ذكر الشيخ لمناقشة جرت بينه وبين أحد القاديانيين حول مسألة تحريم الكذب مطلقا ، ورده لبعض شبهاتهم حول هذه المسألة . حفظ
الشيخ : وأنا أذكر بمثل هذه المناسبة ، مناقشة كانت جرت بيني وبين أحد القاديانيين في دمشق ، هؤلاء يقولون بتحريم الكذب مطلقا ويتوصلون منه للطعن في بعض الأحاديث الصحيحة المروية في صحيح البخاري وغيره ، ومن ذلك قوله عليه السلام : ( لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات ) ، قالوا : أعوذ بالله ، الله يصف إبراهيم عليه السلام : وكان عند الله صديقا ، أظن هكذا الآية إبراهيم ؟
الطالب : (( إن إبراهيم كان حنيفا مسلما ولم يك من المشركين )) ؟
الشيخ : لا لا
الطالب : (( واذكر في الكتاب إبراهيم ))
الشيخ : أيوا
الطالب : (( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا ))
الشيخ : (( صديقا نبيا )) قالوا : أعوذ بالله ، كيف يصح مثل هذا الحديث ، والله عز وجل يصف إبراهيم في القرآن الكريم صراحة وكان ؟
الطالب : (( إن إبراهيم ))
الشيخ : (( وكان عند الله صديقا ))
الطالب : (( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا ))
الشيخ : آه (( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا )) !
الطالب : نعم
الشيخ : فدخلت معه في نقاش ، الحقيقة فيه نغمة ولطف ، وفيه فقه أو قولوا معي فلسفة ، لكنها جميلة كما سترون : قلت لهذا القادياني ، آلكذب حرم لأنه مركب من ثلاثة أحرف هي كاف ذال باء ، والصدق وجب لأنه مركب من أحرف ثلاثة أخرى هي : صاد ذال قاف ، أم أم لأن الكذب يترتب منه ما هو ضرر وما هو فساد في الأرض ، والصدق يترتب منه إصلاح ؟! قالوا : هو كذلك ، قلت : أرأيت إن حلّ محل : كاف ذال باء ، حلّ محل ذلك : صاد دال قاف ، أتقول : أنه كذب لا يجوز ؟! والعكس بالعكس ، إذا ترتب من وراء : صاد دال قاف ، ما يترتب عادة من : كاف ذال باء ، بتقول : إنه هذا واجب ؟ وضربت له مثلا كان يقع هناك في سوريا ، يوم كانت محتلة سوريا من فرنسا ، ويوم كنتم أنتم مع الأسف جميعا محتلين من بريطانيا ، قامت ثورة هناك سورية على فرنسا ، وكانوا الثوار كما يفعل اليوم بعض الثوار الإسلاميين -زعموا- ضد حكوماتهم ، في ليلة لا قمر فيها يهجمون ويقذفون المغفر هاللي فيه الشرطة الفرنسية ، واللي كانوا يسموه هناك : جاندورمة ، كلمة تركية ، فكان هؤلاء الثوار حينما يهجمون يرمون القذيفة أو القذائف ثم يفرون ، فتنتشر كالعادة بقى الشرطة يبحثون عن هؤلاء ، يدقون الباب في عندكم أحد من هؤلاء الثوار ؟ يقول القادياني : يجب أن يقول : نعم ، ههههه ليش ؟ لأن الصدق واجب ، والكذب لا يجوز ، فلما حللت له الصدق والكذب بهذه الطريقة أفحم الرجل ، غرضي أن الكذب هو الأصل أنه حرام ، لكن يجوز كما جاء في الأحاديث التي ذُكرت آنفا ، ويجوز بشرط ضمان عدم انتشار هذه الكذبة ، وعدم انطلاءها على المكذوب عليه ، وهنا نذكر حديث عبدالله بن عمر بن العاص ، حينما كان في مجلس الرسول ، وسمع الرسول عليه السلام يقول : ( الآن يدخل عليكم رجل من أهل الجنة ) ، فدخل رجل من عادي الصحابة ، علق في قلبه هذا الكلام النبوي : أن هذا رجل من أهل الجنة ، لما انصرفوا تبع الرجل ، وتظاهر بأن بينه وبين أبيه خلاف ، فهو أداه هذا الخلاف إلى الفرار من دار أبيه ويريد أن يبات عنده ، يريد أن ير هل هو قائم الليل ؟ هل هو صائم النهار ؟ وإلا بما استحق هذا الخبر رجل من أهل الجنة ؟! بات تلك الليلة عنده ، أصبح الصباح شاف الرجل إنسان عادي ، لا قام الليل ولا صام النهار ، فأباح له وكشف له عن كذبته ، هنا الشاهد : ما ترتب من وراءها أي فساد إطلاقا ، وقال : إنما أنا فعلت هذا حقيقة لأرى ماذا أنت تفعل حتى شهد الرسول لك بأنك رجل من أهل الجنة . قال له : والله ما عندي شيء سوى أني أبيت ولا أحمل في قلبي شيء من ضغينة ضد إيش ؟ أي مسلم .
الطالب : على أحد من المسلمين
الشيخ : آه ، قال له : إذاً فبهذا ، فالشاهد مثل هذه القصة وهي رائعة جدا كذب هذا الرجل ، لكن كذب وكشف عن كذبه ، وما ترتب من وراء ذلك إلا أنه تمكن من البيات عند رجل ليعرف أن هذا الخُلق " ألا يكون في قلبه ضد المسلمين حقد أو حسد أو ما شابه ذلك " ، يستحق المسلم إذا طبعا اتقى الله عز وجل في الأمور الأخرى أن يدخل الجنة ، فإذاً يجب أن نحافظ على المبادئ والقواعد ، الصدق واجب والكذب حرام ، لكن هذا يجوز أحيانا للضرورة ، وأحيانا لمصلحة لا تتحقق بوسيلة أخرى ، أما توسيع الدائرة اليوم فهذا من بدع الأحزاب القائمة على وجه الأرض اليوم ، مع الأسف .
