كيف الرد على من يستدل بقوله تعالى : (( إن الساعة آتية أكاد أخفيها )) على أن علم الساعة لم يختص بعلمه الله عز وجل ؟ حفظ
السائل : في أحد النقاش مع أحد الأشخاص اعترض ، لم يعترض ولكن جاب آيتين من القرآن : (( إن الله عنده علم الساعة )) ، وعلى الآية التي في سورة الإسراء على ما أعتقد : (( إن الساعة آتية أكاد أخفيها )) ، فقال : إنو عنده مثلا هذا المسجل عند شخص ، هذا لا يعني أنه لا يوجد عند شخص آخر ، وأكاد أخفيها لم يقل : أخفيها ، فأكاد تعني بالتقريب ، يعني ليست مخفية كليا فما عرفت شو أجاوب ذاك الوقت ؟
الشيخ : أنت والله مش ضروري تجاوب ، ههههه أنت مش ضروري تجاوب ، أنت ضروري أنك تعرف
وأنا بقول : بها المناسبة أريحوا أنفسكم من النقاش والجدال مع الناس ، لأنكم ستقعون ولا شك في ورطة أو في ورطات مع الناس ، وستضطرون أن تجيبوا بآرائكم التي ليست قائمة على العلم ، هذه يعني كلمة خارجة عن السؤال
لكن الحقيقة أنا ما فهمت إيش يعني معنى هذا الشخص الذي بتقول : إنو بالنسبة لآية : (( أكاد أخفيها )) ، والآية الأولى إيش هي ؟
السائل : (( إن الله عنده علم الساعة ))
الشيخ : (( علم الساعة )) إي يعني بيقول : إنو فيه تعارض بينها وبينها ولا إيش ؟
السائل : أو يعني إنو علم الساعة مش وارد كليا عند الله لحاله في علم الغيب ، إنو مطلع عليه .
الشيخ : وحدة وحدة هيك بيعني يعني ؟
السائل : إنو علم الساعة موجود يعني .
الشيخ : طيب ، يعني هو بيعتقد أن أحد من البشر يعلم متى تقوم الساعة ؟
السائل : على ما أعتقد هيك هو بيستنتج من هذه الآية : إنو علم الساعة لم ينفرد به ..
الشيخ : طول بالك وحدة وحدة ، وحدة وحدة أنت فهمت منه أنه بيعتقد أن أحد من البشر يعلم متى تقوم الساعة ؟
السائل : إي نعم .
الشيخ : من أين ؟
السائل : درجة البشر لكن علم الساعة مش محدود عند الله فقط ، يعني شخص ممكن يكون من الملائكة أو البشر أو يعني .
الشيخ : شو عرفه ؟
السائل : يقول لك الآية : (( عند علم الساعة )) وفسر : عنده علم الساعة : مثلا عنده شيء ، وهذا لا يعني أنه لا يوجد عندي مثلا شيء .
الشيخ : طيب ، وهل يعني أنه يوجد عندك ؟ ما فهمت عليَّ ؟! لا يعني أنه مش موجود عندك لكن هل يعني أنه موجود عندك ؟
السائل : لا شيخ ، بارك الله فيك ، السؤال كيف ؟ يقول الرجل : باعتبار يعني الساعة من الغيبيات التي لا يعملها إلا الله ، فالرجل بمعنى الآية قال : (( أكاد أخفيها )) أي لا يمكن .
الشيخ : خلينا خلينا بالآية الأولى ، لأنه هو عم ينقل هكذا ، فأنت عندك شيء ؟ الآية الثانية بنحكي فيها
السائل : نعم
الشيخ : هو عم يقول إنو : (( عنده علم الساعة ))
السائل : نعم
الشيخ : عم يقول : إنو هذا لا يعني إنو هو عنده ما عند غيره ، نحن بنسلم جدلا هيك
السائل : لا مو هيك بارك الله فيك
الشيخ : طول بالك ، طول بالك الله يهديك ، أنت بدأت بالآية الثانية ، نحن بدأنا بالآية الأولى فأنت إذا عندك كلام في الآية الأولى تكلم .
