بيان الشيخ رحمه الله لخطورة التعصب الحزبي المحدث والذي يشبه لحد ما التعصب المذهبي السابق حفظ
الشيخ : أما التعصب الحزبي اليوم ، الذي ينتمي إلى شخص ، أو جماعة ينتمون إلى شخص ، فحدث عنه ولا حرج ، ولست بحاجة إلى أن أتحدث عن شيء ، يدل عن بعض الأمثلة في ذلك ، لأنه واقع ترونه كما أراه ، هذه الانتسابات أولا : المحدثة ، وثانيا : المفرقة لوحدة الكلمة ، فهذه مرضي عنها ، أما الانتساب إلى السلف المعصوم ، هذا أمر مستنكر عند الناس ، ما نعرف هذه النسبة ؟! من أين جئتم بها ؟! لذلك نحن نقول : شتان بين هذه النسبة إلى السلف الصالح ، وبين أي نسبة أخرى : من هذه النسب المذهبية أو الحزبية ، وإذا وضحت الفوارق البينة الجلية بين النسبة الأولى الصحيحة ، وبين النسب الأخرى غير الصحيحة ، يكتفي حينذاك المسلم بجواز مثل هذا الانتساب إلى السلف الصالح ، وأصل الانتساب كما قلت لكم في مطلع كلمتي : أنه ينظر إليه إن كانت النسبة صحيحة ، فهي جائزة ، وإلا فلا ، فكل مسلم بل وغير المسلم : لا بد له من أن ينتسب نسبة ما ، إما من حيث النسب ، وإما من حيث المهنة ، وإما من حيث البلد وو إلى آخره ، فهناك من يقال فلان الشامي ، فلان المصري ، فلان الهندي ، إلى آخره ، ولا أحد يستنكر هذه النسب ، لأنها مطابقة للواقع ، ولذلك جاء في القرآن ذكر المهاجرين والأنصار ، فهذا مهاجري وهذا أنصاري ، وما ذلك بمستنكر إطلاقا بإجماع علماء المسلمين ، لكن متى يستنكر ذلك ؟ فيما إذا اتخذ المنتسب إلى المهاجرين هذه النسبة عصبية جاهلية ، أو المنتسب إلى الأنصار أيضا اتخذ هذه النسبة نسبة جاهلية ، كما كاد أن يقع شيء من ذلك في عهد الرسول عليه السلام ، فلما سمع أحدهم يقول : ياللأنصار وآخر يقول : يا للمهاجرين كادت تقع الحروب ... ، أما الانتساب كواقع ونسبة صحيحة : فهذا ما ينكره أحد من الناس إطلاقا ، على هذا فإذا المسلم تبنى عقيدة السلف الصالح ، ومذهب السلف الصالح ، وانتسب إليهم وعمل بما انتسب إليه من مذهبهم ، فليس في ذلك أي شيء فيما نراه من خلال هذا التفصيل