بيان الشيخ الألباني للحملة التي شنتها عليه بعض الجرائد الصفراء، وتوضيحه لما جرى بينه وبين والده رحمهما الله، وكلامه عن فتواه بخصوص هجرة الفلسطينيين . حفظ
السائل : مما سمعنا من مقالات الجريدة اليوم ، أنكم أنتم تركتم الولد اليوم وانزعجتم منه أنت وأصحابك وتركتوه ، وخرجتم عنه ، هل هذا صحيح مما قالوه في الجرائد ؟! أنا أسمع كنت منك أنك كنت لما ترفع يديك ... تكش به ذبان بإيدك .
الشيخ : على كل حال أنا أستغرب مثل هذا السؤال ، وهو هل صحيح ما نشر في الجرائد ، وما الصحيح الذي ينشر اليوم في الجرائد حول القضية التي أثاروها بغيًا وظلمًا وعدوانًا ؟!! هذا من جهة ، من جهة أخرى : الحقيقة لا أريد أن نخوض كثيرا فيما ينشر في الجرائد التجارية ، التي لا يهمها أصدقًا كتبت أم كذبًا ، حقًا نشرت أم باطلا ، لكن إذا كان بعض الإخوان الذين ابتلوا بقراءة مثل هذه الجرائد صار عنده إشكال أو شبهة حول ما ينشر ، وأنا أرى أنه ما ينبغي أن يرفعوا إلى هذا الذي ينشر رأسًا ، ويفترضوا فيها أصلا : الكذب ، فإن كنت ولابد أن تسأل ذاك السؤال ، فأنا أجيب بأنني أُخرجت من دار والدي ، ولم وأخرج لرغبة مني ، وهذا يشبه تمامًا نفس المشكلة التي أثارها هؤلاء الخصوم ، الذين استعملوا كلمة تثير النفوس ، ولم يستعملوا الكلمة الشرعية التي تُذَكِّر هذه النفوس إن كانت تتذكر ، حيث أنهم استعملوا كلمت : " أنه يفتي بوجوب خروج الفلسطنيين " ، ولا يقولون : " بوجوب الهجرة " ، لأن الهجرة كما لا يخفى على كل مسلم عنده بقية من علم : أن الهجرة ليست إلا خروجًا بوصف وبنية ، وبعبارة أخرى : كل هجرة خروج من البلد ، ولكن ليس كل خروج من البلد هو هجرة ، فلذلك فبين الكلمتين كما يقول الفقهاء : " عموم وخصوص " ، كذلك يذكرني ما نقلته آنفًا : أنا أُخرجت من دار والدي ، ولم أخرج باختياري ، والقصة لها يعني تفاصيل كثيرة ، وما أرى أنه من الفائدة أن تنشر وأن تسجل ، ذلك لأن والدي -رحمه الله- قد صار الآن في عالم الغيب ، وعالم البرزخ ، ونرجو له كل يعني خير في دار البرزخ ، وفي الآخرة إن شاء الله ، أن نلتقي معه في الجنة تحت لواء محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، والذين نشروا أن سبب الخروج المزعوم : هو تعصب المتعصبين للمذهب ، ليس كذلك ، وإنما تمسكي أنا بالسنة هو الذي حرّك أعداء السنة كما هو الشأن الآن تمامًا ، حرّكوا والدي ويعني حملوه على أن يخيرني بين أن أكون مقلدًا له ، أو أن أبقى على ما أنا عليه من اتباع السنة ، فقلت له : أمهلني ثلاثة أيام ، وبعد ذلك أعطيك الجواب ، وفعلًا بهالثلاثة أيام -عليكم السلام ورحمة الله وبركاته- رجعت إليه وقلت له : ما دام أنت خيرتني ، لأنه كان قد قال لي بلسان عربي فصيح : إما الموافقة وإما المفارقة !!! إما الموافقة على البقاء على مذهبه ، وإما أن أفارقه ، فأنا اخترت المفارقة ، لكني ما خرجت منه إطلاقًا ، وكان رحمه الله يزورني كثيرًا في دكاني ، وكان يصرح لي كثيرا بأنني -هو يعني يقول عن نفسه- استفاد مني كثيرا ، لكن العُصبة العَصبية المذهبية كانوا يحركونه ، ودفعوه إلى أن يخيرني ذلك التخيير ، هذا خلاصة ما وقع ، والله المستعان!!!