نصيحة من الشيخ للملتزمين وأن لا ييأسوا إن وجدوا أنفسهم غرباء بين قومهم وفضل الغربة. حفظ
الشيخ : فتذكرتي هذه الثانية هي أن تكونوا من الغرباء من الطبقة العليا وهي أن تحييوا ما أماته الناس من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك لأن أجر هذا الإحياء عظيم جدا لا يمكن حسابه ولو بالحاسوب الكمبيوتر اليوم لماذا لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول ( من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجرهم شيء ) فالرجل حينما يحيي سنة فيتبعه عشرة وهؤلاء العشرة كل منهم يدعو إلى هذه السنة فيتبعه عشرة وهكذا تتسع الدائرة بحيث لا يمكن لحاسوب أن يحسب ذلك إنما حسابه عند الله تبارك وتعالى لذلك كان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أكثر الأنبياء والرسل أجرا يوم القيامة لماذا لأنه أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة كما جاء هذا في الحديث الصحيح فهو إذن كلما تبعه مسلم سابقا أو لاحقا فأجره يسجل في صحيفة الرسول عليه السلام إذا حسناته بالبلايين البلايين وهكذا المسلم الصالح الذي يدعو الناس إلى اتباع السنة فبمقدار ما يُتبع يكتب له من الأجر لكن اتباع السنة تحتاج إلى علم ولذلك نحن نحضّكم على دراسة السنة لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربط هداية المسلمين واستقرارهم في حياتهم على هدى من ربهم بأمرين اثنين هما كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال في الحديث الصحيح ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) والتمسك بالسنة كالتمسك بالتوحيد لكل منهما معاكِسات ومشاكِسات فمعاكسة التوحيد هي الشركيات والوثنيات ومعاكسة السنة هي المحدثات من الأمور ولذلك فلا يكون المسلم متسننا سالكا على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا إذا كان بعيدا عن التمسك بالبدع والمحدثات من العبادات لذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما يأمر أصحابه باتباع السنة لا يقتصر على هذا الأمر فقط بل يقرن إليه أن يحذرهم عن اتباع المحدثات من الأمور ذلك لأن اتباع السنة كما قلت لكم كالتوحيد لا يسلم التوحيد لصاحبه إلا إذا كان بعيدا عن ما يناقض التوحيد من الشركيات والوثنيات كذلك لا يَسلم أو لا يُسلم للمسلم اتباعه للسنة إلا إذا كان بعيدا عن البدعة ذلك مما كان يجمع بينهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كثير من أحاديثه ومن خطبه هناك خطبة تعرف عند العلماء بخطبة الحاجة كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفتتح بها خطبه ودروسه ومواعظه " أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " فما اكتفى عليه السلام بالأمر بخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وإنما أيضا حذر من اتباع المحدثات من الأمور كذلك فعل في حديث العرباض بن سارية الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام ( ألا وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ) فبعد أن أمر باتباع السنة واتباع سنة الخلفاء الراشدين قال ( وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) والسبيل لمعرفة محدثات الأمور هذه المعرفة التي تمهد للمسلم أن يحاذرها وأن يكون بعيدا عنها إنما هو معرفة السنة لأن الأمر كما قيل " وبضدها تتبين الأشياء " فإذا عرفت السنة عرفت البدعة وإذا جهلت السنة وقعت في البدعة ولابد لأن الهدى يناقضه الضلال فإذا عرفت الهدى نجوت من الضلال وإلا ضللت من حيث لا تدري ولا تشعر لا سمح الله لهذا نحض إخواننا على اتباع السنة ومحاذرة البدعة ولا يمكن هذا لكل فرد من عامة المسلمين وإنما يمكن ذلك لأهل العلم بل لخاصة أهل العلم أما عامة الناس فواجبهم الائتمار بآية واحدة ألا وهي قوله تبارك وتعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) (( فاسألوا أهل الذكر )) يا جمهور المسلمين اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون والإسلام لا يفرض على كل مسلم أن يكون عالما وإنما أن يكون أحد أمور ثلاثة كن عالما أو متعلما أو مستمعا ولا تكن الرابعة فتهلك فعليك أن تحضر مجالس العلم لأن مجالس العلم هي مجالس الذكر الذكر إذا أطلق فإنما يراد القرآن الكريم حينما قال في الآية السابقة (( فاسألوا أهل الذكر )) لا يعني أهل الذكر بمعنى الذكر اللفظي وبمعنى آخر أهل الذكر يعني حلقات الذكر والذين يذكرون الله ذكرا يخالفون فيه طريقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الذكر فيميلون يمينا ويسارا ويقومون ويقعدون لا هذا أولا ليس ذكرا مشروعا وثانيا ليس هذا هو الذكر المقصود في الآية السابقة (( فاسألوا أهل الذكر )) شو بده يقول والله أنا اتقيت الله ...