ويكتمه ويخفيه ، ولو أن الله عز وجل حاسب الناس على ما في نفوسهم لما نجى أحد إطلاقاً ، لذلك ( عظم الأمر على الصحابة فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجثوا على الركب فقالوا يا رسول الله أمرنا بالصلاة فصلينا وبالصيام فصمنا وبالحج وبكل الفرائض أما أن يؤاخذنا الله عز وجل بما في نفوسنا ، فهذا مما لا طاقة لنا به قال عليه السلام : أتريدون أن تقولوا كما قال قوم موسى لموسى سمعنا وعصينا قولوا : سمعنا وأطعنا ، قولوا سمعنا وأطعنا فما زالوا يقولونها حتى ذلت بها ألسنتهم وخضعت لها قلوبهم فأنزل الله عز وجل : (( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت )) ) عملاً ليس قلباً داخلياً (( لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) قال الله عز وجل ( وينزل جبريل يقول : قال الله نعم ) إلى آخر الآيات هذا بلا شك نسخ لقوله تعالى : (( إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )) من هذا القبيل أيضاً آية الوصية للوالدين والأقربين وأظن الإمام الشافعي رحمه الله يقول : ولعله يعني الاصطلاح السلفي الذي أشرت إليه آنفاً حيث قال : " نسخها قوله عليه السلام : ( لا وصية لوارث ) " الوصية للوالدين لا وصية لوارث
فالمهم أنه إذا لم نجد نصاً قرآنياً نسخ من حديث فلا غرابة في ذلك لأنه يوجد له أشباه مما ذكرته آنفاً هذا ما يحضرني ولعل بعض إخواننا من أهل العلم والفضل يمدوننا بمددهم والمرء قوي بأخيه ، في آيات منسوخة التلاوة ترى أن تكون منسوخة التلاوة أعظم أم ثابتة التلاوة محكمة التلاوة لكنها منسوخة الحكم أنا أرى أن الأمر العكس يعني هو الصواب تماماً إذا آيات نزلت ثم رفعت ابتلاءً من الله عز وجل لعباده ليبلوكم فكذلك يفعل كما قال : (( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها )) هذا ما عندي والله أعلم .
السائل : ...
الشيخ : لا أنا ما أقول هكذا أنا أقول من فلسفة التفريق بين القرآن والسنة