كلمة الشيخ عيد عباسي، وبيان ميزة الدعوة السلفية على غيرها من الدعوات. حفظ
الطالب : هذه الدعوة تتصف بهذه الميزات التي لا يشاركها فيها غيرها فمن ذلك أن هذه الدعوة تمثل الدعوة الوسط صفة الوسطية فيها هذه الوسطية التي وصف الله عز وجل بها هذه الأمة (( وكذلك جعلناكم أمة وسطا )) في هذه الأمة نشأت الفرق والطوائف دعوة السلف هي الوسط في هذه الفرق والطوائف تلك الفرق والطوائف منها ما هو مغال في طرف وآخرون مغالون في طرف آخر إفراط وتفريط غلوا من كل جانب الدعوة السلفية تقف في وسط هذه الدعوات جميعا فمثلا حينما تنظر إلى معتقد السلف في صفات الله عز وجل تجد أنه الرأي الوسط هناك من يشبه الله عز وجل بالمخلوقات الذين عرفوا في التاريخ باسم المشبّهة أو المجسّمة يقولون الله عز وجل كإنسان لكن ضخم عظيم وبعضهم غالى فقال هو كالإنسان تماما إلا أنه ليس له أظن لحية أو صفة أخرى هؤلاء مغالون لا شك مخالفون للكتاب والسنة اللذين امتلآ بنصوص التنزيه والبعد عن التشبيه يقف في الطرف المخالف المعتزلة والمعطلة الذين نفوا ما أثبت الله عز وجل لنفسه وخالفوا نصوص الكتاب والسنة في ذلك وحملوها على التأويلات المختلفة التي لا تحتملها لا لغة ولا شرعا هؤلاء المعطلة الذين قالوا الله عز وجل ليس له يد ليس له بصر ليس له قدم كل ما ورد في الكتاب والسنة من هذه الصفات أنكروها لم يستو على العرش الاستواء إنما هو الاستيلاء وهكذا طرفا نقيض قوم شبهوا الله بخلقه وقوم أنكروا لله هذه الصفات التي وصفها بها نفسه مذهب السلف يأتي في الوسط ليقول يثبت ما أثبت الله عز وجل ورسوله لله عز وجل وننفي أن يكون ثمة مشابهة للمخلوقات الله عز وجل استوى على العرش كما نطق بذلك الخطاب العزيز ولكن استواءه ليس كاستوائنا ولا كاستواء شيء على شيء من المخلوقات أبدا الله عز وجل له يد وله عين كما ذكر في الكتاب العزيز ولكن يده ليست كأيدينا وعينه ليست كعيوننا فهو يتصف بهذه الصفات كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى وكما يليق بعظمته أثبتوا من ناحية ولم يعطلوا ما ذكر الله وما ذكر رسول الله ولكنهم في الوقت نفسه كانوا منزهين عن المشابهة منطبقا مذهبهم مع الآية الكريمة (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) هذه ميزة الدعوة الوسطية تراها في جانب في جميع جوانب هذه الدعوة