الطالب : (( إن إبراهيم كان حنيفا مسلما ولم يك من المشركين )) ؟
الشيخ : لا لا
الطالب : (( واذكر في الكتاب إبراهيم ))
الشيخ : أيوا
الطالب : (( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا ))
الشيخ : (( صديقا نبيا )) قالوا : أعوذ بالله ، كيف يصح مثل هذا الحديث ، والله عز وجل يصف إبراهيم في القرآن الكريم صراحة وكان ؟
الطالب : (( إن إبراهيم ))
الشيخ : (( وكان عند الله صديقا ))
الطالب : (( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا ))
الشيخ : آه (( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا )) !
الطالب : نعم
الشيخ : فدخلت معه في نقاش ، الحقيقة فيه نغمة ولطف ، وفيه فقه أو قولوا معي فلسفة ، لكنها جميلة كما سترون : قلت لهذا القادياني ، آلكذب حرم لأنه مركب من ثلاثة أحرف هي كاف ذال باء ، والصدق وجب لأنه مركب من أحرف ثلاثة أخرى هي : صاد ذال قاف ، أم أم لأن الكذب يترتب منه ما هو ضرر وما هو فساد في الأرض ، والصدق يترتب منه إصلاح ؟! قالوا : هو كذلك ، قلت : أرأيت إن حلّ محل : كاف ذال باء ، حلّ محل ذلك : صاد دال قاف ، أتقول : أنه كذب لا يجوز ؟! والعكس بالعكس ، إذا ترتب من وراء : صاد دال قاف ، ما يترتب عادة من : كاف ذال باء ، بتقول : إنه هذا واجب ؟ وضربت له مثلا كان يقع هناك في سوريا ، يوم كانت محتلة سوريا من فرنسا ، ويوم كنتم أنتم مع الأسف جميعا محتلين من بريطانيا ، قامت ثورة هناك سورية على فرنسا ، وكانوا الثوار كما يفعل اليوم بعض الثوار الإسلاميين -زعموا- ضد حكوماتهم ، في ليلة لا قمر فيها يهجمون ويقذفون المغفر هاللي فيه الشرطة الفرنسية ، واللي كانوا يسموه هناك : جاندورمة ، كلمة تركية ، فكان هؤلاء الثوار حينما يهجمون يرمون القذيفة أو القذائف ثم يفرون ، فتنتشر كالعادة بقى الشرطة يبحثون عن هؤلاء ، يدقون الباب في عندكم أحد من هؤلاء الثوار ؟ يقول القادياني : يجب أن يقول : نعم ، ههههه ليش ؟ لأن الصدق واجب ، والكذب لا يجوز ، فلما حللت له الصدق والكذب بهذه الطريقة أفحم الرجل ، غرضي أن الكذب هو الأصل أنه حرام ، لكن يجوز كما جاء في الأحاديث التي ذُكرت آنفا ، ويجوز بشرط ضمان عدم انتشار هذه الكذبة ، وعدم انطلاءها على المكذوب عليه ، وهنا نذكر حديث عبدالله بن عمر بن العاص ، حينما كان في مجلس الرسول ، وسمع الرسول عليه السلام يقول : ( الآن يدخل عليكم رجل من أهل الجنة ) ، فدخل رجل من عادي الصحابة ، علق في قلبه هذا الكلام النبوي : أن هذا رجل من أهل الجنة ، لما انصرفوا تبع الرجل ، وتظاهر بأن بينه وبين أبيه خلاف ، فهو أداه هذا الخلاف إلى الفرار من دار أبيه ويريد أن يبات عنده ، يريد أن ير هل هو قائم الليل ؟ هل هو صائم النهار ؟ وإلا بما استحق هذا الخبر رجل من أهل الجنة ؟! بات تلك الليلة عنده ، أصبح الصباح شاف الرجل إنسان عادي ، لا قام الليل ولا صام النهار ، فأباح له وكشف له عن كذبته ، هنا الشاهد : ما ترتب من وراءها أي فساد إطلاقا ، وقال : إنما أنا فعلت هذا حقيقة لأرى ماذا أنت تفعل حتى شهد الرسول لك بأنك رجل من أهل الجنة . قال له : والله ما عندي شيء سوى أني أبيت ولا أحمل في قلبي شيء من ضغينة ضد إيش ؟ أي مسلم .
الطالب : على أحد من المسلمين
الشيخ : آه ، قال له : إذاً فبهذا ، فالشاهد مثل هذه القصة وهي رائعة جدا كذب هذا الرجل ، لكن كذب وكشف عن كذبه ، وما ترتب من وراء ذلك إلا أنه تمكن من البيات عند رجل ليعرف أن هذا الخُلق " ألا يكون في قلبه ضد المسلمين حقد أو حسد أو ما شابه ذلك " ، يستحق المسلم إذا طبعا اتقى الله عز وجل في الأمور الأخرى أن يدخل الجنة ، فإذاً يجب أن نحافظ على المبادئ والقواعد ، الصدق واجب والكذب حرام ، لكن هذا يجوز أحيانا للضرورة ، وأحيانا لمصلحة لا تتحقق بوسيلة أخرى ، أما توسيع الدائرة اليوم فهذا من بدع الأحزاب القائمة على وجه الأرض اليوم ، مع الأسف .