كلام الشيخ ونصيحته للمصلين في موضوع التأمين وراء الإمام وأن لا يسبقوه وفضل من أمن مع الإمام . حفظ
الشيخ : (( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) أريد أن أذكركم بحكم شرعي ... ثلاثة أحاديث صحيحة الحديث صحيح الحديث الأول ... ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ولست ... في هذه الليلة ... هذا الحديث وحده يحتاج إلى جلسة وإلى محاضرة لكن الشاهد منه أوله ( إنما جعل الإمام ليؤتم به ) الحديث الثالث وهو كما يقال بيت القصيد من كلامي ومن تذكرتي هذه ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ) ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) هذه ثلاثة أحاديث كلها تدندن حول أن واجب كل مقتدٍ بإمام ألا يسابق الإمام في شيء من حركاته أو أفعاله أو أقواله قلت هدفي من هذه الأحاديث هو الأخير لأن جماهير المصلين كأنهم اتفقوا في مؤتمر عقدوه وهذا أمر مستحيل أن يقع من المسلمين لكن واقع فعلهم كأنهم تآمروا على أن يتفقوا على مخالفة هذا الحديث الصحيح ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ) لا تجد مسجدا مع الأسف الشديد لا تجد مسجدا يطبق فيه هذا الأمر النبوي الكريم وإنما تجد المقتدين جميعا إلا أفرادا قليلين هم الغرباء الذين حدّث عنهم الرسول عليه السلام إذا قال الإمام (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) ضجّ المصلون بآمين أين أنتم وقول نبيكم ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ) هذا أصبح نسيا منسيا بين ظهرانيكم لماذا لغفلة الناس أولا ولقلة المذكرين الميقظين لهؤلاء الغافلين ثانيا من أهل العلم ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ) هذا معناه أن كل مصلٍ يسمع قراءة الإمام وحينما يسمع الإمام وصل إلى قوله (( ولا الضالين )) عليه أن يكتم نفسه هذا المقتدي عليه أن يكتم نفسه وأن يصبر حتى يسمع تأمين الإمام ثم هو يشاركه في آمين أما الواقع اليوم في كل المساجد لا يكاد الإمام ينتهي من مد ما يسمى بلغة المجودين بمد اللين في (( ولا الضالين )) هذا المد يجوز في علم التجويد مده حركتين أو أربع أو ست حركات أنتم معشر المصلين المحافظين على الصلاة لا تدعون الإمام يحرك هذا المد حركتين لا يكاد يقول (( ولا الضالين )) إلا أنتم نهضتم بآمين هذا خطأ يجب أن تصبروا وأن تحفظوا نفسكم فإذا سمعتم الإمام قال (( ولا الضالـــــــــــــــــــــــــين )) اصبروا حتى يبدأ الإمام بقوله آآآآ فأنتم تتابعونه بـ آآآ حينئذ تكونون قد نفذتم هذا الأمر النبوي الكريم ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ) هذا على وزان ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبّر فكبروا ) ما أحد والحمد لله يقول الله قبل ما يقول الإمام الله لو فعل ذلك بطلت صلاته ولذلك فهنا كل المصلين والحمد لله في افتتاح الصلاة بالتكبير كلهم على الصواب لا أحد منهم يسبق الإمام لكن مع الأسف الشديد كل المصلين على خطأ إلا أفراد قليلين فإنهم يسابقون الإمام بآمين ماذا يصيب المصلين بهذه المسابقة يصيبهم مصيبتان اثنتان وكما يقال أحلاهما مر المصيبة الأولى أنهم عصوا الرسول عليه السلام وحسبهم مصيبة (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )) والرسول سمعتم أنه قال لكم ( إذا أمّن فأمّنوا ) أنتم لا تصبرون على إمامكم فتسبقونه بآمينكم هذه معصية هذه معصية وهذه مصيبة ولذلك ذكرتكم بقوله تعالى (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة )) أي في الدنيا (( أو عذاب أليم )) أي في الآخرة هذه هي المصيبة الأولى المصيبة الأخرى أنكم خسرتم مغفرة الله وذلك في الحقيقة هو الخسران المبين لأن المسلم ما تعبد بما أمر الله به إلا ليحظى بمرضاته وبرضوانه وبمغفرته والله عز وجل برحمته بعباده المؤمنين أنهم يكلفهم عملا يسيرا ويؤجرهم ويثيبهم أجرا كبير ألا تسبق الإمام بآمين وإذا الله قد غفر لك ما يحتاج الأمر إلا أولا استحضار لهذا الذكر لهذا التذكير لهذا الحديث الصحيح أولا ثم تربية النفس على هذا الحديث أما الغفلة هذه التي رانت على قلوب الجماهير فهذه غفلة رهيبة جدا لأنه لو كان في مسجد أو مسجدين أو ثلاثة كانت المصيبة قليلة وخفيفة لكن مع الأسف الشديد في المساجد كلها وليس في مسجد بلد أو في مسجد إقليم بل حيث ما أتيح لي أنا زيارة كثير من البلاد ما وجدت مسجدا أجمع المصلون فيه على اتباع هذا الحديث النبوي ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ) قلت إن الذي يخالف هنا فهو بين مصيبتين بين أن يعصي النبي صلى الله عليه وسلم فتصيبه الفتنة وبين أن يخسر المغفرة وذلك هو الخسران المبين كلكم يعلم إن شاء الله قول الله تبارك وتعالى (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) (( إلا ليعبدون )) وكيف تكون عبادة الله عز وجل بما جاءنا به نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ولا تكون العبادة عبادة باتباعنا لأهوائنا باتباعنا لتقاليدنا باتباعنا لعاداتنا وإنما تكون عبادتنا لربنا فقط من طريق واحدة ألا وهي اتباع نبينا صلوات الله وسلامه عليه ذلك الاتباع الذي جعله الله عز وجل برهانا ودليلا على حب الله عز وجل لهؤلاء المتبعين حيث قال رب العالمين (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) فإذن قد يسر الله عز وجل لنا نحن معشر المسلمين أن نلقى وجه الله عز وجل مغفورا لنا ذنوبنا بأيسر الأسباب ومنها ألا تسبقوا الإمام بآمين وأنا جربت الناس كثيرا وكثيرا جدا لو أنني ذكرتكم في صلاة المغرب وقد شعرت بهذه المسابقة لكن وقت المغرب كما يقال غريب ولذلك قلت فنظرة إلى ميسرة لو ذكرتكم في صلاة المغرب وصلينا بكم العشاء لوجدتم أنفسكم كما يقال " رجعت حليمة إلى عادتها القديمة " ما هو السبب السبب العادة وللإمام الشافعي رحمه الله كلمة هي في منتهى الحكمة قال " العادة طبيعة ثانية " " العادة طبيعة ثانية " ولذلك فمن يريد أن يروض نفسه على خلاف عادته فهذا يحتاج إلى أن يتابع معاكسة هذه العادة حتى يطبع بطبيعة أخرى أو طبيعة ثانية ولذلك فأنا لا أستغرب أن تعودوا في صلاة الفجر إلى عادتكم ولكني أنا ألقي المسؤولية على إمامكم وأنه عليه أن يتابع تذكيركم وأن يلح بالتذكير ولكن ليس كل صلاة كل صلاة لا لأن هذا خلاف السنة والسنة كما جاء في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتخولنا بالموعظة ) ( يتخولنا بالموعظة )