ما هو ضابط إلحاق الانسان الواقع في البدعة بالمبتدعة ؟ حفظ
الشيخ : فبهذه الضابطة يمكننا نحن أن نعرف أنه فلان نحشره في زمرة المبتدعة أو نحشره في زمرة المجتهدين ، من تبين لنا خطأه أنه إذا تبين له ما كان عليه السلف الصالح ، فيسلم ولا يخالف ، فهو معنا وعلى الخط فإن زلت به القدم في جزئية ما أو جزئيات كثيرة ، نلتمس له عذرا ، أما كما ترى إلى اليوم -وهذا قد يكون من تتمة الجواب عن سؤالك - أنه هؤلاء الذين يقلدون النووي أو غيره ، هؤلاء إما أن يكونا علماء ، أو يكونوا غير علماء ، وقد قلنا آنفا إذا كانوا غير علماء فعليهم أن يسألوا أهل العلم ، فإذا سألوا مثل الإمام النووي في كتبه ، ووجدوا ذلك أنه يعني هم مقتنعون به ، ولم يأتهم الحجة والبينة من الآخرين الذين ينتمون إلى العمل بالكتاب والسنة والسلف الصالح ، فهؤلاء أيضا معذورون لأنه هؤلاء لا يكلفون أن يكونوا أئمة مجتهدين لقول رب العالمين المذكور آنفا : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ، لكن هؤلاء ليس لهم عذر حينما يتشبثون بأقوال بعض المتأخرين كما في المثال الذي ذكرته الإمام النووي ، وإنما هم غير معذورين ، لأنهم لا يصغون إلى أدلة المخالفين من المسلمين الآخرين ، فإذا قيل لهم مثلا قال تعالى : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) يا أخي هذا سبيل المؤمنين بالأول الصحابة ، هاي التابعين ، هاي الأئمة ، ما لك والنووي بيجي بأ بحاججك بالباطل كما تعلم ، بقول لك : النووي مو فهمان ؟ هذا كلام !! النووي فهمان ، والصحابة فهمانين ، فأي الفهمين أنت لازم تتمسك ففيه ؟! حينئذ يظهر السني من أهل البدعة إذا ما تبين له الحق والصواب ، ولهذا ربنا عز وجل أدب ووجه عامة المسلمين بمثل قوله تبارك وتعالى في القرآن الكريم : (( وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) ، (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )) ، المهم وهذا الخلاصة من الجواب : كما أن العلماء المجتهدين عليهم أن يفرغوا جهدهم لمعرفة الحق الذي اختلف فيه الناس ، كذلك عامة المسلمين عليهم أن يفرغوا جهدهم لمعرفة الحق الذي اختلف فيه الأئمة ، كل بحسب قدرته وطاقته ، على الأقل مثلا أنا بقول : أنه عندك زيد من العلماء وعندك عمرو ، آه وجدت هواك مع زيد ، وعمرو وجدته يقول : قال الله قال رسول الله ، زيد وجدته يقول : هيك يا أخي العلماء ، هيك المشايخ إلى آخره ، فإذن هذا ما اتبع الحق ، لأنه عرف أنه عمرو أعلم ، وزيد ليس بعالم ، فهذا أقل ما ينبغي أن يجتهد فيه عامة الناس ، ما أدري إذا بقي شيء من سؤالك ؟!
السائل : جزاك الله خير ، بس مشكلة أشكل علي شيء في بداية كلامكم !
الشيخ : نعم !
السائل : وقع في كلام مجتهد ومبتدع
الشيخ : لا أنا ما أقول ، قد يقع في البدعة ، أنا ما أقول المجتهد مبتدع ، قلت : وأرجو أن تسمعني التسجيل ، سمعوني ، فإذا كنت أنا قلت هكذا ، فأنا أسحبها ، أنا أقول : المجتهد
السائل : قد يكون مجتهدا مبتدعا .
الشيخ : أنا أقول : المجتهد قد يقع في البدعة ، فلا يقال : إنه مبتدع ، أرجو أن تسمعني وإلا بمحيها ، أعد الشريط !!
السائل : قبل شوي !
سائل آخر : مجتهدا مبتدعا !
الشيخ : فلان مجتهد مبتدع !!
السائل : صحيح ؟! في غلط ، قد يكون مجتهدا مبتدعا .
سائل آخر : مبتدعا باجتهاد مش مجتهدا بابتداع !
الشيخ : إي نعم ، طيب .
السائل : ماشي شيخنا.