ما هو توجيهكم لما تعتقده الأشاعرة والماترودية في أن كلام الله نفسي وليس لفظي ؟ وما هي العقيدة السلفية الصحيحة في هذه المسألة ؟ حفظ
الشيخ : الذين ينكرون الكلام الإلهي حقيقة ، ويفسرون كل نصوص الكتاب والسنة التي فيها : التصريح بأن الله قال كذا ، وخاطب فلانا بكذا وكذا ، بأنه حديث نفسي ، هؤلاء يحكمون عقولهم على نصوص كلام ربهم تبارك وتعالى ، ومن هنا جاء ضلال الفرق التي أشار إليها الرسول عليه السلام في الحديث المعروف : ( وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ... ) إلى آخر الحديث ، فالكلام هو : كلام نفسي وكلام لفظي ، الكلام النفسي : لا يسمع ، أما الكلام اللفظي : فهو الذي من طبيعته يسمع ، سواء كان هذا الكلام صادرا من العبد أو كان صادرا من الرب ، فهؤلاء الأشاعرة خلطوا بين الحقيقتين بالنسبة لله عز وجل ، وآمنوا بالحقيقتين بالنسبة لخلق الله عز وجل ، فهم يؤمنون بأن في الإنسان كلامين كلاما نفسيا وكلاما لفظيا ، وينزهون الله عز وجل عن الكلام اللفظي زعموا ، لأن ذلك يستلزم كما يعبرون هم : بحلول الحوادث في ذات الله تبارك وتعالى ، وهذا في الحقيقة عبارة عن قلبهم للحقائق لإبطال الحقائق الشرعية ، فأنا أقول ربنا عز وجل حينما خاطب موسى عليه السلام : أولئك يأولون كلام الله لموسى بالكلام النفسي ، ومع أنهم يكابرون في تأويل قوله عز وجل : (( وكلم الله موسى تكليما ) حيث أكَّد بهذا المصدر أن هذا كلام ليس كلاما نفسيا ، وإنما هو كلام لفظي ، فتكلفوا في تأويل الآية -وعليكم السلام ورحمة الله- وقالوا بأن الكلام إنما كان من الشجرة ، ولم يكن الكلام صادرا من خالق الشجرة ، حينئذ هذا هو التعطيل الذي قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كلمة رائعة له تكتب كما كانوا يقولون قديما : بماء الذهب : " المجسم يعبد صنما والمعطل يعبد عدما " ، حقيقة أن هؤلاء المعطلة يعبدون وهما ، لا حقيقة ، حينما يؤولون الصفات الإلهية ومنها الكلام الإلهي : (( كلم الله موسى تكليما )) فأولوه بالكلام النفسي ، بماذا يؤولون قوله تعالى لموسى في أول سورة طه : (( فاستمع لما يوحى ، إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري )) ؟ قال تعالى لموسى : (( فاستمع لما يوحى )) استمع لما في نفسي ؟! هذا تعطيل مجسد مجسم ليس بعده تعطيل ، ولذلك فالقول بالكلام النفسي فقط ، أنا لا أنكر الكلام النفسي ، لأنه الكلام النفسي كما يقول أهل السنة هو : كالعلم الإلهي العلم الإلهي يعني يعلم كل ما سيقع ، فيمكن أن ربنا عز وجل يتحدث بشيء في نفسه لا ننكره ، أما أن نقول الكلام الإلهي هو نفسي وهو غير لفظي هذا هو الكفر بالكتاب وبالسنة والسنة الصريحة التي تشبِّه كلام الله كالإيش ي الحديث الصحيح ؟! ( الحديد على الصخر ) أو ما شابه ذلك ، غائب الآن الحديث في صحيح البخاري ، أي له صوت يعني حينما تسمعه الملائكة
الطالب : ( صلصلة الجرس )
الشيخ : أحسنتم نعم ، فهذا يؤكد الآية السابقة : (( فاستمع لما يوحى )) ، فالكلام الإلهي هو كلام مسموع ، ومن عجب هؤلاء المعطلة : أنني كنت قرأت قديما حاشية على شرح الباجوري لعقيدة الأشاعرة هذه ، إيش اسمها ؟
الطالب : الجوهرة ؟
الشيخ : نعم ؟
الطالب : الجوهرة
الشيخ : الجوهرة ، الباجوري له شرح جاء أحد الشيوخ الأزهريين فوضع على الشرح حاشية ، وهو الشيخ المعروف : بمحيي الدين عبد الحميد ، فلما جاء إلى الكلام الإلهي نصب نفسه للرد على المعتزلة الذين يقولون بأن كلام الله مخلوق ، والحقيقة أن الأشاعرة والمعتزلة والماترودية هم جميعا يقولون : بأن كلام الله مخلوق ، لكن الفرق هو بما يسمى هنا بالدوبلة
الطالب : بالتحايل
