تفصيل الشيخ حول الإيمان والإسلام وافتراقهما واجتماعهما وتوضيح ذلك . حفظ
الشيخ : الإسلام والإيمان في شريعة الإسلام يلتقيان تارة ، ويفترقان تارة أخرى ، وكل من كان مؤمنا حقا فهو مسلم ، ومن هنا يظهر التقاء الإيمان مع الإسلام ، وليس كل من كان مسلما ضروري أن يكون في قرارة نفسه مؤمنا ، وإذا تصورنا هذه الحقيقة العلمية ، والمطابقة لواقع الناس في كل زمان ومكان ، زال الإشكال ، وحل الفهم الصحيح للإيمان والإسلام ، الآية التي تقول : (( قالت الأعراب آمنا )) ، إجى الرد : (( قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا )) ، كيف ؟ لأننا عرفنا آنفا أن الإسلام قد يلتقي تارة مع الإيمان وقد لا يلتقي ، مثلا : المنافقون الذين أوعدهم الله عز وجل بقوله : (( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار )) ، هؤلاء كانوا مسلمين ، ولكن لم يكونوا مؤمنين ، فما معنى كون قولنا إنهم كانوا مسلمين ؟! أي كانوا في الظاهر يصلون ويصومون ولا يجهرون جهر كثير من المسلمين اليوم بمخالفة شرائع الإسلام ، لكن هؤلاء المنافقين الذين نصفهم الآن بأنهم كانوا مسلمين ، لم يكونوا مؤمنين ، أي أنهم خضعوا لأحكام الإسلام ظاهرا ، ولكن ما خضعوا للإسلام باطنا ، فهم في الظاهر مسلمون وفي الباطن كافرون ، فهم يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام ، لذلك كانوا منافقين ، وعلى هذا قلنا : من كان مؤمنا فهو مسلم ولا بد ، لأن أيش معنى الإسلام ؟ هو الاستسلام لأحكام الله عز وجل ، لكن هذا الاستسلام تارة يكون عن قناعة وعن خضوع تام لرب الإسلام ، تارة يكون الإسلام هذا هو خوفا من العقاب السريع في الدنيا وهو القتل ، فلذلك فيفترق الإسلام تارة عن الإيمان وتارة يلتقي ، فهنا عموم وخصوص : " كل من كان مؤمنا فهو مسلم ولا بد ، لكن ليس كل من كان مسلما فهو مؤمن ، لأنه قد يكون منافقا " .