ما حكم ذكر الله جماعات بصوت واحد، حيث أن حديث الملائكة السيّاحة يوحي بهذا المعنى ، وهل يؤجر من جلس معهم بغير غرض ذكر الله جماعة ؟ حفظ
السائل : والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين ، إلى فضيلة الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، طبعا في مقدمة كتبت بالسؤال ، فيما يختص بحديث الملائكة السيّاحة الطويل ، يوحي لنا معنى الحديث بأنهم كانوا يذكرون الله جماعات بصوت واحد ، فما هو وجه تفسير هذا المعنى ، وهل يؤجر الرجل الجالس معهم ولو جلس لغرض غير ذكر الله ؟!
الشيخ : أما أن يؤجر فلا يا أخي ، لكن يرجى أن يؤجر حينما يحضر هذا المجلس فيطيب المجلس له ، فتتغير نيته السابقة التي حضرها غير قاصد العبادة ، فيصبح الحضور بعد ذلك بعبادة ، فيكتب له الأجر ، أما إن تصورنا أنه حضر في أول الجلسة إلى آخرها هكذا لمصلحة مادية مثلا ، أو ليرى شخصا من الجالسين ، فإن الرسول يقول : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) ، فليس له أجر ، أما ما يتعلق بأول السؤال وهو : أنه يبدو أن هؤلاء كانوا يذكرون جماعة وبصوت واحد ، فهذا يا أخي إنما يأتي من الوهم القائم بسبب وجود مثل هذه المجالس التي يُرفع فيها ذكر الله ، يرفع فيها الأصوات في ذكر الله عز وجل جماعيا ، لكن السلف الصالح ما يعرفون مثل هذا الرفع وبصوت واحد ، نحن نذكر أحاديث صحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم ينكر في غير ما حديث رفع الصوت بالذكر ، حتى ولو كان صوتا واحدا ، إلا في مواطن خاصة كالتلبية ونحو ذلك فهذا شيء آخر ، فمن ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في موطأ الإمام مالك وغيره أنه قال : ( يا أيها الناس !! كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة ، فتؤذوا المؤمنين ) ، ( لا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة ) وفي لفظ : ( بالقرآن ، فتؤذوا المؤمنين ) ، لذلك ما جرى عرف المتأخرين من الذكر جماعيا في بعض المواطن مثل مثلا التهليلات العشر بعد صلاة المغرب وصلاة الفجر جماعيا ، أولا : رفع الصوت هذا غير مشروع كما سمعت من الحديث السابق . ثانيا : الاجتماع على رفع الصوت بصوت واحد هذا مع أنه لم يكن في زمن السلف يوم قال الرسول عليه السلام هذا الحديث الطويل ، كانوا يستمعون لذكر الله تبارك وتعالى إما بتلاوة قرآن أحدهم يقرأ والآخرون يسمعون ، على منهج قوله عليه الصلاة والسلام حينما قال مرة لأبي بن كعب ، وأخرى لعبدالله بن مسعود : ( اقرأ عليّ القرآن ، قال : اقرأ عليك القرآن وعليك أنزل ؟! قال : إني أحب أن أسمعه من غيري ) ، هكذا كان السلف أحدهم يقرأ والآخرون يسمعون ، أحدهم عالم يشرح بعض الكلمات أو بعض الآيات والآخرون أيضا يسمعون ، وهكذا ، أما أن يقرؤوا القرآن بصوت واحد ، أما أن يذكروا الله عز وجل بصوت واحد ، فهذا من أنكر المنكرات التي دخلت على المسلمين المتأخرين ، لقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم رفع الصوت ليس في المسجد فقد قدّمت لكم آنفا قوله : ( يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة ) ، لكنه في الصحراء في البرية في العراء أنكر على الصحابة وهم يرفعون أصواتهم بالذكر ، ذلك كما قال أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه كما في صحيح البخاري ومسلم : " كانوا في سفر فكانوا إذا علو شرفا أي جبلا كبروا الله عز وجل ، وإذا هبطوا واديا سبحوا الله عز وجل قال أبو موسى : فكنا نرفع أصواتنا " ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم ، إن من تدعونه ليس بأصم ولا غائب ، إنما تدعون سميعا بصيرا ، إنما تدعون من هو أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته إليه ) ، إلى آخر الحديث ، الشاهد قال : اشفقوا على أنفسكم وهم يرفعون أصواتهم في الصحراء ، لأن الذي تدعونه سميع قريب مجيب إلى آخره ، ولذلك فهذا الفهم لحديث الملائكة وحضور المجالس في الذكر وأنهم كانوا في هذا المجلس يرفعون أصواتهم ، هذا فهم بدعي ، لا يعرفه علماء السلف إطلاقا ، ولذلك فلا ينبغي أن يفسر الحديث بهذا التفسير. غيره ؟