الشيخ : بالتحايل ، المعتزلة من حسناتهم وهم لا شك أننا لا نكفرهم أيضا نضللهم ، من حسناتهم أنهم يصرحون ولا يلتوون في كلامهم ، فهم يصرحون ويقولون : كلام الله مخلوق ، لأ الأشاعرة واالماتريدية يجادلونهم يقولون : كيف تقولون كلام الله مخلوق وكلام الله صفة من صفاته ؟! هم يعنون بأنه صفة من صفاته الكلام النفسي ، فرأيت هذا الشيخ الأزهري يرد على المعتزلة قولهم بأن كلام الله مخلوق ، يقول : ما الذي يمنعكم أن تقولوا أن الله عز وجل (( كلم الله موسى تكليما )) بكلام نفسي ، وهو أشبه بالكلام العلمي ، عفوا بالعلم الإلهي ، ثم ذكر هذه الآية أن الله عز وجل خاطب موسى بهذه الآية ، ففهم موسى ، شوف الآن التعطيل ففهم موسى الكلام النفسي كمعجزة لموسى ، بينما الآية تقول : (( فاستمع لما يوحى )) ، لا يقول بأن الله أسمع موسى كلامه بقدرته ، وإنما يقول أفهمه الكلام النفسي ، هذا كله نابع من تشبيه الخالق بالمخلوق ولذلك قلت : الجواب الجذري عن كل هذه الإشكالات وهذه الشبهات ، الرجوع إلى الآية الكريمة (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ، كلام الله حقيقة ، وهو مسموع بصراحة الكتاب والسنة ، لكن لا يلزم من ذلك أن يكون له شفتين وأن يكون له لهاة وأن يكون له لسان ، مما نحن بحاجة إليه حتى يتكلم الإنسان (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) هذا ما عندي جوابا أيضًا عن هذا السؤال
السائل : جزاك الله خير
الطالب : ( صلصلة الجرس )
الشيخ : أحسنتم نعم ، فهذا يؤكد الآية السابقة : (( فاستمع لما يوحى )) ، فالكلام الإلهي هو كلام مسموع ، ومن عجب هؤلاء المعطلة : أنني كنت قرأت قديما حاشية على شرح الباجوري لعقيدة الأشاعرة هذه ، إيش اسمها ؟
الطالب : الجوهرة ؟
الشيخ : نعم ؟
الطالب : الجوهرة
الشيخ : الجوهرة ، الباجوري له شرح جاء أحد الشيوخ الأزهريين فوضع على الشرح حاشية ، وهو الشيخ المعروف : بمحيي الدين عبد الحميد ، فلما جاء إلى الكلام الإلهي نصب نفسه للرد على المعتزلة الذين يقولون بأن كلام الله مخلوق ، والحقيقة أن الأشاعرة والمعتزلة والماترودية هم جميعا يقولون : بأن كلام الله مخلوق ، لكن الفرق هو بما يسمى هنا بالدوبلة
الطالب : بالتحايل
الشيخ : بالتحايل ، المعتزلة من حسناتهم وهم لا شك أننا لا نكفرهم أيضا نضللهم ، من حسناتهم أنهم يصرحون ولا يلتوون في كلامهم ، فهم يصرحون ويقولون : كلام الله مخلوق ، لأ الأشاعرة واالماتريدية يجادلونهم يقولون : كيف تقولون كلام الله مخلوق وكلام الله صفة من صفاته ؟! هم يعنون بأنه صفة من صفاته الكلام النفسي ، فرأيت هذا الشيخ الأزهري يرد على المعتزلة قولهم بأن كلام الله مخلوق ، يقول : ما الذي يمنعكم أن تقولوا أن الله عز وجل (( كلم الله موسى تكليما )) بكلام نفسي ، وهو أشبه بالكلام العلمي ، عفوا بالعلم الإلهي ، ثم ذكر هذه الآية أن الله عز وجل خاطب موسى بهذه الآية ، ففهم موسى ، شوف الآن التعطيل ففهم موسى الكلام النفسي كمعجزة لموسى ، بينما الآية تقول : (( فاستمع لما يوحى )) ، لا يقول بأن الله أسمع موسى كلامه بقدرته ، وإنما يقول أفهمه الكلام النفسي ، هذا كله نابع من تشبيه الخالق بالمخلوق ولذلك قلت : الجواب الجذري عن كل هذه الإشكالات وهذه الشبهات ، الرجوع إلى الآية الكريمة (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ، كلام الله حقيقة ، وهو مسموع بصراحة الكتاب والسنة ، لكن لا يلزم من ذلك أن يكون له شفتين وأن يكون له لهاة وأن يكون له لسان ، مما نحن بحاجة إليه حتى يتكلم الإنسان (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) هذا ما عندي جوابا أيضًا عن هذا السؤال
السائل : جزاك الله خير