كيف ترد على الزرقاني صاحب * مناهل العرفان * الذي أنكر نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة واحتج بأن الليل يبقى على الأرض باستمرار إذا ذهب من مكان حل في مكان آخر وقال مستنكراً : فمتى يستوي على عرشه حقيقة كما تقولون ؟ حفظ
السائل : ينقل كلام عن الإمام الزرقاني صاحب * مناهل العرفان * يقول المجلد الثاني صفحة: مئتين وخمسة وتسعين ، بعد إيراده حديث النزول مخاطباً أهل السنة : " فكيف تأخذون بظاهر هذا الخبر مع أن الليل مختلف في البلاد باختلاف المشارق والمغارب وإذا كان ينزل لأهل كل أفق نزولاً حقيقيا في ثلث ليلهم الأخير فمتى يستوي على عرشه حقيقة كما تقولون ومتى يكون في السماء حقيقة كما تقولون مع أن الأرض لا تخلو من الليل في وقت من الأوقات ولا في ساعة من الساعات كما هو ثابت مسطور لا يماري فيه إلا جهول مأفون " .
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله .
الجواب : هذا السؤال أو هذه الشبهة أو الإشكال نابع من قياس الخالق على المخلوق وهو أفسد قياس على وجه الأرض .
السائل : - يا شيخ صار مشكل مع الجيران فأخذوه معهم عشان يتصالحوا فيتأسف - .
الشيخ : خير إن شاء الله أفسد قياس على وجه الأرض ومن مثله قامت مشكلات علم الكلام والتأويل هذه مقدمة وجيزة وبيان ذلك أنه كما لو قال قائل : كيف تقولون بأن الله عز وجل يعلم السر وأخفى ويعلم كل الحركات والسكنات هذا في لحظة واحدة وهذا أمر مستحيل هذا كذاك تماماً .
السائل : بل أشد .
الشيخ : ناشئ من قياس الخالق على المخلوق من قياس العليم بكل شيء على الجاهل بكل شيء من قياس القادر على كل شيء والعاجز .
على عرشه إذا كان ينزل في الثلث الأخير من الليل وكما قال في كل لحظة ليلٌ على وجه الأرض هذا الإشكال
أقول : إن الله عز وجل هو مستو على عرشه ولا يلزم من نزوله في الثلث الأخير أن ينزل عن عرشه لأن هذا اللازم نشأ من قياس الخالق على المخلوق كما قلنا والقادر على العاجز والإمام مالك رحمه الله .
السائل : شيخ لو تكرمتم ... .
الشيخ : رحمه الله ورضي عنه قد سن تلك السنة الحسنة حينما رد على ذاك السائل سؤاله حين قال : " يا مالك (( الرحمن على العرش استوى )) كيف استوى ؟ قال : الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة " ونحن بعد ذلك الكلام والبيان نوجز الجواب فنقول : النزول معلوم والكيف مجهول والسؤال عن الكيف هو بدعة إن لم يكن كفرا صريحا هذا آخر الجواب عن هذا السؤال .
السائل : أكرمك الله يا شيخ .