تعليق الشيخ على كلمة " سنتي " الواردة في الحديث ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ) وتوضيحه لمعناها والمراد بها. حفظ
الشيخ : قلت : بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر في الحديث الأول : ( تركتم على بيضاء نقية ، ليلها كنهارها ، لا يضل عنها إلا هالك ) وذكر في ذاك الحديث : ( على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) معا ، ( لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ) ، وتعليقا على كلمة أو على كلمة : سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ينبغي أن نذكر بأن من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم اتباع السلف الصالح، من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم اتباع السلف الصالح ، لأنهم كانوا أقرب عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وبخاصة منهم أصحابه عليه الصلاة والسلام ، حيث أخذوا وتلقوا الشرع منه ، من فمه الطيب غضاً طرياً ، قبل أن يبدأ أن يتسرب إليه وأن يدخل فيه ما ليس منه ، مما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحذر أمته أن يأخذوا بما قد يُحدث لهم من محدثات الأمور ، ولذلك خطبهم عليه الصلاة والسلام ذات يوم خطبة رائعة ، أصبحت دستورا لكل داعية إلى الإسلام بدعوة الحق ، ذلك ما جاء في حديث العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال : " وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة ، وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون " ، فقلنا يا رسول الله أوصنا قال : ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولي عليكم عبد حبشي ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) وفي حديث آخر : ( وكل ضلالة في النار ) ، الشاهد من هذا الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حضّ أصحابه على التمسك بسنته أولا ، ثم عطف عليها أن أمرنا بالتمسك بسنة الخلفاء الراشدين ثانيا ، فإنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( عليكم بسنتي ) ، ولم يكتف بهذا الأمر ، وبهذا الحض ، بل عطف على ذلك فقال : ( وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) ، في هذا الحديث توسيع لفظي ، وتوسيع معنوي للسنة التي سبق ذكرها في الحديث السابق ، ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ) .