كيف الرد على من يدعي أن لا فرق بين بلاد الكفر والاسلام الا في الأذان ، ويريد بذلك جواز العيش في تلك البلاد ؟ حفظ
السائل : يسير في شوارع ، عواصم أو البلدان الإسلامية يجدها لا تختلف كثيرا عن بلاد الكفار ، اللهم إلا الأذان ، فيقولون : لماذا تنكرون علينا الذهاب إلى بلاد الكفار ، فسواء بقينا في بلاد المسلمين أو ذهبنا إلى بلاد الكفار فنحن يعني في نفس القضية ، في نفس الأمر ، واقعون في المخالفة الشرعية فكيف يرد على هؤلاء ؟
الشيخ : أولا : أنت تنقل عنهم قولهم : لا تختلف البلاد الإسلامية كثيرا عن بلاد الكفر ، هل هم قالوا هكذا أم أنت تحكي عنهم ما لم يقولوا ؟!
السائل : لا ، قالوا هكذا ، قالوا .
الشيخ : أعني ، أعني لأنه هذا ينبني عليه شيء ، إذا كانت البلاد الإسلامية لا تختلف كثيرا عن بلاد الكفر ، فهذا الكلام له مفهوم : أي تختلف قليلا
السائل : نعم !
الشيخ : عن بلاد الكفر ، إذن الجواب حصل من نفس كلامه ، ما دام أنكم تشهدون بأن البلاد الإسلامية تختلف قليلا ، ونحن نسايرهم على هذا التعبير ، من أجل هذا الاختلاف القليل الذي أنتم تشهدون به نقول بوجوب الهجرة ، هذا الجواب الإجمالي ومن فمهم ندينهم ، لكن الجواب : نحن لسنا الذين نقول بحرمة بقاء المسلم في بلاد الكفر ، هذا ليس فتوى وليس اجتهادا من عندنا ، وإنما هي نصوص الكتاب والسنة ، فعليهم أن يستسلموا لها ، وأن يخضعوا لها ، لقول ربنا عز وجل : (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا )) ، الحقيقة أن المسلمين اليوم إيمانهم ضعيف ، إذا قدَّم لهم العالم الحكم الشرعي يقولون : لماذا أنت تقول هذا ؟! لا يقولون : من أين لك هذا ؟! فإذا قيل لهم : قال الله قال رسول الله ، فهل لهم أن يقولوا لنا لماذا تقولون هذا ؟! هذا هو الذي وقع اليوم بمناسبة الفتنة التي أثارها أعداء السنة ، بل أعداء الدين ، نحن ما قلنا بوجوب الهجرة اجتهادًا وإنما اعتمادًا على نصوص من الكتاب والسنة واتفاق الأئمة ، ومراعاة الحكمة التي تقتضيها مثل هذه الأحكام الشرعية ، فلذلك قولهم : لماذا تحرمون علينا ؟! نحن ما حرمنا من شيء ، وإنما نقلنا إليهم حكم الله وحكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا شيء ، شيء ثاني : ألا يكفي في الفرق بين بلاد الكفر أن لا تسمع فيها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، وتسمع صوت النواقيس التي تحيي الكفر وتعلنه ولا يسمحون برفع صوت التوحيد ؟! ما يكفي هذه الظاهرة ؟! ثم إذا كان الفرق قليلا كما زعموا بين بلاد المسلمين وبين بلاد الكافرين ، فهل يوجد في بلاد الكافرين التي يهاجرون إليها ، ويقولون الفرق بينها وبين بلاد الإسلامية قليل ، هل يوجد عندهم علماء ؟!
السائل : لا .
الشيخ : كيف يقولون فرق قليل ؟!! الفرق كثير وكثير جدا ، ثم هل يستطيعون وهم في بلاد الكفر ويزعمون بأن الحرية هناك أكثر من البلاد الإسلامية ، هل يستطيعون أن يُخرجوا نسائهم كما كانت تخرج نساء الرسول والصحابة ، وكما يفعل بعض النسوة المسلمة اليوم بالجلباب الشرعي الكامل ، أم هم يعني -شو بقولوا- يقاربون الموضوع ، نعم ؟
السائل : يُقاربون ويسددون !
الشيخ : آه يسددون ، بحاولوا مثلا أنهم ما يظهروا من المرأة شيء من عورتها ، لكنهم لا يستطيعون أن يحافظوا على ستر وجهها ، وإن كنا نحن لا نقول بوجوب ذلك ، لكننا نقول بأنه من سنن الفضليات من الصحابيات ، ليت الأمر وقف عند هاهنا ، أليس أكثر النساء الزوجات لهؤلاء المتغربين في بلاد الكفر يلبسن ثيابًا مزخرفة ، ويخرجون فيها إلى الطرقات والشوارع ؟! الأمر كذلك ، لماذا ؟ لأنهم ينظر إليهم نظرة فيها ملء الاحتقار والازدراء ، ولذلك فلضعف إيمانهم هم لا يستطيعون أن يعلنوها صراحة بزيهم الإسلامي ، فوارق كثيرة وكثيرة جدا ، لكنهم قوم يجهلون ويتجاهلون ، ثم نقول شيئًا آخر وهو : آالفساد في بلاد الإسلام الذي يقولون أن الفرق قليل ، الفساد الخلقي وانتشار الفاحشة وتيسر سبلها هناك في بلاد الكفر أكثر ولا من هنا ، ولا هنا ؟!
السائل : في بلاد الكفر أكثر .
الشيخ : طيب هذه فوارق ما تكفي أن يعدلوا كلمتهم أن الفرق بين البلاد الإسلامية والبلاد الكافرة كثير ، هم يتبعون أهوائهم الحقيقة ، ويبررون إقامتهم في بلاد الكفر ، وهم لعلهم يعلمون قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( المسلم والمشرك لا تتراءى نارهما ) ، ( أنا بريء من كل مسلم أقام بين ظهراني المشركين ) ، هم لا ينظرون إلى هذه الأحاديث ، وينصرفون إلى أن يخاطبوا من ينصحهم ، لماذا تحرمون علينا الإقامة ؟! نحن ما نحرم ولا نحلل ، إنما نحن نقلة بالنسبة للسنة نحن مجرد نقلة ننقل إلى الناس السنة كما صحت وكما رأيناها .