الشيخ : أما أن يؤجر فلا يا أخي ، لكن يرجى أن يؤجر حينما يحضر هذا المجلس فيطيب المجلس له ، فتتغير نيته السابقة التي حضرها غير قاصد العبادة ، فيصبح الحضور بعد ذلك بعبادة ، فيكتب له الأجر ، أما إن تصورنا أنه حضر في أول الجلسة إلى آخرها هكذا لمصلحة مادية مثلا ، أو ليرى شخصا من الجالسين ، فإن الرسول يقول : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) ، فليس له أجر ، أما ما يتعلق بأول السؤال وهو : أنه يبدو أن هؤلاء كانوا يذكرون جماعة وبصوت واحد ، فهذا يا أخي إنما يأتي من الوهم القائم بسبب وجود مثل هذه المجالس التي يُرفع فيها ذكر الله ، يرفع فيها الأصوات في ذكر الله عز وجل جماعيا ، لكن السلف الصالح ما يعرفون مثل هذا الرفع وبصوت واحد ، نحن نذكر أحاديث صحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم ينكر في غير ما حديث رفع الصوت بالذكر ، حتى ولو كان صوتا واحدا ، إلا في مواطن خاصة كالتلبية ونحو ذلك فهذا شيء آخر ، فمن ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في موطأ الإمام مالك وغيره أنه قال : ( يا أيها الناس !! كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة ، فتؤذوا المؤمنين ) ، ( لا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة ) وفي لفظ : ( بالقرآن ، فتؤذوا المؤمنين ) ، لذلك ما جرى عرف المتأخرين من الذكر جماعيا في بعض المواطن مثل مثلا التهليلات العشر بعد صلاة المغرب وصلاة الفجر جماعيا ، أولا : رفع الصوت هذا غير مشروع كما سمعت من الحديث السابق . ثانيا : الاجتماع على رفع الصوت بصوت واحد هذا مع أنه لم يكن في زمن السلف يوم قال الرسول عليه السلام هذا الحديث الطويل ، كانوا يستمعون لذكر الله تبارك وتعالى إما بتلاوة قرآن أحدهم يقرأ والآخرون يسمعون ، على منهج قوله عليه الصلاة والسلام حينما قال مرة لأبي بن كعب ، وأخرى لعبدالله بن مسعود : ( اقرأ عليّ القرآن ، قال : اقرأ عليك القرآن وعليك أنزل ؟! قال : إني أحب أن أسمعه من غيري ) ، هكذا كان السلف أحدهم يقرأ والآخرون يسمعون ، أحدهم عالم يشرح بعض الكلمات أو بعض الآيات والآخرون أيضا يسمعون ، وهكذا ، أما أن يقرؤوا القرآن بصوت واحد ، أما أن يذكروا الله عز وجل بصوت واحد ، فهذا من أنكر المنكرات التي دخلت على المسلمين المتأخرين ، لقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم رفع الصوت ليس في المسجد فقد قدّمت لكم آنفا قوله : ( يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة ) ، لكنه في الصحراء في البرية في العراء أنكر على الصحابة وهم يرفعون أصواتهم بالذكر ، ذلك كما قال أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه كما في صحيح البخاري ومسلم : " كانوا في سفر فكانوا إذا علو شرفا أي جبلا كبروا الله عز وجل ، وإذا هبطوا واديا سبحوا الله عز وجل قال أبو موسى : فكنا نرفع أصواتنا " ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم ، إن من تدعونه ليس بأصم ولا غائب ، إنما تدعون سميعا بصيرا ، إنما تدعون من هو أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته إليه ) ، إلى آخر الحديث ، الشاهد قال : اشفقوا على أنفسكم وهم يرفعون أصواتهم في الصحراء ، لأن الذي تدعونه سميع قريب مجيب إلى آخره ، ولذلك فهذا الفهم لحديث الملائكة وحضور المجالس في الذكر وأنهم كانوا في هذا المجلس يرفعون أصواتهم ، هذا فهم بدعي ، لا يعرفه علماء السلف إطلاقا ، ولذلك فلا ينبغي أن يفسر الحديث بهذا التفسير. غيره ؟