كلمة الشيخ عيد عباسي ، وبيان صفة الدعوة السلفية بأنها دعوة شمولية تغطي جميع نواحي الإسلام . حفظ
الطالب : كذلك من هذه الصفات إنها الدعوة القائمة على الشمول فلا هي مقتصرة على جانب من الإسلام دون جانب لا تهمل جانب الخلق من أجل الاهتمام بجانب العلم ولا تهمل جانب العلم من أجل الاهتمام بالخلق نعلم في تاريخ الإسلام من الفرق قوم تخصصوا في مسائل التربية والتزكية في ظنهم الصوفية جعلوا ادعوا أنهم يريدون أن يهذبوا النفوس أن يصفوا القلوب أن يزيلوا ما بينها وبين ربها من غشاوات فتخصصوا في هذا ولم يمارسوا شيئا آخر ولم يهتموا بشيء آخر أمور المسلمين سياسة الأمة الجهاد في سبيل الله ما يصيب الأمة من أخطار ما يأتيها من أعداء لا يشاركون فيه تعلمون أن من الصوفية الأوائل المعتدلين نسبيا أبو حامد الغزالي وكتابه عمدة لدى الناس من قرون كتابه حوى أبوابا في أحكام الإسلام بكثير من الجوانب لا ترى فيها بابا للجهاد في سبيل الله عز وجل عاش في زمانه بدأ الغزو الصليبي لبلاد الإسلام لا ترى في تاريخه أنه صاح صيحة من أجل تحرير المسلمين من الصليبيين أو دعوتهم لتخليص هذه البلاد من شرورهم وإنما كان يفرغ وقته وكتبه وهمه لماذا لتزكية النفوس هذا تزكية النفوس حق وواجب ولكنها لا يجوز أن تلهينا عن الواجبات الأخرى يجب أن يكون هناك توازن بين تعاليم الإسلام وجوانبه كلها لا إفراط في جانب السياسة على الجوانب الأخرى ولا إفراط في جانب العلم على جوانب الخلق ولا كذلك إجحاف بجانب الخلق أو تضخيم جانب على حساب جانب آخر هذه الدعوة هي دعوة شاملة متزنة تعطي كل ذي حق حقه وتجعل الجوانب كلها هامة ولها نصيب تستحقه بمقدار ما جعله لها الله عز وجل