تعليق لأحد طلبة العلم على مسألة العيش في بلاد الكفار والهجرة إليها . حفظ
الطالب : فإني أعلق بثلاث مسائل : أما المسألة الأولى : فهي أن بعض الذين يقيمون في بلاد الكفر ولا شك أنهم يحافظون على دينهم ، وربما التزموا هدي الكتاب والسنة في معظم ما يسمعون وما يفعلون وما يقولون ، وبخاصة في حياتهم الأسرية وفي داخل بيوتهم ، ولكن هذه القلة القليلة ليست هي التي يقاس عليها عندما نريد أن نصدر حكمًا شرعيًا على الإقامة في بلاد الكفر ، لأن الحكم لا يتعلق بالقلة ولا بالندرة ، وإنما الحكم يتعلق بالكثرة وبالجماعة ، وإذا نحن نظرنا إلى جماعة المسلمين الذين يقيمون في بلاد الغرب وفي بلاد الكفر ، فإننا ولا شك واجدون أن معظم المسلمين الذين يقيمون هناك لا شك أنهم لا يستطيعون كما تفضل شيخنا -حفظه الله- أن يقيموا شعائر دينهم على الوجه الذي يرتضيه ربنا تبارك وتعالى ، ويحبه رسولنا صلى الله عليه وسلم ، وترضاه جماعة المسلمين الصالحين ، هذه واحدة ، ولذلك من هنا نقول : بأن الحكم لا يتعلق بهذه القلة ، وإنما على هذه القلة أن تنظر وهي تقيم في بلاد الكفر ، أن تنظر واقع الكثرة من المسلمين الذين يعيشون في بلاد الكفر ، هذه المسألة الأولى . أما المسألة الثانية : فإن الذي يعيش في بلاد الكفر يعيش إلى سنوات طويلة أو قليلة لا شك أنه مع دوام المقام في تلك البلاد سوف يتأثر بطباع الكفار وأخلاقهم وعاداتهم ، وربما لا يجد مناصًا من أن يكون مجاملًا لهم أيضًا في دينهم ومعتقدهم ، وبخاصة عندما تأتي تلك الأعياد التي تسمى بأعياد الميلاد ، فإنه يتشبث تشبثًا بها ، لأنه لا يجد محيصًا ولا مفرًا عنها ، وهذا كما قلتُ : أنا لا أنظر إلى القلة القليلة وهناك فئة أو هذه القلة لا شك أنها صالحة ، ولكن أنظر إلى المجموع الذي يعيش من المسلمين في تلك البلاد ، ومع مرور الزمن وتكرار الأيام والأعوام فإن هؤلاء يتأثرون التأثر الشديد جدًا بهذه الأخلاق والعادات حتى لا يستطيع أن يخالف عنها إطلاقًا ، فيصبح هديه هدي الكفار ، وحياته حياة الكفار ، ولباسه لباس الكفار ، وعاداته وأخلاقه وطباعه ، ثم بعد ذلك ينتهي إلى نهاية لا شك أنه سينتهي إليها ، وهي أنه يفقد الغيرة في دينه ومن دينه على ما يتعلق به وبدينه وبأسرته وبزوجته وبأولاده ، ولا أدلَّ على ذلك من أنَّ وهذه المسألة الثالثة : من أن المسلمين الذين يقيمون هناك في تلك البلاد لا يستطيعون أن يخالفوا عن القوانين والأنظمة التي يُحكمون بها ، فإذا بلغت الفتاة السادسة عشرة ، أو بلغ الولد الثامنة عشرة أو الفتاة الثامنة عشرة ، فإنه لا يستطيع أن يجعل يده مبسوطة على أولاده إطلاقًا ، فالولد يخرج من البيت متى شاء ، والبنت تخرج من البيت متى شاءت ، بل وإنها لتقارف المعصية أمام ناظري أبيها وأمها ، فلا يستطيع الأب أن يحرك ساكنًا ، لأن النظام لا يسمح له أن يتدخل في حرية ابنته أو حرية ولده ، وعلى ذلك أقول : إن هذه المسألة الثالثة التي ذكرت كانت سببًا في أن كثيرا أو بعضًا من المسلمين الذين يعيشون في تلك البلاد كانت سببًا في انتحارهم والقضاء على أنفسهم ، وربما أيضا على زوجاتهم أو على بناتهم أو على أولادهم ، هذه المسائل الثلاث يمكن أن تتضح بها أيضا أو تزيد شيئا من الوضوح لذلك السؤال الذي سأله أخونا الجزائري وجزاكم الله خيرا .
السائل : جزاكم الله خيرا .
السائل : جزاكم الله خيرا .