السائل : الأولى إحنا ردنا على الثانية كان ، بارك الله فيك .
الشيخ : معليش يا أخي ، أنا بسألك من أين أخذ إنو يمكن لبشر أن يعرف متى تقوم الساعة ؟
السائل : من الآية التي في سورة طه : (( أكاد أخفيها )) .
الشيخ : والآية الأولى الله يهديك .
السائل : نحن جبناها رد عليه : (( إن الله عند علم الساعة )) .
الشيخ : لكن هو عم يؤول لك إياها بغير هذا التأويل
السائل : كأنه هو أخطأ ...
الشيخ : طيب الله يهديك ، فإذًا انتهينا من الآية الأولى ، الله يهدينا وإياكم ، طيب .
السائل : يعني كلمة (( أكاد )) بارك الله فيك .
الشيخ : طول بالك يا أخي الله يهديك ، الآية الأولى إذًا ما ينبغي أنه نبحث حولها بها الطريقة التي هو حكاها آنفا
السائل : نعم
الشيخ : طيب ، الآية الثانية إيش معناها ؟
السائل : هو الرجل يقول : بالنسبة لآية : (( أكاد أخفيها )) أي : يعني أنه ليس مجزوما إنه عملها عند الله نحددها يمكن يعملها واحد آخر.
الشيخ : شو الدليل ؟
السائل : (( أكاد أخفيها )) يعني ، أكاد .
الشيخ : طولوا بالكم الله يهديكم ، يعني هذا اللي أنتم عم تفهموه ، أنا ما ني فهمانه منه ؟!! أما هذا أمر عجيب !! (( أكاد أخفيها ))
السائل : نعم
الشيخ : خلينا نقف بقى عندها ، يعني هو ما أخفاها مو هيك معنى الآية ؟ طيب ، نحن نسأل هذا الإنسان لماذا قال : يعني (( أكاد أخفيها )) لماذا قال : (( أكاد أخفيها )) ، وما قال : أخفيتها ؟ لماذا قال : (( أكاد أخفيها )) ؟ ما يدري ، فإذًا هو يتكلم حول آية لا يعرف معناها ، الآن الآية هاي نتركها جانبا وسأعود لبيان معناها الذي لا يفيده شيئا بالنسبة لها المفهوم الخاطئ اللي بيقول : هاي معناها ممكن حدا يفهم متى الساعة ، ألم يقرأ في القرآن الكريم لا تأتيكم إلا فجأة .
السائل : بغتة .
الشيخ : (( إلا بغتة )) نعم ، مو في هيك بالقرآن ؟ طيب ها اللي يأتي بغتة في حدا بإمكانه يفهمها ؟
السائل : لا ما يستطيع .
الشيخ : إذًا هو أخذ الآية الأولى ، ونسي أو تناسى الآية الأخرى ، فما يأتي بغتة هو بمعنى فجأة طبعا ، لا يمكن لأحد أن يعرفها ، إذًا هذا رد على الرجل أنه لا يمكن لأحد من البشر أن يعلم متى الساعة ، أي : متى وقتها الأخير ، وهذا مصرح به في حديث جبريل الصحيح اللي إنو قال له متى الساعة ؟ قال : ( ما المسؤول عنها بأعلم بالسائل ، وسأخبرك أو أنبئك بأشراطها ) ، هذا الحديث تفسير لآية : (( أكاد أخفيها ))
السائل : نعم
الشيخ : (( أكاد أخفيها )) لأنه ما أخفى معالمها ، ما أخفى أشراطها ، ولذلك قال : (( أكاد أخفيها )) ، فلولا ها المقدمات التي ذكرها خاصة على حسب ما يفصل العلماء : أن أشراط الساعة فيها صغرى وفيها كبرى ، فكلما تأخر الزمن كلما قرب عهد قيام الساعة ، ولذلك كان تعبير القرآن بها الدقة : (( أكاد أخفيها )) هو ما أخفاها بالكلية ، بحيث إنه ماقدم بين يديها هذه الأشراط الصغرى أولا ، ثم الكبرى ثانيا ، فلا إشكال في الآية إطلاقا .