في حديث ابن عباس في رواية النسائي قال : ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثمانيا جميعا وسبعا جميعا ) قال في هذه الرواية : ( أخر الظهر وعجل العصر وأخر المغرب وعجل العشاء ) ؟ فهل هذه الرواية من تفسير ابن عباس وهل يعمل بها ؟ حفظ
الشيخ : نعم
السائل : هنا الإشكال الذي عندي وأريد منك أن تجيب عليه يعني جزاك الله خير
الشيخ : وإلى الآن ما فعلت ؟!
السائل : لا الإشكال الذي سأذكره لك الآن
الشيخ : وهو ؟
السائل : وهو في حديث ابن عباس في رواية النسائي قال : ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثمانيا جميعا وسبعا جميعا ) قال في هذه الرواية : ( أخر الظهر وعجل العصر وأخر المغرب وعجل العشاء ) ؟!
الشيخ : من الذي قال سامحك الله
السائل : هذه الرواية لم يصرح من الذي قال ، لكن السياق يعني أن ابن عباس هو القائل !
الشيخ : ليس هو !
السائل : إذاً من يا شيخ ؟
الشيخ : هو أبو الشعثاء ، وقيل له ، وقيل له : أليس كذلك ؟ قال : " وأنا أظن أنه كذلك " ، ما قرأت هذه الرواية ؟
السائل : قرأتها يا شيخ في الإرواء ، نعم يا شيخ
الشيخ : طيب ياشيخ الله يهدينا وإياكم اجمع بين الروايات تتحصل على الحقيقة من مجموعها وليس من فرد من أفرادها
السائل : طيب يا شيخ ألا يمكن أن يقال : بأن يعني هذه الرواية التي عندي الآن عند النسائي يعني كما هي في الظاهر الآن أنها من قول ابن عباس ؟
الشيخ : لا يؤخذ بالظاهر دائما
السائل : نعم يا شيخ لكن سأقول لك ألا يمكن أن يقال : بأنه يعني ثبت في كلام ابن عباس وكذلك من كلام أبي الشعثاء ؟
الشيخ : ما الذي ثبت من كلام ابن عباس ؟
السائل : أخر الظهر وعجل العصر
الشيخ : إي وإيش معنى : أخر الظهر ؟ ما دام ما اقتنعت بقولي : إنه هذا ليس من كلام ابن عباس ، من كلام أبي الشعثاء ؟ وإنما أنت لا تزال تدندن على افتراض أنه من كلام ابن عباس وهذا خطأ ، وهذا خطأ ، خطأ من ناحية الرواية لا يجوز لطالب العلم أن يقف عند رواية ويغمض عينه الأخرى عن الرواية الأخرى ، لا يجوز هذا ، مع ذلك نمشي معك خطوة أخرى فنقول لك : هل هنا أنه لم يجمع بين الصلاتين في وقت إحداهما ؟!
السائل : لا طبعا ، الأفضل ليس كذلك
الشيخ : فإذاً ماذا تقول في الجمع في السفر ؟
السائل : الجمع في السفر ؟!
الشيخ : آه ، هل هو جمع صوري ؟
السائل : لا جمع حقيقي
الشيخ : وما تقول في الجمع في المطر هل هو جمع صوري ؟
السائل : جمع حقيقي
الشيخ : إذاً من أين نأتي بارك الله فيكم بهذه الاحتمالات كلها ، وهو يقول : " بدون سفر ولا مطر " ، أي إنه جمع الجمع المعروف في السفر والمطر بدون سفر ولا مطر وإنما رفعا للحرج ، وعلى كل حال هناك روايات أخرى تصرّح بأن الجمع كان بتأخير لا أقول عن حديث ابن عباس الآن ، جملة معترضة مبينة ، هناك أحاديث أخرى تصرّح : بأنه أخر الظهر إلى أول صلاة العصر فجمع بينهما ، وهذا في صحيح مسلم ، ولذلك فارفعوا من أذهانكم كلمة الجمع الصوري بالنسبة للسفر والمطر والحرج ، فهذا القيد لا أصل له أبدا في الشرع ، ثم هو يتنافى مع التعليل المذكور في الحديث : ألا وهو : " أراد ألا يحرج أمته " ، والبحث في هذا طويل وستراه إن شاء الله مطبوعا في المجلد السادس من سلسلة الأحاديث الصحيحة . والسلام عليكم