حديث الشيخ حول خطورة أن القول هو المعنى فقط ، وبيان أن الصواب في كل قول ينسب لقائل : أن المراد به اللفظ والمعنى للمنسوب اليه. حفظ
الشيخ : الذي أريد أن أنقلكم إليه وهو في الحقيقة يبين لكم خطورة هذه الدعوى : دعوى تشكيك في كل كلام الرسول عليه السلام : إنه هؤلاء الرواة من الصحابة والتابعين وأئمة الحديث في كل هذه الأحاديث لم ينقلوا لنا قوله عليه السلام بحرفه ومعناه ، هذا فيه تشكيك خطير جدا ، يفتح علينا باب الشك ، وهذا راح يكون بالنسبة إليكم غريبا جدا الشك في كلام الله عز وجل ، قال الله تعالى في القرآن الكريم : (( وإذ قلنا للملائكة )) (( وإذ قلنا لموسى )) إلى آخره ، هل هذا القول بلفظه ومعناه ؟ أم بالمعنى دون اللفظ ؟ هنا لا يسعك أن تتأرجح كما فعلت من قبل ، لكن الذي أريد أن أقول الآن : هذا يفتح الباب للأشاعرة والماتريدية الذين يتبنون هذا التفصيل : إنه لا يلزم من أن يقال : قال فلان ، أي : بلفظه ومعناه وإنما المعنى فقط ، من هنا دخل الشيطان في الأشاعرة قديما والماتريدية حينما قالوا بماذا ؟ بالكلام النفسي ، بالكلام النفسي ، أي : هذا القرآن هو ليس كلام الله ، هذا كلام نفسي ، وأنما المعنى هو من الله عز وجل واضح لك هذا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : وما أظن مسلما يتبنى منهج السلف الصالح إلا ويعتقد كما هو مقرر في كتب العقيدة أن من عقائد السلف الصالح : أن القرآن كلام الله بحرفه ومعناه ، لفظا ومعناً ، وأنه كلام مسموع ، فإذا ما قيل في الأحاديث القدسية ما قيل ، ثم تسرب هذا القيل إلى الأحاديث النبوية ، أوصلنا هذا إلى أن نقول بقولة الماتريدية والأشاعرة ، نعم هذا كلام الله ، وكلام الله غير مخلوق ويعنون الكلام النفسي ، ليه ؟ لإنه قولنا : قال فلان لا يعني أنه كلامه وإنما هو المعنى فقط ، لا ، الحقيقة التي يجب أن نقف عندها : أن الأصل في كل كلام ينسب إلى شخص أن يكون هو لفظه ومعناه منه ، أما قد يعتوله ويحيط به ما يجعلنا أن نشك في أنه هو من قوله ، هذا شيء آخر ، هذا شيء عارض ، لكن الأصل حينما نقول : قال فلان هذا قوله لفظا ومعناً ، حينما نقول : قال الشاعر هذا لفظا ومعناً ، حينما نقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم لفظا ومعناً ، حينما نقول : قال الله لفظًا ومعنى.