بيان الشيخ للعلة التي من أجلها لم يستمر الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاة القيام جماعة ، وبيان أن عمر عاد اليها لانتفاء تلك العلة . حفظ
الشيخ : لكن هنا لا بد من شيء من بيانه ، لماذا ترك الرسول فلم يستمر في إحياء هذه الليلة مع الجماعة ؟ قال : ( إني خشيت أن تكتب عليكم ) ، يعني خشي عليه الصلاة والسلام أنه لو استمر على إحياء ليالي رمضان جماعة ، أن يلقى في أذهان أصحابه أنها فريضة من الفرائض ، فترك ذلك لأن ترك الشيء يدل على أنه ليس بفرض ، ولذلك فالمسلم إذا ترك السنة ، وبخاصة أحيانا فلا إثم عليه ، أما الفرض فيأثم ولو مرة واحدة ، لذلك ترك الرسول عليه الصلاة والسلام ، وعمر من فقهه لما كان عليما بأن الشريعة انتهت بوفاته عليه السلام وختمت ، رجع إلى السنة الأولى التي هي صلاة التراويح جماعة ، وقد أيد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا التجميع لصلاة التراويح في رمضان بقوله عليه الصلاة والسلام ، حيث قال ما معنى الحديث : ( من صلى صلاة العشاء مع الإمام في رمضان ثم قام مع الإمام ، فكأنما قام الليل كله ) ثم قام مع الإمام ، فكأنما قام الليل كله ، إذًا صلاة الجماعة في التراويح سنة فعلية ، وسنة قولية ، فلا يصح لعادي الناس أنهم يقولوا : هذه بدعة ، فضلا عن أن يصح لمثل عمر الفاروق أن يقول : إن صلاة الجماعة في صلاة القيام في رمضان صلاة التراويح هي بدعة يعني لكم تكن من قبل ، حاشاه ، فإذًا هي بدعة نسبية كما ضربنا لكم مثلا آنفا : أحييت صلاة العيد في المصلى ، فهي رجوع إلى ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ، لكن بسبب ترك الناس لها ونسيانهم إياها ، أصبحت كأنها حينما أحييت أحدثت ، شيء حديث وشيء جديد ، لكنها هي السنة تماما ، فلعل في هذا بيان أن أثر عمر بن الخطاب هذا : " نعمت البدعة هذه " لا يتعارض بوجه من الوجوه مع عموم الأحاديث التي تحذر الأمة من الإحداث في الدين ، كمثله قوله عليه الصلاة والسلام : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) .