بيان حكم من يشرب الدخان في نهار رمضان وأنه وقع في ذنبين . حفظ
الشيخ : نعود الآن إلى من يشرب الدخان وهو صائم هذا جمع المصيبتين جمع الإفطارين أي إنه قبل كل شيء أفطر بمادة يدخلها إلى جوفه مش شيء معنوي مادي ثم هذا الذي أدخله إلى جوفه أردت أن أقول أزكى لكن من أين له زكاوة لكن أرقع كلامي إن قلت هو أزكى عنده من الماء الزلال الذي نزل من ماء السماء أزكى عنده بدليل أنه يفطر عليه ولا يفطر على الحلو ولا على الماء ولا على أي شيء إذن لا يوجد في الشرع أن يكون هناك معصية أكبر من معصية أخرى فنقول المعصية الكبرى لا بأس فيها والصغرى فيها كل البأس هذه كما يقول ابن تيمية رحمه الله لا يوجد في الشريعة مثل هذه المفارقات مثل هذه المفارقات يعني الأشر لا بأس به والشر فيه كل البأس هذا لا يوجد في الإسلام أبدا وهذا من معاني قوله عليه الصلاة والسلام ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) يعني مثلا حينما يحرّم الوسائل المؤدية إلى غاية هي محرمة فالغاية تكون أشد معصية من الوسيلة لأنه الوسيلة مقدمة فلا يعقل أن تكون الوسيلة محرمة أكثر من الغاية إنما العكس هو الصواب كذلك لا يعقل أن يكون يشرب الإنسان ماء هو مفطّر والألذ عنده إذا خيرته بين الماء وشرب الدخان اختار الدخان فيقال هذا ليس مفطرا إذن سيعيش هذا المدمن لشرب الدخان طيلة نهار الصيام وهو يشرب الدخان وهو صائم ما شاء الله هو يعصي الله عز وجل الذي يشرب الماء يعصي الله فقط لأنه خالفه من حيث أن الله قال (( فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط )) أما لو شرب الخمر يكون عصاه مرتين لأنه عصاه بأنه أدخل في جوفه مفطرا أولا ثم عصاه من حيث أنه شرب محرما هذا مثل شرّيب الدخان الذي جاء السؤال فيه هل يفطر من يشرب الدخان في رمضان أم لا الجواب إذن هو أشد إفطارا من الذي يفطر على الماء تفضل