هل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام تعتبر رؤية حقيقية وأن الرائي قد رأى النبي صلى الله عيه وسلم حقا ؟ حفظ
الشيخ : طيب مين في عنده سؤال ؟
السائل : إذا سمحت يا شيخ ؟
الشيخ : تفضل
السائل : أولا : طبعا سلام من شباب الكويت
الشيخ : أهلا وسهلا
السائل : لفضيلتك
الشيخ : عليك وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته
السائل : جزاك الله خير شيخ
الشيخ : وإياك
السائل : أولا : في قضية في العقيدة
الشيخ : نعم
السائل : هل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حقيقة ؟
الشيخ : يعني غير العروج الحقيقي يقظة ؟
السائل : لأ لأ ، الآن في زماننا الحالي ، يقول : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ؟!
الشيخ : هل يمكن رؤية الرسول في المنام ؟!
السائل : يقول : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ؟!
الشيخ : عفوا ، أنا كأني سمعت خطأ لفظة العروج
السائل : لا لا
الشيخ : ها إذن ؟
السائل : يقول : أنا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام
الشيخ : في المنام ، إي طيب سؤالك ؟
السائل : فهل هذا حقيقة ، أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ؟!
الشيخ : ولم لا ؟! وقد جاءت الأحاديث الكثيرة
السائل : لحديث : ( من رآني في المنام فقد رآني حقا ) ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : ( من رآني في المنام فقد رآني حقًا ) ؟!
الشيخ : نعم ، هو كذلك
السائل : يقول سماحة الشيخ : في حديث : ( ولا يصلح هذا الدين ... )
الشيخ : اصبر ، خلصت من السؤال الأول ؟
السائل : إي نعم
الشيخ : سؤالك قاصر ، وناقص جدا !
السائل : أيوا !
الشيخ : لأنك سألت عن أمر معروف في الإسلام بداهة
السائل : امممم
الشيخ : وكان عليك أن يكون السؤال بطريقة أخرى
السائل : مهو خشيت إنو في تطويل يا شيخ ، بس لأني مستعجل وسأسافر غدا صباحا
الشيخ : سبحان الله !!
السائل : صلاة الفجر
الشيخ : إي هذا لا يبرر لك أن تسأل سؤال واضح جوابه !! وتكتم السؤال الذي غير واضح جوابه
السائل : صحيح
الشيخ : ولذلك فحسبك الله ، أنت مستعجل وأنا مستعجل معك ، ولكن كما قيل :
" العلم إن طلبته كثير *** والعمر عن تحصيله قصير
فقدم الأهم منه فالأهم *** "

فكان ينبغي أن يكون السؤال كالتالي : هل كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام يكون قد رآه حقا ؟ فهذا هو السؤال المهم في الموضوع ، وهذا الذي ينبغي أن يعرفه عامة الناس ، نحن نقول : أولا ليس كل من يقول رأيت الرسول في المنام يكون صادقا ، هذا حقيقة مرة ، ولذلك قال عليه والسلام في بعض الأحاديث الصحيحة : أنه : ( من أرى عينيه ما لم ير ، فليتبوأ مقعده من النار ) ، أي من ادعى أنه رأى كذا وكذا فهو يكذب ، وذلك لأن الرؤيا الصالحة هو جزء من سبع وأربعين جزءا من النبوة ، كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة ، فلا يجوز للمسلم أن يتراءى ما لم ير ، أن يدعي أنه رأى شيئا ولم يره ، هذا أولا ، وخلاصة ذلك أنه ليس كل من ادعى أنه رأى الرسول عليه السلام يكون صادقا بأنه رأى الرسول ، يكون كاذبا يكون مختلقا لأمر ما ، ثم وهذا هو الأمر المهم إذا كان صادقا فنقول له : كيف رأيته ؟ فإذا وصف ما رأى من الرسول عليه السلام كما يدعي بأوصافه التي كان معروفا بها في حياته المباركة ، حينئذ نقول له نرجو أن تكون رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا ، إي فهنا في نكتة تتعلق بالحديث حينما قال عليه السلام : ( من رآني في المنام ) فإذا ادعى الرائي بأنه رأى الرسول عليه السلام وهذا ما سمعناه مرارا وتكرارا : أنه رأى الرسول عليه السلام ولحيته بيضاء نور كلها ، فنقول له كذبت : لأن خادم الرسول عليه السلام حينما يتحدث عن شيبه عليه السلام يقول : ( ما شانه الله عز وجل بالشيب ) هو يقول لحيته بيضاء ، لكن أوهمه الشيطان أنه يزكي رسول الله ويثني عليه خيرا حينما يقول : لحيته نور ، الرسول عليه السلام ما كان في لحيته إلا عدد قليل من الشعرات ما بلغت العشرين إلا دون ذلك ، نعم إذن هو ما رأى الرسول ، بعضهم يقول رأيته شابا لكنه يمشي الهوينة ، نقول له كذبت ، لأن من صفاته أنه كان إذا مشى فكأنما ينصب من صبب ، إذن ليس كل من كان صادقا في ادعاءه أنه رأى الرسول عليه السلام يكون قد رأى الرسول عليه السلام ، لكن ما هو التأويل : شبه له ، شبه له : أي قيل له في المنام هذا رسول الله ، أي هذا هو المهم بارك الله فيك بالنسبة لسؤالك ، إذن اهتبل وقتك وهات السؤال الثاني !