ما المقصود بنجد الواردة في الحديث : وفي نجدنا يا رسول الله ؟! هل هي العراق أم نجد المعروفة اليوم ؟ حفظ
الشيخ : تفضل !
السائل : قرأت يا سيدي في *الفتح ، *فتح الباري .
الشيخ : نعم .
السائل : شرح على الحديث الشريف بفضائل الشام : ( اللهم بارك في شامنا ويمننا ) .
الشيخ : ( اللهم بارك في شامنا ، اللهم بارك في يمننا ، اللهم بارك في شامنا ، اللهم بارك في يمننا ) ثلاث مرات .
السائل : نعم .
الشيخ : ثم قالوا وفي نجدنا يا رسول الله ؟ قال : ( هناك الزلازل والفتن ، وهناك يخرج قرن الشيطان ) ، نعم .
السائل : الشرح الوارد في الطبعة الموجود بين الأيادي ، وبين أيدينا بقول : " نجد هي العراق " !!
الشيخ : أي نعم .
السائل : يعني نحن نعرف نجد هي نجد ، والعراق هي العراق ، من أين أتى ابن حجر بهذا التفسير ؟ أو هل هو مقنع ، وأنت نقلته في *مختصر ؟!
الشيخ : طبعًا هذا كلام العلماء ، من أين جاء ؟ من العلم ، نجد في اللغة العربية : كل أرض مرتفعة فهي نجد .
السائل : نعم .
الشيخ : ففي هناك نجود وليس نجد واحد ، فكل بلد مرتفع بالنسبة لبلد آخر يأخذ اسم نجد ، فالبلاد النجدية المعروفة اليوم هي نجد بلا شك ، لكن هذا لا ينفي أن يكون هناك مكان آخر يسمى لغة : نجد ، وإن كان ليس معروفًا ومشهورًا بأنها نجد كنجد السعودية المعروفة اليوم ، وابن حجر -رحمه الله- من كبار علماء المسلمين والفقهاء والمحدثين ، وهو في الحقيقة نادرة زمانه من حيث أنه جمع هاتين الخصلتين ، هناك أحاديث عديدة تبين من أين جاء هذا الفهم ، أولاً : حديث في صحيح مسلم من رواية عبد الله ابن عمر : أن رجلا جاء إلى ابن عمر وقال له : " يا عبد الله الرجل منا يرى الذبابة تقع على ثوبه فهل يتنجس ثوبه ؟ قال : يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " يقول : ( ألا إن الفتنة هاهنا ، ألا إن الفتنة هاهنا ، ألا إن الفتنة هاهنا ) ، وأشار إلى المشرق ، أي : إلى العراق ، فأنت بقى لما بتلاحظ السائل عراقي ، ويسأل عن الذبابة شو بتحمل هاي الذبابة من النجاسة في أرجلها ؟ لا شيء يذكر ، ولذلك أنكر ابن عمر عليه هذا السؤال ، ولفت نظر الحاضرين : أن هذا الرجل عراقي ، " ما أسألكم عن الصغيرة ، وأركبكم للكبيرة " ، الفتن قتلتم الحسين وفعلتم ما فعلتم إلى آخره ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ألا إن الفتنة هاهنا ) إلى آخر الحديث ، فهذا حديث يدل أن الفتنة التي ذكرت في حديث نجد هي هذه الفتنة التي أشار إليها ابن عمر في هذا الحديث ، علمًا أن راوي حديث البخاري ، وراوي حديث بدل لفظة : ( وفي نجدنا ) قالوا : ( وفي عراقنا ) ، وكما يقول علماء الحديث : " إن الروايات تفسر بعضها بعضا " ، ثم في ملاحظة هذا من حيث الرواية ، من حيث الدراية والفهم : لو قال السائل وفي النجد ، كان ممكن يصير في إشكال ، لكن هو أضاف نجد إليه فقال : " وفي نجدنا " ، أي : هو كان عراقيًا ، ولذلك ما أطلق نجد ، لأنه في نجود كما قلنا آنفا ، فمن هنا قال ابن حجر العسقلاني ، وقال الخطابي وهما من علماء اللغة : بأن المقصود هنا بنجد هي : العراق ، ثم التاريخ يشهد بأن الفتن التي تحدث الرسول عليه السلام كانت محلها العراق ، وليس نجد المعروفة اليوم ، لم يقع هناك إلا ظهور مسيلمة الكذاب وأمثاله ، وقضي على فتنته بمحاربة أبي بكر الصديق وقضاءه على هؤلاء الذين ادعوا النبوة في عهد الخليفة الأول ، فمن هنا وهنا وهنا استقام تفسير نجد في الحديث بأنها العراق .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : وإياك .