ما المراد بعلم الغيب الذي استأثر الله به لنفسه ؟ حفظ
السائل : ما المراد بعلم الغيب الذي استأثر الله به نفسَه ؟
الشيخ : يسجل السؤال ؟ أنا أخشى أن يكون في السؤال قصورا ، ولكن الكل ملاحظ أن لكل سؤال جوابا ، فأقول : علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه دون الناس جميعا ، إنما هو العلم الذاتي ... المقصود : أن هذا الموصوف بهذه الصفة يعلم الأمور الغيبية بدون واسطة تصدر من غيره ، البشر مثلًا : كالأنبياء ، والرسل ، وغيرهم من الأولياء والصالحين ، وغيرهم حتى من الكفار ، هؤلاء إن اطَّلعوا على شيء ما يعتبر من علم الغيب ، فإنما هو بواسطة الوسائل التي خلقها الله وذلّلها لهم ، لولا هذه الوسائط التي خلقها الله ما كان لأحد أن يعلم ما وراء هذا الجدار ، وحينئذ فلا فرق بين من يعلم بواسطة أو بأخرى ما وراء هذا الجدار ، أو ما وراء ذاك الجبل ، أو ما وراء الأجبل الكثيرة والكثيرة جدا ، أو يعلم ، أو يعلم مافي جوف الأرض ، أو ما في أعالي السماء ، إذ كل ذلك إنما يكون بواسطة من تلك الوسائط التي خلقها الله وذللها للناس جميعا . ولابد هنا من لفت النظر لتحقيق الأمر : أن هذه الوسائط منها -وهي أقلها- يختصّ بها عباد الله الصالحون ، وبخاصة منهم الرسل ، لأن ذلك مما يخصّ الله عز وجل به عباده هؤلاء ، وقد أشار إلى ذلك عز وجل بقوله : (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا إلا من ارتضى من رسول )) ، فالرسل لا يعلمون الغيب ، لأن هذا الغيب هو الذي تفرّد الله عز وجل بعلمه كما صرّح بأكثر من آية في القرآن الكريم بذلك ، فلما تعرّض لبيان هذه الخصوصية التي خصّ الله بها الرسل ، قال في حقهم : (( فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول )) ، قد يظهر على بعض الغيب من ليس رسولا ، بل وقد لا يكون نبيا ، وإنما يكون مؤمنا صالحا ، ولكن اطلاعه على هذا الغيب إنما يكون من قبيل الإلهام ، وليس من قبيل الوحي ، والفرق بين الوحي وبين الإلهام : أن الوحي معصوم عن الخطأ ، والموحى إليه ينبئ عما ينبئ عنه متيقنا أنه سيكون كذلك ، أما الذي ألهم بشيء ما فهو يغلب على ظنه أن يكون الأمر كما جاءه الإلهام ، لكنه لو قيل له : أتقطع بذلك ؟ يقول : هذا الذي ألهمت به والله أعلم .
الشيخ : يسجل السؤال ؟ أنا أخشى أن يكون في السؤال قصورا ، ولكن الكل ملاحظ أن لكل سؤال جوابا ، فأقول : علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه دون الناس جميعا ، إنما هو العلم الذاتي ... المقصود : أن هذا الموصوف بهذه الصفة يعلم الأمور الغيبية بدون واسطة تصدر من غيره ، البشر مثلًا : كالأنبياء ، والرسل ، وغيرهم من الأولياء والصالحين ، وغيرهم حتى من الكفار ، هؤلاء إن اطَّلعوا على شيء ما يعتبر من علم الغيب ، فإنما هو بواسطة الوسائل التي خلقها الله وذلّلها لهم ، لولا هذه الوسائط التي خلقها الله ما كان لأحد أن يعلم ما وراء هذا الجدار ، وحينئذ فلا فرق بين من يعلم بواسطة أو بأخرى ما وراء هذا الجدار ، أو ما وراء ذاك الجبل ، أو ما وراء الأجبل الكثيرة والكثيرة جدا ، أو يعلم ، أو يعلم مافي جوف الأرض ، أو ما في أعالي السماء ، إذ كل ذلك إنما يكون بواسطة من تلك الوسائط التي خلقها الله وذللها للناس جميعا . ولابد هنا من لفت النظر لتحقيق الأمر : أن هذه الوسائط منها -وهي أقلها- يختصّ بها عباد الله الصالحون ، وبخاصة منهم الرسل ، لأن ذلك مما يخصّ الله عز وجل به عباده هؤلاء ، وقد أشار إلى ذلك عز وجل بقوله : (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا إلا من ارتضى من رسول )) ، فالرسل لا يعلمون الغيب ، لأن هذا الغيب هو الذي تفرّد الله عز وجل بعلمه كما صرّح بأكثر من آية في القرآن الكريم بذلك ، فلما تعرّض لبيان هذه الخصوصية التي خصّ الله بها الرسل ، قال في حقهم : (( فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول )) ، قد يظهر على بعض الغيب من ليس رسولا ، بل وقد لا يكون نبيا ، وإنما يكون مؤمنا صالحا ، ولكن اطلاعه على هذا الغيب إنما يكون من قبيل الإلهام ، وليس من قبيل الوحي ، والفرق بين الوحي وبين الإلهام : أن الوحي معصوم عن الخطأ ، والموحى إليه ينبئ عما ينبئ عنه متيقنا أنه سيكون كذلك ، أما الذي ألهم بشيء ما فهو يغلب على ظنه أن يكون الأمر كما جاءه الإلهام ، لكنه لو قيل له : أتقطع بذلك ؟ يقول : هذا الذي ألهمت به والله أعلم .