ما هي أوضح الصفات الدالة على صدق مدعي المهدوية ؟ حفظ
الشيخ : الآن عندنا صفتين واضحتين للمهدي ، الأولى : أنه من أهل بيت والنبوة والرسالة ، الثانية : أن اسمه محمد بن عبد الله ، وأنه يجب أن يعرف منذ ولادته بهذا الاسم حتى يبلغ سن التكليف والرشد ، وسن تولي هداية الأمة إلى سعادتها في الدنيا قبل الآخرة ، ثم صفة ثالثة في الحديث الأول ، نأخذه من الحديث الأول : ( يصلحه الله في ليلة ) ، هذا يمكن أن يفسر في الواقع على وجه من وجهين ، الوجه الأول : أنه لا يكون صالحا لقيادة الأمة ، يكون منطلقا في دينه ، وفي استقامته ، ولكن ليس يخطر في بال أحد أنه يصلح أن يكون قائدا للأمة ، فيصلحه الله في ليلة ، يلهمه أن يقوم لقيادة المسلمين الذين يلتفون حوله إلى تحقيق الحلم الذي ينشده المسلمون اليوم ، وهو الحكم بما أنزل الله ، هذا هو التفسير الأول ، التفسير الآخر: يكون رجل غير صالح في نفسه ، يعيش ما شاء الله من سنين وهو مفرط على نفسه ، مضيع لشيء من دينه ، الله عز وجل يلهمه في ليلة واحدة أن يعود إلى الله تائبا مهتديا ، فيصلحه الله في ليلة ، هذه صفة ثالثة ، صفة رابعة : وهي هامة جدا أنه يخرج في دمشق ، وهي عاصمة بلاد الشام قديما ، وسوريا حديثا ، وهذا مصرح به في الحديث الصحيح ، وصفة خامسة أنه يلتقي مع عيسى عليه الصلاة والسلام ، يلتقيان في دمشق حيث : ( ينزل عيسى عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، ينزل في وقت صلاة الفجر وقد أقيمت الصلاة للمهدي ، فلما يرى عيسى قد جاء يقدمه ليصلي بالناس ، فيأبى ويقول له : لا تقدم أنت تكرمة الله لهذه الأمة ) ، يعني هذه الأمة المحمدية ، فعيسى حينما ينزل لا ينزل بصفة كونه نبيا لأنه كان نبيا إلى بني إسرائيل ورسولا ، وإنما يأتي تابعاً لمحمد عليه الصلاة والسلام كما أشار إلى ذلك في الحديث المشهور : ( لو كان عيسى حيا لما وسعه ) ، ( لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي ) : وخطئي هذا اللفظي يذكرني بخطأ مطبعي أو كتابي ، وقع في تفسير ابن كثير : حيث جاء هذا الحديث باللفظ الخطأ الذي قلته آنفا : ( لو كان عيسى حيا ) أو جاء : ( لو كان موسى وعيسى حيين ، لما وسعهما إلا اتباعي ) ، فذكر عيسى في هذا الحديث لا يصح ، الحديث قوي بمجموع طرقه لذكر موسى : ( لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي ) ، ووجدت قريبا اليوم بالذات وجدت رواية -لأول مرة أقف عليها- في مسند إسحاق ابن راهويه الذي يوجد منه نسخة من المجلد الرابع مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية ، وجدت الحديث بلفظ غريب : ( لو كان يوسف حيا لما وسعه إلا اتباعي ) ، الشاهد فعيسى حينما ينزل وقد أقيمت الصلاة للمهدي ويقدمه المهدي يقول لا : تقدم أنت وصل بهم تكرمة الله لهذه الأمة.