طلب أحد الحاضرين من الشيخ توضيح مسألة العمليات الانتحارية ، وفيه توضيح الشيخ لحكم الانتحار وخطورته وحكم فاعله مطلقا . حفظ
السائل : في سؤال آخر بس عشان نفتح مجال لإخواننا ويا ريت ما تطولش علينا بالجواب بلاش بعدين يوجدوا في أنفسهم منا .
الشيخ : بس أنا هلأ بسمع جاري ، بقول : أنو ها اللي سأل السؤال وصاني ونحن خارجون من المسجد أنك اشرح ، هلأ بيقول لي : طولت !!
السائل : بيسلبها شيخنا .
سائل آخر : جزاه الله خير ، هذا قصده شيخنا أنه يعني بيجوز وما بيجوز بس يعني بصورة متطورة أكثر .
الشيخ : هذه مشكلة وضع حدود ، لأ هو مشكلة وضع حدود مادية للأفكار العلمية النظرية ، هذا شيء من أصعب الأمور ، فما هو حده ؟ والله طول بنطول إي طولت يا أخي !! .
السائل : طول بارك الله فيك بس بدنا كمان نفتح مجال .
الشيخ : طيب يالله أعط الدور بقى تفضلوا شو عندكم ؟
السائل : نكمل السؤال الثاني اعذرونا !!
الشيخ : ههههه أما هاي غريبة هاي .
السائل : السؤال هو : إذا بدكاش سجل يعني إذا بدك تجاوبه بارك الله فيك ، اسمحوا لنا يا إخواننا ذكرت في جلسة سابقة : ما أجزت العمليات الانتحارية
الشيخ : إي نعم
السائل : العمليات الانتحارية ما أجزتها فبدنا توضيح بسيط بارك الله فيك ? وهل يستطيع الرجل أو المرأة أن يخرج للجهاد لعدم سماح والديه له ؟
الشيخ : أنا في ظني بالنسبة للعمليات الانتحارية ، تكلمت أكثر من مرة بشيء من التفصيل ، لكن المشكلة أن المجالس تختلف تارة نوجز ، تارة نفصل ، من المعلوم عند العلماء جميعا دون خلاف بينهم أنه لا يجوز للمسلم أن ينتحر انتحارا بمعنى : خلاصا من مصائب ، من ضيق ذات اليد ، من مرض ألم به ، حتى صار مرضا مزمنا ، ونحو ذلك ، فهذا الانتحار للخلاص من مثل هذه الأمور بلا شك أنه حرام ، وأن هناك أحاديث صحيحة في البخاري ومسلم : ( أن من قتل نفسه بسم أو بنحر نفسه - أو نحو ذلك - بأنه لا يزال يعذب بتلك الوسيلة يوم القيامة ) ، حتى فهم بعض العلماء بأن الذي ينتحر ، يموت كافرا ، لأنه ما يفعل ذلك إلا وقد نقم على ربه عز وجل ما فعل به من مصائب لم يصبر عليها ، المسلم بلا شك لا يصل به الأمر إلى أن يفكر في الانتحار ، فضلا عن أن ينفذ فكرة الانتحار ، ذلك لأن المسلم وهنا مثال للموضوع السابق : أن العلم يجب أن يقترن به العمل ، وإذا كان ليس هناك علم صحيح ، فلا عمل صحيح ، حينما يعلم المسلم ويربى المسلم على ما جاء في الكتاب والسنة تختلف ثمرات انطلاقاته في الحياة الدنيا ، وتختلف أعماله فيها عن أعمال الآخرين الذين لا أقول : لم يؤمنوا بالله ورسوله ، لا ، آمنوا بالله ورسوله ، ولكن ما عرفوا ما قاله الله ورسوله ، فمما قال الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم : ( عجبٌ أمر المؤمن كله ، إن أصابته سراء حمد الله وشكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء ، صبر فكان خيرا له ، فأمر المؤمن كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن ) ، فمن أصابه مرض مزمن ، من أصابه فقر مدقع وهو مؤمن ما بتفرق معه ، إن كان صحيح البنية أو كان عليلها ، إن كان غني المال أو كان فقيره ، ما بتفرق معه ، لأنه كما يقال في بعض الأمثال العامية : " هو كالمنشار " ، على الطالع وعلى النازل هو مأجور ، يأكل الحسنات إن أصابته سراء شكر الله عز وجل ، فأثيب خيرا ، وإن أصابته ضراء ، صبر فكان خيرا له ، من الذي إذًا ينتحر ؟ هذا في الغالب لا يكون مؤمنا ، لكن يمكن نستطيع أن نتصور أن مسلما ما : أصابته نوبة فكر انحرف به ، فانتحر ، هذا يمكن أن يقع لهذا الإمكان ، ولهذا الاحتمال ، ما نقول نحن : يقينا هذا ليس مؤمنا ، فهذا كتارك الصلاة الجاحد لشرعيتها : إذا مات مسلم اسمه أحمد بن محمد أو محمد بن زيد أو ما شابه ذلك ، لكن كان معلوما بإنكاره للصلاة بإنكاره لشرائع الإسلام هذا إذا مات ، لا يدفن في مقابر المسلمين ، كذلك بالنسبة لمن انتحر وعرف أنه انتحر ، نقم على الله عز وجل ما أحلَّ به من مصائب ، أما قلنا بأنه يمكن أنه تصيبه نوبة عصبية فكرية فينتحر ، لهذا الاحتمال لا نقول نحن : أن كل من انتحر فهو كافر ، ولا يدفن في مقابر المسلمين