ما حكم ما يسمى بالعمليات الانتحارية ، أو العمليات الاستشهادية كما يسميها البعض ؟ حفظ
الشيخ : الآن نأتي إلى إيش الانتحارية ؟!
الطالب : العمليات الانتحارية
الشيخ : العمليات الانتحارية : هذه عرفناها من اليابانيين وأمثالهم حينما كان الرجل يهاجم باخرة حربية أمريكية مثلا بطائرته ، فينفجر مع طائرته ، ولكن يقضي على الجيش الذي هو في تلك الباخرة الحربية الأمريكية مثلا ، نحن نقول : العمليات الانتحارية في الزمن الحاضر الآن كلها غير مشروعة ، وكلها محرمة ، وقد تكون من النوع الذي يخلد صاحبه في النار ، وقد تكون من النوع الذي لا يخلد صاحبه في النار ، كما شرحت آنفا ، أما أن يكون عملية الانتحار قربة يتقرب بها إلى الله : اليوم إنسان يقاتل في سبيل أرضه ، في سبيل وطنه ، هذه العلميات الانتحارية ليست إسلامية إطلاقا ، بل أنا أقول اليوم : ما يمثل الحقيقة الإسلامية وليس الحقيقة التي يريدها بعض المسلمين المتحمسين ، أقول : اليوم لا جهاد في الأرض الإسلامية إطلاقا ، هناك قتال ، هناك قتال في كثير من البلاد ، أما الجهاد يقوم تحت راية إسلامية ، ويقوم على أساس أحكام إسلامية ، ومن هذه الأحكام أن الجندي لا يتصرف برأيه ، لا يتصرف باجتهاد من عنده ، وإنما هو يأتمر بأمر قائده ، وهذا القائد ليس هو الذي نصب نفسه قائدا ، وإنما هو الذي نصبه خليفة المسلمين ، فأين خليفة المسلمين اليوم ؟! أين الخليفة بل الحاكم الذي رفع راية الإسلام ، ودعا المسلمين أن يلتفوا حوله ، وأن يجاهدوا في سبيل الله عز وجل ؟! هذا لا وجود له ، فما دام أن هذا الجهاد الإسلامي يفترض أن يكون تحت راية إسلامية ، هذه الراية الإسلامية لا وجود لها ، فإذًا جهاد إسلامي لا وجود له ، إذًا انتحار إسلامي لا وجود له ، أنا أعني انتحارا قد كان معروفا من قبل في عهد القتال بالحراب وبالسيوف وبالسهام ، نوع من هذا القتال كان يشبه الانتحار ، مثلا : حينما يهجم فرد من أفراد الجيش بسيفه على كردوس ، على جماعة من الكفار المشركين : فيعمل فيهم ضربا يمينا ويسارا ، هذا في النادر قل ما يسلم ، فهل يجوز له أن يفعل ذلك ؟ نقول : يجوز ولا يجوز ، إذا كان قائد الجيش المسلم هو في زمن الرسول هو الرسول عليه السلام ، إذا أذن له ، جاز له ذلك ، أما أن يتصرف بنفسه ، فلا يجوز له ، لأنها مخاطرة ومغامرة ، إن لم نقل مقامرة تكون النتيجة خاسرة لا يجوز إلا بإذن الحاكم المسلم ، أو الخليفة المسلم ، لم ؟ لأن المفروض في هذا الخليفة المسلم أنه يقدر الأمور حق قدرها ، فهو يعرف متى ينبغي أن يهجم مثلا مئة من المسلمين على ألف ، أو أقل أو أكثر فيأمرهم بالهجوم ، وهو يعلم أنه قد يقتل منهم عشرات لكن يعرف أن العاقبة هي للمسلمين ، فإذا قائد الجيش المسلم ، المولَّى لهذه القيادة من الخليفة المسلم : أمر جنديا بطريقة من طرق الانتحار العصرية ، يكون هذا نوع من الجهاد في سبيل الله عز وجل ، أما انتحار باجتهاد شاب متحمس ، كما نسمع اليوم مثلا أفراد يتسلقون الجبال ، ويذهبون إلى جيش من اليهود ويقتلوا منهم عددا ، ثم يقتلون ، ما الفائدة من هذه الأمور ؟! هذه تصرفات شخصية لا عاقبة لها في صالح الدعوة الإسلامية إطلاقا ، لذلك نحن نقول للشباب المسلم : حافظوا على حياتكم ، بشرط أن تدرسوا دينكم وإسلامكم ، وأن تتعرفوا عليه تعرفا صحيحا ، وأن تعملوا به في حدود استطاعتكم ، هذا العمل ولو كان بطيئا ولو كان وئيدا فهو الذي سيثمر الثمرة المرجوة التي يطمع فيها كل مسلم اليوم ، مهما كانت الخلافات الفكرية أو المنهجية قائمة بينهم ، كلهم متفقون على أن الإسلام يجب أن يكون حاكما ، لكن يختلفون في الطرق كما ذكرت أولا ، ( وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ) .