بعض الأئمة لما يريد أن يخطب مثلا أو يلقي كلمة يقول : قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فما حكمها ؟ حفظ
السائل : جزاكم الله خير يا شيخ ، بعض الأئمة لما بدو يخطب مثلا أو يلقي كلمة يقول : بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فما حكم هذا جزاك الله خير ؟
الشيخ : هذا بلا شك خطأ لفظي يقع فيه كثير من الخطباء والمدرسين والمرشدين والوعاظ ، يقول : قال الله تبارك وتعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (( ولتكن منكم أمة )) ، هذا كذب على الله ، وبعضهم قال : كما سمعتم ، قال الله عز وجل : بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (( ولتكن منكم أمة )) أو أي آية أخرى ، هذا خطأ فاحش كذب على الله من حيث لا يشعرون ، ليه ؟ لأن الله ما قال بعد أعوذ بالله كذا وكذا ، هو اللي عم يقول ، فالله ما قال معنى كما لو قال إنسان : قال الله عز وجل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت )) ، في هيك آية في القرآن ؟ ما في هيك آية ، لذلك ما ينسب إلى الله ما لم يقل الله عز وجل ، فلا فرق بين أن يقول : قال الله بعد أعوذ ، أو قال الله أعوذ كذا وكذا ، هذا كله خطأ .
السائل : يدخل في الآية رأسا .
الشيخ : أيوا أحسنت وهذا الذي أردت أن أقول ، من أين عرفنا هذا الخطأ ولماذا يخطئ هؤلاء الناس ؟! السبب أنهم ما عاشوا مع السنة ، قال عليه السلام : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي ) ، ( تركتم على بيضاء نقية ، ليلها كنهارها لا يضل عنها إلا هالك ) هاللي بيدرس السنة بيكون مغفل يصير يقظ ، بيكون جاهل بيصير عالم ، بيكون أحمق بيصير هادئ ، وهكذا ، لأن السنة كلها نور ، نجد الرسول عليه السلام إذا وعظ المسلمين ما بيقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، اذكروا مثلا معي خطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعملها أصحابه ، وكان يوم الجمعة لا تفوته : ( أما بعد فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة ، ولك بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا )) إلى آخره الآية الثانية والثالثة ، ما فيها أعوذ بالله من الشيطان ، ما في أعوذ بالله من الشيطان ، لذلك في هنا رسالة للحافظ السيوطي مفيدة جدا ، وهي موجودة في كتابه : * الحاوي للفتاوي * ، رسالة خاصة في هذا الموضوع ، يقول : " إنما تشرع الاستعاذة للتلاوة " ، هذا جاء سؤالك اللي أنت ضامنه ، وهو جاييك الجواب ، " يشرع الاستعاذة للتلاوة ، لا تشرع الاستعاذة للاستدلال " ، لأن الذي نزلت عليه (( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله )) هو ما كان يستعيذ لما يأتي بالآية يستدل بها ، إذًا السنة العملية تفسر القرآن الكريم ، وأقوال الرسول عليه السلام ، لذلك فالاستعاذة المشروعة هي بين يدي التلاوة ، يعني أنت الآن تريد أن تسمع الحاضرين عشرا من القرآن الكريم ، لا يجوز ولو ابتدأت من أول السورة أن تقول : بسم الله الرحمن الرحيم (( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه )) لا بد من أن تستعيذ بالله عز وجل للآية الكرية ، لكن أنا عم أتكلم معكم وأحاضر وأبحث إلى آخره ، فبقول : قال الله عز وجل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كذب على الله ، أقول : قال الله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كذا وكذا كذب على الله ، لذلك أقول : قال الله رأسا آتي بالآية بدون استعاذة فهذه ليست فقط بدعة بل وكذب آه .
السائل : قول على الله ما لم يقل.
الشيخ : أيوا ، إي نعم .