كلمة الشيخ عيد عباسي ، وبيان أن مصيبة الأمة الإسلامية اليوم هي الجهل وفشوه وانتشاره ، وأن الدعوة السلفية تسعى لرفع الجهل عن الناس . حفظ
الطالب : ونحن نعرف أن مصيبة هذه الأمة هي الجهل من قرون المسلمون أغلقوا على أنفسهم منافذ التفكير أوجب من يدّعون العلم منهم التقليد على الناس قالوا ليس ثمة اجتهاد ممنوع الاجتهاد مغلق بابه ولا يوجد مجتهد ومن يريد أن يكون مجتهدا فهو فوضى وهو كذا وهو كاذب ومغرور وهو يفرّق الناس ألزموا الناس بالتقليد وتصور أمة لا يوجد فيها عالم وما العلم هو البصيرة المتفتحة المشي على هدى من الله عز وجل هو الذي يمثله قول الله عز وجل (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )) هذه الدعوة المتبصّرة قد ألغوها من قرون ولذلك تغير حالهم كما قال فيه ربنا تبارك وتعالى (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) هذه النعمة نعمة العلم النظر في الكتاب والسنة دراستهما مطالعتهما الاهتداء بهديهما والوقوف عند حدودهما هذه الدعوة قالوا ليست حقا ليست صالحة تفرّق الناس يجب أن نختار أقوال بعض العلماء ونتقيد بها ولا نخالفها كأنهم معصومون كأنهم أنبياء كيف يجوز أن يتقيد برأي إنسان كائنا من كان في كل مسألة من المسائل ويعرض عن كتاب الله عز وجل وعن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا ينظر فيها إلا للبر فلا ينظر فيها للتأمل والدراسة ولاستنباط الأحكام وإنما تجعل للتبرك وإذا أصابتهم مصيبة يفتحون كتاب البخاري يقرؤونه لدفع المصائب هكذا فعل الجهال وفعل كأنها رقى أو تعاويذ تحميهم مع أن الله عز وجل يقول (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليذكر أولوا الألباب )) (( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله )) وفي آية (( أم على قلوب أقفالها )) والآية الأخرى (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) هكذا أنزله الله عز وجل للتدبر (( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )) جعلوه لتعاويذ وليقرأ على الموتى وفي المآتم والجنائز وما شابه ذلك طقوس كما هو شأن أهل الكتاب هذه الدعوة تريد أن تنثر غبار الجهل هذا كله أن تحارب التقليد أن تدعوا إلى تفتح العقول والبصائر أن تشغّل هذا العقل إن الله عز وجل وهبنا نعمة العقل لا لنلغيه ولا لنعطله بل إنه تبارك وتعالى ذكر أن الكافرين سيقولون يوم القيامة (( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير )) (( لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير )) المسلم هو ذو العقل المتفتح هو الذي يشغل عقله لكن يشغل عقله في ماذا لا يجعله حكَما ولا يجعله مشرعا ولا يجعله هو القيوم على شريعة الله بل يجعله مسخرا منطلقا جادا في فهم كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والاجتهاد في أحكام دين الله عز وجل التي سكت عنها فكما قال بعض العلماء وظيفة العقل في الإسلام هي الفهم عن الله ورسوله وحسبه هذا والخير في هذا فالله عز وجل حينما وضع له هذه المهمة عرف أن هذا هو موضعه فحينما تضع الشيء في موضعه يفيد أي إفادة وحينما تضعه في غير موضعه أو تكلفه ما لا يحسنه فحين ذلك الضرر والضرر الأكبر المبتدعة يشغلون عقولهم لكن فيماذا في الابتداع في الدين العبادات التي شرعها الله ورسوله لا تكفيهم يتركونها ليشغلوا عقولهم في ماذا يبتدعون عبادة جديدة قربة جديدة كأنهم مشرّعون وكأنهم آلهة وفي الوقت نفسه يمنعون من الاجتهاد الصحيح من النظر في الكتاب والسنة وأما في الدنيا فتراهم مقلدون كل شيء متكلون فيه على الأجانب في الدنيا التي هي من مواطن العقل الذي أمر الله عز وجل أن يشغل فيه في الدنيا شغل عقلك اخترع اصنع (( سخر لكم ما في الأرض جميعا )) (( أفلا ينظرون )) في النظر في ملكوت السماوات والأرض وهكذا وفي الاختراع والسعي والحركة هذا يعطلون عمل العقل فيه ويشغلونه فيما كفي مؤونته من العبادات ومن التعبديات على كل هذه الميزة الحديث عنها طويل فأنتقل إلى الميزة الأخرى